فبراير... أمل يتجدد

الخميس, 23 شباط/فبراير 2017 20:11 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

انطلقت شرارة الربيع العربي الأولى من تونس الخضراء فتفجرت القنبلة الثورية التي دكت أوكار المستبدين وعروش الطغاة وأسقطت نظام بن علي وكنا على يقين بأن قنبلة الاحتجاجات سوف تنفجر في أكثر من قطر عربي وسيصل صداها للعالم أجمع، انفجرت بعدها في مصر فأطاح الشعب المصري بنظام مبارك في يوم الجمعة الموافق 11/2/2011 ومن هذا التاريخ كان موعد إنطلاق ثورة التغيير في بلادنا والتي بدأت تعز بإطلاق شرارتها حينما خرج مجموعة من الشباب بمظاهرة ليلية تنادي بإسقاط نظام صالح وتبارك نجاح الثورة المصرية.

تظاهر الشباب بشارع التحرير  بتعز ورددوا هتافات مناهضة للنظام، إرررحل، الشعب يريد إسقاط النظام، لا حزبية ولا أحزاب ثورتنا ثورة شباب، وغيرها من الشعارات الثورية فتم مواجهتم بالقوة والزج ببعضهم في السجن من قبل قوات صالح، فبعد منعهم من الاحتشاد بالتحرير قرر الشباب نقل التظاهر والاعتصامات إلى جوار محطة صافر وإطلاق عليها إسم ساحة الحرية.

بداية الامر بدأ بعض الشباب النواة الحقيقة للثورة والتغيير في تعز بتكوين منصة إعلامية صغيرة ومخيم تغذية وصندوق تبرعات ومخيم لإجتماع الشباب، وتوافد الكثير من أبناء المدينة  فتوسعت رقعة الاحتجاجات وانتفضت بعدها كل المحافظات اليمنية حيث هب المئات والالاف من كل فئات المجتمع يحتشدون كالنحل للساحات، مندفعين بكل طاقتنا، عُزل بصدور عارية، نصد الرصاص بنحورنا، وهتفنا بأعلى  أصواتنا نطالب ببناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة وإسقاط نظام صالح الجاثم على صدورنا لأكثر من ثلاثة عقود، نظام هتكت فيه الكرامة وزهقت الآدمية وذبحت الحياة والعدالة الاجتماعية، وأوصل البلاد إلى أوضاع حضيضية بشتى مجالات الحياة.

لقد كان عندي قناعة مسبقة بأن الثورة ستأتي لامحالة وان النار ستخرج من تحت الرماد، وأنا كباقي الشباب المتطلع إلى مستقبل وحياة أفضل ينشد العيش الكريم والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن قررت النزول والمشاركة في هذا الزخم الثوري جنبا إلى جنب مع كل الفئات الثورية .

إنه فبراير العظيم لقد علمنا الكثير كيف لا وهو شكل لدينا  نقطة تحول كبيرة في الوعي الجمعي للمجتمع والنضوج الثوري للشباب، ولا أعتقد أن بإستطاعتنا ان ننسى الشعور الذي كنا نعيشه أبان ثورة فبراير، لقد كانت الساحات تمثل لنا مصدر إلهامنا الوطني والثوري، نتلو فيها آيات الحرية أناء الليل وأطراف النهار، نعزف الأناشيد والأغاني الوطنية، ونردد هتافات ثورية كانت لها رنة مبهجة في صدورنا.

فبراير حلمنا الاعظم والأجمل الذي قدم فيه الشعب تضحيات كبيرة لامحدودة وبشعور مقدس في النضال السلمي نحو بناء دولة مدنية حديثة، فبراير يومنا الاغر الذي قلنا فيه للطغيان كفى وكسرنا حاجز الخوف في نفوسنا، وخرجنا نطالب بحقوقنا كاملة دون نقصان.

تأتي الذكرى السادسة لفبراير العظيم والبلاد تعاني من ويلات الحرب والصراع المسلح منذ ما يقارب عامين بين أطراف سياسية انقلبت على الدولة وعلى أهداف ثورة فبراير بالمقام الأول، ومخرجات الحوار الوطني، وما يحز بالنفس إن هناك البعض مازال  يتهم ثورة الشباب السلمية بأنها سبباً في الحرب، وإرجاع كل النتائج الكارثية للوطن عليها، ويغض الطرف على مراكز القوى التي استمرت لما بعد الثورة، تتحكم بالبلد وتعبث به وبثرواته وأمنه واستقراره، صحيح نحن كشباب الثورة لم نكن نعي كثيراً تداعيات الاستبداد الكارثي على الأوطان والمتربصين والمتسلقين على دماء الشهداء وتضحياتهم، وعجزنا على خلق ثقافة جديدة تواكب التحول والحدث الثوري العظيم، فألقى الماضي كل سوأته علينا فلا غرابة ان أعوج المسار وأنحدر، فبراير هو أملنا المتجدد والطريق الأوحد نحو بناء الدولة المنشودة، فمازلنا ثائرين وسنستمر في تصحيح مسار ثورتنا، مهما طال عناء هذا البلد المحروق، وسننتصر لمشروع الثورة وتضحيات الشهداء الكبيرة.

 قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 1404 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة