بلدٌ منكوب بنخبه السياسية

الجمعة, 06 آذار/مارس 2015 18:05
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

الواقع هو نتاج لممارسة ما، وليس قدراً.. ما يجري في هذا البلد هو نتاج طبيعي لتراكمات مزمنة من الفشل الذريع للوعي السياسي الذي ظل يصادم جبل الثلج عبثاً مهدراً فرص النجاة بمقايضة ومحاصصة دنيئة بعيداً عن الهم الوطني ونبض الشارع اليمني المتعب؛ فلا داعي للمزايدة بنا علينا هكذا..

الإصلاح يتهم الحوثي، والحوثي يتهم الإصلاح، صالح يتهم الإصلاح، والإصلاح يتهم عبدربه، اللقاء المشترك يتهم عبدربه، وعبد ربه يتهم القاعدة، القاعدة تتهم الحوثي، والحوثي يتهم اللقاء المشترك، اللقاء المشترك يتهم المؤتمر، والمؤتمر يتهم عبدربه... باختصار، الجميع مدان وهارب من وجه الحقيقة، والحاصل: بلد مفرغ بلا شعب بلا جيش بلا دولة.. مطعون على شفا (جرف سلمان) ينسحب نحو كهف مسحور!.

نكرر: يجب الاعتراف بالفشل وعدم تكرار البرامج والأساليب نفسها، ما نحن فيه نتيجة طبيعية نأمل أن تكون حافزاً وفرصة أخيرة لإعادة النظر وإحداث تغييرات نوعية في طرائق التفكير وأنماط السلوك، فعام من عدم الاستقرار يساوي عشر سنوات من التخلف - بحسب معادلات اقتصاديات التنمية، لا داعي لأن نختلف كثيراً فالبلد منكوب بكم جميعاً ومشبع بالهزائم.. وبالتالي، لا بد من أن تتشكل قوى مجتمعية جديدة تنبثق من الهم الوطني الطافح اليوم تلملم بقايانا وتنفخ فينا الروح لنتمكن من المضي وتجاوز كل أشكال وصور التعاطي مع فرض الأمر الواقع كوسيلة للخلاص، والعمل على بلورة رؤية سياسية خلّاقة تخلق وعياً وطنياً فاعلاً وترسم خارطة طريق للخروج بأمان من دوامة الهدر والفراغ القاتل.

***

سيدي الرئيس، لقد قدمتَ استقالتك وفقاً لقناعة تامة بفشلك الذريع في إدارة البلد برفقة حكومة كفاءات مؤهلة، وعجزك عن حماية مؤسساتها الرسمية حتى القصر الجمهوري ومنزلك، وبها أربكت الجمبع حقيقة ووضعتهم على المحك!.

وفجأة، كسرتَ حصارك واتجهت جنوباً لتتراجع بالقول: «كل الإجراءات المتخذة منذ 21سبتمبر باطلة»().

حسناً.. ماذا بعد؟ لتبدأ إذاً في تصحيح الوضع إن كان لديك مشروع وطني كرئيس لكل اليمنيين.. لا بأس. ولكن نريد أن نفهم تجاوزاً لأي التباس بعد كل ما حدث ويحدث حتى اللحظة، هل ما زلت قادراً على السيطرة وإخماد جذوة العنف والمضي بالجميع في طريق آمن؟!.. نتمنى، فقط أن تصارحنا، ما الضامن لتنفيذ قراراتك عبر حكومة مصغرة تعتزم تشكيلها من عدن؟ أخبرنا ما الأمر؟ وكيف؟!! ياسيدي أنت المسؤول الأول حقيقة عن قلقنا، وعليه، نناشدك بحاجتنا الماسة لمشروع وطني، أن تكاشفنا أن لا تخوض بنا مغامرة عابثة تنفيذاً لأجندة خارجية ربما بلا رؤية سياسية، فالوضع لا يحتمل.

....

..

كم هو مؤلم أن تتحدث عن مسار بلدك؛ وقد أصبح فيه العنف خياراً وثقافة وطنية، يا ترى إلى متى ستستمر جماعة (الحوثي) في مواجهة غيابنا – انتحاراً - بالقوة دون غطاء سياسي وشرعية نظامية؟ هل يدرك «السيد» تداعيات هكذا حماقة، وحجم الكارثة التي تغتلي به الآن في كل الجهات؟.. الوباء ولا الغباء!.

***

يحلُّ المساء كالعادة وأمانينا العليلة ما تزال تغرد في الأرجاء أملاً رغم أنفك والغياب.. هل تسمع؟!.

أيها البؤس، لم لا تقف الآن وتسمع؟ هيا، لملم خطاك وتوقف..

 توضأ على خرير دمائنا، وصلي، لا تكابر.. فالحياة مستمرة.

قراءة 1976 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة