سلام لعبدالناصر العاصمي، وتحية للخيمة المقدسة 15 يناير.

الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2017 19:32 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

في قائمة أصدقائي في "فيسبوك" لا يزال أسم (عبدالناصر العاصمي) موجوداً حتى اللحظة بعد 6 سنوات من استشهاده في مسيرة الحياة.

لم أجرؤ على مسه، ولا أستطيع التفكير بحذفه، على الرغم من قيامي بين الفترة والأخرى بإلغاء صداقات الحسابات الخاملة لإفساح المجال أمام صداقات جديدة، إلا أن عبدا لناصر بقي، رغم أن صفحته لم تعد تعمل منذ أن رحل عنا أواخر العام 2011. أشعر بتأنيب ضمير كل ما اقتربت من ذلك الاسم الهادئ الذي يشبه صاحبه، أتذكر صمته وانطواءه على طوله الفارع داخل خيمة 15 يناير فأشعر بأنه من المعيب ألا نستمر أصدقاء رغم كل هذا الغياب.

لم تتعمق صداقتي بعبدالناصر بالقدر الكافي داخل الخيمة، كنا متشابهين في انطوائيتنا، وبالتالي كان من الصعب على أحدنا أن يفتح حديثاً مع الآخر أو يبدأ صداقة، لكن استشهاده جعل منا أصدقاء أكثر مما كان قائماً في حياته.

لعله الشعور بالذنب إنك بقيت حياً فيما ذهب الطيبون، ولعله التعلق بالذكرى.. ذكرى رائحة الخيمة التي كانت يوماً رمزاً لثورة فبراير بكل دهشتها ومثاليتها.والحديث عن عبدالناصر لا بد أن يقود إلى الخيمة التي كانت كعبة ومزاراً لساحة التغيير في صنعاء.

 مر بها الكثير من العابرين، واستوطنها الكثير من الشباب الذي كان ينسج أحلاماً كبيرة على سقف وطن آيل للانهيار في أي لحظة.في خيمة 15 يناير كان لنا وطن، ورغم المكابدات التي كنا نواجهها في تلك الخيمة المكتظة، فقد كان ذلك الوطن يبدو أكثر اتساعاً من الحقيقة التي شيدت تلك الخيمة على أرضها في شارع الحرية.

كان من المفترض لتلك التجربة أن تكون فاتحة لشكل جديد من العمل السياسي للشباب في الساحة اليمنية، الا أن تراكمات جليد الموروث السياسي في البلد، وقلة الحيلة، جعلت منها تجربة للذكرى، إن لم يكن لا يزال هناك وقت لاستعادة التجربة في قادم الأيام.

تفر الذكريات من الحروف عند كتابتها، ولا يبدو أن المساحة المخصصة هنا لكتابة الذكريات تكفي لسرد قصة واحدة بشكل مكتمل، لكني ما زلت أحتفظ بذكرى رائحة الليل في تلك الخيمة، وصخب النهار بنقاشاته الطويلة التي لم تنته على الرغم من مرور ستة أعوام على بدأها هناك.

من شكل الدولة، إلى التجديد الحزبي، إلى استعادة الهوية اليمنية والمجد الحضاري لبلد يعيش تحت الرمال منذ قرون طويلة.. أحفظ تلك النقاشات عن ظهر قلب لكثر ما تكررت، وهو التكرار الذي كان يبدو الوسيلة الوحيدة لجعلها حقيقة، بعد أن بدأ عامل الوقت يأخذها من بين أيدينا.

في الذكرى السادسة للثورة، لدي اشياء كثيرة لقولها، غير أنني أكتفي بالأكثر إلحاحا، لدي سلام لعبدالناصر العاصمي، وتحية للخيمة المقدسة 15 يناير.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 1642 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 شباط/فبراير 2017 18:52

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة