دعوة للتسامح

الإثنين, 13 نيسان/أبريل 2015 19:32 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعيش اليمن في هذه اللحظات الحرجة أسوأ مرحلة مرت بها في التاريخ المعاصر ، حيث يسود اليوم خطاب الكراهية الطائفية والسلالية والجهوية والدعوة إلى الاقتتال والعنف وكل طرف يتهم الآخر بأقذع الصفات وابشع الألفاظ دون النظر إلى مترتبات تلك الخطابات وآثارها ونتائجها الكارثية على الأمد المنظور والبعيد حيث يؤدي كل ذلك إلى تفكك الكيان الوطني وتمزق النسيج الاجتماعي واستمرار الحرب الأهلية تحت عناوين عده سواء كانت طائفية او جهوية او غيرها  فهل نستطيع ان نكون دعاة للتسامح والتعايش والتلاقي لإنقاذ بلدنا ومستقبل اجيالنا والحفاظ على كياننا الوطني ونسيجه الاجتماعي.

 عندما نكتب في الصحف او المجلات او المواقع او في شبكات التواصل الاجتماعي او حين نتحدث في مقابلاتنا وبرامجنا الإذاعية والتلفزيونية ينبغي ان نتحدث عن ماهو جامع بيننا عن معاني التسامح والتعايش عن القيم العظيمة التي تبنى بها الاوطان ويبنى بها الانسان ، وليس بالضرورة ان يكون الاخر متطابقا معنا بتوجهاتنا، فمن حقه ان يكون له رأي مغاير وألا يكون رأيه سببا لتلصق به كل التهم .

لماذا لا نتعايش معا ، سؤال لكل يمني .... لماذا كل هذه الكراهية والدعوة الى العنف والغاء الأخر .لماذا لا نعمل معا على نشر ثقافة التسامح والقبول ؟ أسئلة خطرت ببالي من وحي مشاركتي في ندوة تعزيز التسامح في البلدان العربية المنعقدة في بيروت من 9ـ12 والتي نظمتها الشبكة العربية للتسامح .

أن حالة الحروب المتكررة سواء حرب 1994م وماتلاها من حروب صعده الست  والحروب القبلية وأخيرا شن الحرب على الجنوب في مارس 2015 م والعدوان الخارجي على مقدرات الشعب اليمني ، كل تلك الحروب تجعل  الحاجة الداخلية لنشر وتعميم ثقافة التسامح، واجبا سياسيا، وأخلاقيا، وقانونيا، وإنسانيا، نتيجة ما يشهده اليمن من انقسام حاد في المجتمع.  والتسامح يعني  الوفاق في ظل الاختلاف والإقرار بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية للآخر المختلف ودفاع المرء عن حقوقه وحقوق الآخر.

الإقرار بالنسبي في الحياة، والمعاملات، والأفكار، وإزاحة المطلق في التدخل في حياة الناس اليومية، تمثل في تصوري مقدمة جوهرية لتجاوز التعصب والإقصاء والإلغاء، والتهميش، والتطرف والعنف، والإرهاب، وتساهم في الإقرار بحرية العمل السياسي، والحزبي، وحرية الفكر والمعتقد وحرية الرأي، والتعبير، والتداول السلمي للسلطة.

واستشهد بعبارة في كلمة د محمد المخلافي في ندوة التسامح (مهما كانت عثرات التوافق الوطني لا يجب أن يثني هذا الأمر- دعاة التسامح والعاملين على التوافق- عن مسارهم والاستمرار في إشاعة ثقافة التسامح ونبذ العصبيات القبلية والمناطقية والمذهبية والسلالية وأن المستقبل لن يكون إلا لشعوب قوية موحدة الإرادة والهدف ).

لنطلق دعوة للتسامح والقبول ونبدأ بأنفسنا ... فبذلك سيكون الثمن الذي سيدفعه أبناؤنا زهيدا مقارنة بما يحدث اليوم .

 

قراءة 1409 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة