ثورة 11 فبراير في مهب الريح

الخميس, 23 شباط/فبراير 2017 20:09 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

على خطى ثورة 26سبتمبر 62م قرر شباب بعمر الزهور في 11 فبراير  من عام 2011م الخروج بمظاهرة طالبوا من خلالها باسقاط نظام ظل يحكم اليمن منذ اكثر من ثلاثة عقود بالجهل والامية والفقر وكانه نظام ما قبل ثورة1962م وليس بعدها والذي من المفترض ان يتم تنفيذ اهدافها ووضع برنامج وخطة للنهوض باليمن من التخلف والامية.

نزل شباب الثورة الى الشوارع مطالبين برحيل النظام الدموي الذي استمر في حكم اليمن بعد اغتيال الكثير من السياسين والوطنين ومنهم الشهيد على عبدالمغني، والشهيد الرقيب عبدالرقيب عبدالوهاب احد ابطال فك حصار السبعين عن العاصمة صنعاء، واخفاء رجال حملو هم الوطن من امثال علي قناف زهرة، وعيسى محمد سيف ومازال مصير الكثير من المخفين قصرا مجهول حتى اللحظة.

ولا ننسى حملة الاغتيالات التي شهدتها العاصمة صنعاء بعد اعلان قيام الوحدة، وطالت مسؤولين واعضاء في الحزب الاشتراكي اليمني، ولم يقف الوضع عند هذا الحد، حتى اندلعت حرب صيف94 حرب الانفصال ، بين قوات الرئيس السابق علي صالح من جهة وقوات موالية لعلى سالم البيض من جهة اخرى، لم تنفجر الثورة من فراغ فتاريخ اليمن السياسي مليء بالاحداث التي تسبب النظام العفاشي وشركائه في صنعه، ولكن نتيجة لاستمرار العبث بمقدرات البلاد، وارتفاع الاسعار، وازدياد البطالة ، والفقر، والامية، كل هذه الامور كانت كفيلة بإشعال الشرارة الاولى للثورة في تعز ،وصنعاء وبقية المحافظات اليمنية، في الشمال والجنوب لذلك فالثورة لم تاتي من فراغ كما يقول البعض.

لمعَ بشكل لافت اسم الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي من جديد بعد عقود من اغتياله

 في جريمة هي الابشع في تاريخ اليمن، وباغتياله تهدمت ملامح التحديث والتطوير والتقدم ،  الذي استطاع الحمدي خلال سنوات حكمه ان يدفع بعجله التنمية الى الامام، فمحبوب الجماهير اليمنية اسس لبناء وطن يسوده العدل، ويحكمه القانون، الا ان ايادي اثمه سطت على الرئيس الحمدي واخاه، سعيا لإسكات صوت الشعب، واخماد فرحته في روية وطنه الذي يشهد تطور في مجالات مختلفة، يصارع من اجل البقاء في عالم عربي متخاذل، ويغتال احلام شعب بمجرد ان هناك رئيس وجد من اجل خدمة الشعب، وتنمية الوطن، والنهوض به.

الذكرة السادسة لثورة 11 فبراير جاءت لتعيد الى اذهاننا حجم التضحية التي مر بها الوطن في طريق  الحرية والعدالة والمساواة، وسيادة القانون.

بعد مرور تلك السنين العجاف الا اننا مازلنا في سبات عميق، لم نستوعب الدرس بعد، ثورة سرقت، ومن ثم المتاجرة بدماء شهدائها، وجرحها، وهاهم اليوم يطلقون مسمياتهم على ثورة خرج اليمنيين الى الشوارع بصدور عارية مطالبين بحقوقهم بحياة كريمة، ولم تكن الثورة ذات يوم منسوبه لطرف ما او حزب او مكون او تيار سياسي معين، وانما تنسب لجموع الشعب المطالبة بالتغير السلمي للسلطة على اسس ديمقراطية.

 الكثير من الاحزاب والجماعات الدينية، والتيارات التي تحمل مسمى الثورية، لم يتعلموا الدرس بعد، فإلى متى سيضلون يتاجرون بقضايا الشعب اليمني وثورته المسلوبه؟ يلهثون وراء السلطة والمناصب والشهرة، ولحظ سيطرت الاحزاب بشكل كبير على مؤتمر الحوار الوطني، وهمش دور الثوار واهمل جرحى الثورة، وضلوا يعانون من جراحهم النازفة حتى حين، تاجروا بدمائهم، ولم يخجلوا ان هؤلاء الجرحى من تحملوا مسؤولية الدفاع عن الحرية والكرامة، وبدونهم لما صعد البعض الى اعلى مراتب السلطة، اسالوا انفسكم ايها الوزراء في حكومة الوفاق ، وما بعدها من حكومات، واخرها الحكومة التي تتخذ من الرياض مقرا موقت لها، من السبب في توليكم وزارات الدولة ، اليست الثورة وعلى دماء وتضحيات شبابها توليتم المناصب اسالوا انفسكم ان كنتم صادقين؟!

وما نشهده اليوم من مقاومة  للظلم والاستبداد والكهنوت، الا استمرارا في الثورة والطريق الى الحرية ، والخلاص من عصابات الجهل والتخلف الامامية وامتداد لثورة 62م وثورة 11فبراير 2011م تجسيدا للنضال في سبيل نيل الحرية وتخليص الوطن من عصابات ضلت تحكم اليمن بالحكم القبلي لا بالقانون، فكيف لا نطالب بقيام دولة يسودها العدل والمساواة في ظل تمرد جماعات تحمل اسم الله في كل اعمالها العدوانية على ابناء الشعب اليمني.

 قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 1476 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة