نجم ثورة 11فبراير الذي ترك مكانة شاغراً

الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2017 19:53 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

الحقيقة لم يكن نجماً يضئ بقعة محدودة كان كوكبة تضئ مساحات الحياة بأكملها.. لم يكن مثل زهرة تثير الابتهاج بل كان يشبه باقة ورد ملونة تبعث الشعور بالسعادة بلا حدود.

كان سميح الوجيه شخصية متكاملة ولأنه خرج بثورة من مجتمع اشتراكي متطور هناك حيث يكون خلق الشخصية المتكاملة احد اكبر الأهداف للنظام الاشتراكي.

هناك نماذج من الناس يتركون ورائهم مساحات شاسعة من الفراغ العظيم من الأثر والخلود بعد مماتهم...ونجد أن فقدانهم في الحياة لا يمحي شخوصهم من الذاكرة أو ينزع صورتهم منها مع مرور الزمن ودوران السنين المتواصلة من مغادرتهم دنيانا لاشي إلا أن مثل هؤلاء كانوا في مسيرة حياتهم من النماذج التي قل أن يندر مثلها أو تكرار وجودها بما حفلت به من مزايا وصفات لا تجدها في غيرهم ممن تطويهم الحياة في عجلة قطارها السريع, وكذلك بما شكلته مسيرة حياتهم من بصماتٍ ومعاني ومثال وسط مجتمعهم.

لقد كان سميح الوجيه ابن الشعب الذي خرج من رحم الكدح والمعاناة, قريباً في حياته إلى قلوب كل الكادحين والفقراء الذين عايشوه وتقاسموا معه رغيف الخبز والزبادي في ساحة التغير وخاصة ذلك القطاع الواسع من الثوار لأنه كان يؤمن في عملية تغير الواقع الاجتماعي المتخلف وخلق واقع جديد بثقافة جديدة نابعة من أوساط الثوار الغلاباء ومعبره عن همومهم وتطلعاتهم في بناء الدولة المدنية الحديثة .

يا رفيقنا الخالد سميح الوجيه: عًاما مضى على رحيلك عنا أيها الغائب الحاضر في الذاكرة والواجدان والأفئدة .

عاماً شهد فيها الوطن أحداثا وظروفاً عصيبة ومسالك وعره ومهام شاقة تجعلنا أحوج ما نكون لا مثالكم .

إننا لنقولها حقاً وصدقاً وتنتابنا مشاعر الاحترام والاعتزاز والإجلال والأسى والحزن العميقين والخجل من أنفسنا أحيانا إزاء طود وعملاق من نوع سميح الوجيه الذي خسرنا برحيله وفقدانه مناضلاً ثورياً جسوراً حتى أخر لحظةٍ من حياته وفياً للمبادئ التي أمن بها وأيقن بصحتها وعدالتها وناضل من أجل انتصارها وإعلاء شانها وهي التي كانت بالنسبة له أشبه ما تكون بالهواء الذي يستنشقه ويستمد الحياة منه وكالدم الذي يجري في الأوردة والشرايين وتنظم بمجراه الحياة نفسها .

ورغم الألم ومرارة الذكرى لكن تبقى إرادة الاستمرار بالطريق هي الأقوى ويضل الولاء لثورة وللوطن هو إلا بقي والمستمر والمتجدد ولم يمنعنا من الاستمرار فيها إلا إذا كان لنا شرف اللحاق بموكب الشرفاء.

سلاماً عليك يا سميح يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعثا حياً.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 2314 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 شباط/فبراير 2017 18:50

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة