دعوة الأوطان

الإثنين, 03 آب/أغسطس 2020 20:39 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

دعوة الأوطان من ظفار لجبل شمسان..

لقد كَتبْ بِدمه قُبلةٍ عن هواها لن نميد، لن نحيد..عناقاتها بقلبي برئتي بصدري ،وسطري تفيض، تميد بالعدو، والردى مصير كل الخيانات يا أبَتيِ ،ويا أمَتيِ عن خط معمر ليس بوسعنا أن نميد قيد أنملة عن خطنا التحرري لن نحيد..

"واسيدي حيد حيد على أم خضراء عبرتها شي وأنا جاهل.."

هكذا غنى، وهكذا كان النشيد نشيد السيادة على كل حبات رملها، والبحار، السهل والوهاد، اشجارها البُن، السدر، النخيل الكواعب، الباسقات الشامخات بسفوحها البلاد على كُل الخارطة..

من الصحراء، إلى العبر، إلى الخضراء إلى درب التبانة، إلى خط السعادة، إلى معالي "معاشيق" صاحب البيان نشيد الاستقلال، بيان الثورة حين تلاه كان الرفيق يلالي "شوصل إليك مهما الوصال غالي.."

لازلت هنا عند نصب الجندي المجهول بساحة الثورة ساحة مدينة "التواهي" ارفع لمقام الثورة التحية أنقش على الصرح العظيم عبارة كتبت بدمي، والنشيج.. بصهوة الخمر، بشبق البحر، برغوة الكأس، بنكهة الميلاد، والمعاد الجديد..

"كنتم الطليعة وستضلون رمزاً لنضالات الشعب اليمني"

 كنا هنا في ربيع العمر نغني لليمن، نرسم وشماً على الزندِ، كنا هنا، والطبيب الحبيب ابنها امي" رقية" قد تسرب من بين دفاتها بيتنا عند "جبل هيل" لينتصب ببندقه فوق الجبل حارس بطل.. لقد خاض عراكاً كتب على الرمل، والصخر، والاحجار، والعيدان.. معمر لازال معمراً بندقه محتزماً للنصر واقف بطل، مشحونة بدمه الثورة فقد قاتل شقيق له مع الجنوب يوم غزوة "الفيد" قاتل ب "دوفس" حتى ثمود حاملاً كتفه، والمدفع..

 ذلك النسر "الحمودي" حين تعلمن، وتعلم مدارس النجمة الحمراء هتف للوحدة اليمنية، والخطة الخمسية هدف النضالات التي رسم صاحب الغنوه، النشيد.

"كانوا هنا يوماً ويوماً هاجروا "

كما غنى توفيق صديقي المتقد.. كان البطل الدكتور معمر محمد ناجي الحمودي في ربيع العمر يشب القصيدة ،يصغي لي عندما انشدت يثرثر عن البركان،

تاريخ اكتوبر الاحمر..  رفاق القلعة "صيرة" حينما همس لي  يومها عند ساحل العشاق يسأل عن الحدث الذي غير مجرى الهوى وكيف طوت النجمة عرش التاج لتغرب شمسها الإمبراطورية عند شطوط نهود عدن.. كنا نقرأ سيرورة التكوين حين اتقن مهنة السرد، والتدوين، تعلم الطبيب كيف يلقنني السباحة عند البحر كان يمازحني يقول السباحة على البحر ليست كالسباحة على اليابسة "استرخي ياخال لتطفو فوق الغيم ستسطع كنجمة"

 الطبيب الشاعر الاثير كان يجيد التصويب يصحح الاخطاء اللغوية، يسلفن باللون صورة شاسعة تتجاوز في كينونتها أبعد بعدى خلف البحار العتية..

 كفر معمر جداً بكل الأفاكين، والمزايدين بدين الرحمن الذي بقرآن الشعر جرم علينا أن نصلب قرابين الدم في معارك الشيطان بدفع مسبق من قبل أنظمة "البترودولار"

 كنا هنا رفاق عبدالله عبدالمجيد السلفي، وناصر السعيد ،رفاق هدى مكاوي، ودعرة، وعبود ،ومدرم ،كنا هنا نوقد للنجوم مراكب تمخر البحر اليها الشموس تسافر ،كنا هنا نؤله القانون ونعلي من شأن الإنسان ،هنا صلى الله فوق شمسان حين توظأ بماء الغدير الملائك، هنا ركع الإله، عربد القمر، عندما غنى البيادق فوق القلعة رسموا للنجم السامر المسار على اليسار كان السراط المستقيم إلى جناتها عَدنِ ..إلى العدالة، والمساواة، والقانون، والمواطنة شحنوا عرض البحر ارواحهم ،عصفت لحظةٍ بشواطئ النهود عند بحرها كان التاج يطوي شمسه والنهار ليسطع النجم السامر  النهر اليماني سليل التبابعة ملوك الوادي والبحرين عند مضيق المنادب ،كان خليج عدن يهدر بالموج يتحدث العربية فقد ثارت النوارس عند بحر العرب ثار الدم شلالاً غزير المعاني ،والمغاني مثاني ،كانت الثورة ذلك الإيقاع الناظم على اليسار تنتظم القصيدة نثراً وشعراً قافية وتفعيلة.. كانت اليمن بيتاً من الشعر العمودي  انشطرت لبيتين كان "ذو يزن" يثرثر قصيدة النثر فامتزجت بالدمع بالملح بالدم بالنشيج بالإرادة، والإدارة كانت القيادة التاريخية للقوميين العرب كتبوا  لكنهم كتبوا حينما عند جببن الشمس وثبوا من السهل إلى النهر إلى الجبال انتصبوا يسطرون تاريخها المؤسطر كان نشووووووان يغني يلالي يموووول، كان البحر حضرمياً يدندن من المعُلا إلى المُكلا كانت شقائق الرجال هدى و عائدة ودعرة، وفائقة، وناهية، وراقية، وسامية، كانت منى ،كُن الفدائيات يا انا أي تاريخ ستكتب؟

ليت الذي كان لم يكن..

 عدن مدينة "كوزمبلوتية"

 قاتل الجاوه والبهرة، والصومال، والعرب المختلطين بعرق القارة الهندية، الافارقة السمر، والعفر، فقراء ريف عدن تلك المسافة الواصلة بين البحرين الرابضة فوق الكتلة الصخرية الصلبة، والصلدة، والبلورية، انها الريف الممتد بين البين حين جابت الدنى هاجرت خلف من لا خلف له كانت الحُجرية تلك الجغرافيا التي تبدأ عند البحر وتنتهي إليه الحاكم بقوة وإرادة التكوين المتحكم بمضيق المندب باباً إلى البحر حين يعبر العالم يتسع بينما نحن في المنطقة الوسطى نلوذ بالقرب من زهرة النار والجلنار، عدن فيها البداية والقيامة، الجنة، والنار معاً سيدة عند البحر افترشت معطفها تستلقي عارية إذ لا سواتر لها ولا أسوار، يسيجها الحب والعشق، والثوار، والاحرار، سكنها الموج والصفاء الواصلين المنقطعين لله الصاعدين على درج الليل وصلاً بالنهار.. عاشوا يحرقون العمر بخور يفوح منه الجان، والملائك ودستور يا ساحل الغربي..

 سطروا في كتاب الحيوة للعالم هذه البهية إذ حضرت لتصبح جنة عدن هذه القطفة النرجسية، الرعشة البحرية، الشراع والمراكب.. الموانئ التي تبتاع الزيت وقبلها كانت البندر مقصد الشرق والغرب لهثاً خلف البن واللبان، والبخور، والعطور، سطروا على شمسان في سنا التاريخ أعالي البحار كانت اليمن أعلى المحار مربط الفرس ومربض الرومان، ومهوى الترك ومسعى الانجليز، جميعهم غازلوا حسنها الفتان.. عند ثغرها غنى الزمن، ودندن.

 كانت ينابيع الدماء تفيض كان القائد الخالد يختط بالدم المذابح، كانوا المقاصل والجزار فينا يذكر اسم الله ويذبح..

 كنا القرابين لمعبد العشق عن دينها لا ولا ولا ولن نحيد. يا ذرى شمسان ويا فيض الشموس في فقم وعمران وصلاح الدين، يا جبال الضالع، يا عوالق الوادي ويا ملوك بيحان هذا العبق الدافق من ثناياها تلك الأغاريد بوادي تبن والدلتا تفيض عن حاجة السكان. يا عولقي ياحر شوف كل الشعب قومية.. كانوا هنا مرة أخرى رفاق عبود ومدرم مع التحديث المستمر لكل التحديات التي حاولت اسقاط المارد ،ورمزية الثورة في عدن كان الرئيس الشرعي التوافقي يبرق للرياض عن حاجته لتدخل طارئ لانقاد الأمن القومي للبلد أمام الزحف الفارسي باتجاه  "باب المندب " كان الخليج يعصف بغرفة عمليات طهران _قم_ شيراز_اصفهان_بيروت_الضاحية_مران_صنعاء_الروضة_شمشمال..

كانت عاصفة التحالف العربي تقرر خوض غمار حرب خاطفة لاستعادة الشرعية  كان ابناء عدن وقود المقاومة انتصبوا الجيل الرابع للحركة الوطنية يسددون بالحجارة بزجاج المالتوف ،بالضمير الممتد ،والمتصل بقافلة الرجال الذين رفعوا راية الاستقلال الناجز ..

يوم صالت عدن تدافع عن المشروع الوطني عنها كعاصمة للدولة الوطنية اليمنية.. كان التحالف العربي يشطر المليشيا لنصفين ،اجتراحاً للبطولات انتصبوا وثباً رامي، ،شادي ،غادي ،

بادي ،غالي، شاباتها عدن الطبيب ،والمهندس ،والطيار ،الفلاح ،الخباز، من كان في قلبه شهقتان اعلن العصيان وتاه في بحر الطوفان يقتلع مع رفاق السلاح يحررون بحرها، والسواحل، قضى الكثير من الشباب تدافعوا ،وقد اصطفوا طوابير تذكر بالزمن الاشتراكي يقيدون الانجازات على التراب عاد المطار والمُعلا ميناء الحاويات يستقبل السياح، والسياسين، يستقبل المهجرين من موانئ جيبوتي وقد قطع اليمني البحر مرتين في الأولى هجرة قسرية هرباً من بطش الجُلبة الكهنوتية المستبدة شمالاً، وفي الثانية ذات الكهنوت قد عاد مسنوداً بقبائل الفيد، و الباروت..عدن تنتفض مجدداً تسحق الباغي، تغني لعينيها  من لا يفقه الجغرافيا لا ينتصر.

لقد نقش الشهيد الدكتور معمر محمد ناجي الحمودي خريج كلية الطب جامعة عدن العام الذي سبق الانقلاب.. لقد ذهب الطبيب ليطبق ميدانياً يضمد الجرحى ،يرتق الجراح، وينسج بقماش الكتان، والصوف ،والقطن شغاف روحه كي تعلو فوق ضريحه الراية..

رسم صورة باللون عاصفة لاتزال تلتاع بمدمعي فرحة، كتب الطبيب القصة، والشعر، والرواية كان يبعث لي عن مرويات يلتقطها اثناء المحاضرة الأولى على مدرج الكلية الأعلى في سلم الجملة التعليمية في العالم أجمعين.. كان الطبيب هو مهندس الروح، والجسد هو المسؤول عن البقاء، والفناء.. هو الذي ولا غيره من يضبط الدورة الدموية، يرفع مستوى الانتساب للوطن القضية.. هو الذي ينتزع الشظية، يخيط بالوتر لحناً لا ينمحي أثره.. الجِراحات تبقى كوشم وطني لا يزول..

 انها لوحة فسيفساء، قصيدة نثر معانيها مغاني، والمثاني مباني، التهاني بذكرى الشهيد أماني، زهرة الجلنار، رعشة البنفسج، شقائق النعمان، قبوة الكاذي، الفل من الحسيني قلائد شهادة ارتقاء معارج اليقين، حين صاروا الاكرم منا جميعاً..

عدن من تدّله بحرها، وتعلمن في هواها يصبح فتاحياً. كانت عدن قد جادت بالكثير من المقاتلين منذ عاشت اليمن هذه الأنداء، والأثداء، هذا الممتد العظيم على طول، وعرض الخارطة..

ذهب يقاتل دفاعاً عنها عدن الجنوب.. الجنوب الوطن القضية الوطن الأم.

نعود لنقرأ المبصر في الزمن الأعمي وهو يصدح في يوم احتفائي بهيج بذكرى صاحب الرسالة..

"يا يوم ذي قار صالت هاهنا عدن.. أرض الجنوب دياري، ومهد أبي.."

قراءة 4507 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة