العبرة في الخواتم

الأحد, 10 تموز/يوليو 2016 21:01 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"العبرة في الخواتم" جملة اطلقها شائب سبعيني قبل نحو خمس سنوات على حفيد له في العشرين من عمره كان يؤم الناس في احد مساجد منطقة رحب الربادي الواقعة غرب محافظة إب.

بصوته العذب ولطافة تعامله تمكن هذا الشاب من أسر قلوب المصلين الذين اعتقدوا, على ما يبدو, بأنه قدوة, عدى جده الذي توفي قبل نحو اربعة اعوام دون ان يرى صدق فراسته ماثلة للعيان.

لقد كانت هذه المنطقة البالغ تعداد سكانها زهاء 20 الف نسمة, لا تئوي سوى ثلاثة اشخاص يعرف الجميع انتمائهم لتنظيم القاعدة المصنف دوليا على رأس التنظيمات الارهابية المحظورة: اثنين منهم اودعوا سجن الأمن السياسي(المخابرات) بمدينة إب لمدة اربعة اعوام خلال نظام الرئيس السابق على صالح بتهمة الانتماء للقاعدة, وافرج عنهم ايضا خلال فترة النظام ذاته, فيما ثالثهم ما يزال معتقلا في القاعدة الامريكية بجوانتانامو.

وعلى مدى الخمسة عشر عاما الاخيرة ظل المفرج عنهما يجوسان البلاد طولا وعرضا دون ان تعرض طريقهما اي جهة, وهو ما اكد صدقية المعلومات التي تسربت حينها بأن تحركاتهما كانت بتصريح رسمي من قبل الامن السياسي, فيما ظلت علامات الاستفهام تدور حول مصدر دخليهما حتى اليوم.

واليوم ايضا, تعيش المنطقة ومثلها  معظم مناطق اليمن على ايقاع تفشي التنظيمات الدينية المتشددة, التي عمل نظام صالح على تغذيتها وادخارها الى وقت الحاجة تحت يافطة مكافحة الارهاب.

حاجة صالح, الى ما قبل الاطاحة بنظام حكمه من قبل الثورة  الشعبية في 2011, اقتصرت في استخدامه للتنظيمات الارهابية على المواسم الانتخابي حيانا والابتزاز احيان اخرى, غير ان حالة اليأس التي وصلها مؤخرا اجبرته على فتح الباب على مصرعيه واعطائه الضوء الاخضر لهذه التنظيمات المتشددة  في وضح النهار, وتحت ومسميات عدة: الحوثيين, القاعدة, انصار الشريعة, داعش.

المشكلة إذن, ليست بما فعله او يفعله صالح وانما في ذاكرة اليمنيين التي ربما تنسى او تتناسى كيف حكمهم صالح واي اساليب اتبع. غير ان ما هو افدح وامر من ذلك اضعاف مضاعفة هو استمرار تعامي الناس عن مدى حرص صالح الشديد على مصالحه الشخصية على حساب مصالحهم هم دون غيرهم.

فعلاوة على الوضع المعيشي المزري الذي وصله المواطنين, فقد اشتعل المجتمع بالمتشددين وبات الجميع يخشى الجميع, حتى وصل الأمر حد تجنيد نساء لحضور حفلات الافراح لكشف اللائي يرقصن فيها. وبالنسبة للشاب بطل قصتنا, فها هي نبوءة جده تتحقق فقد اصبح من اكبر متشددي المنطقة ويعمل على استقطاب المراهقين ولو بالقوة.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 3644 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة