لأنهم حواريو الإسلام

الخميس, 16 نيسان/أبريل 2015 19:45 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من الحكايات التي سمعتها من الجدات حكاية الدجال الأعور، وبغض النظر عن أن الحكاية ذات منحى عقائدي من غيره، إلا أن لها دلالات أخرى.. فالحكاية تقول ما معناه: أنه في آخر الزمان سيظهر المسيخ الدجال (الأعور) وسيكون ظهوره من علامات قيام الساعة، وإنه عند ظهوره ستحل المجاعة والأوبئة على الأرض، وأنه سيظهر وعلى يمينه جبل من ذهب وعلى يساره جبل من خبز، ولن ينال منهما (الجبلين) إلا من تبعه.. ونتيجة لذلك سيتبعه ويؤمن به أغلب أهل الأرض إلا قلة من المؤمنين.. وستنشب بين الدجال وأتباعه وبين المؤمنين الذين لن يتبعوه حرب يباد فيها أغلب المؤمنين.

ليس من الضروري أن يكون الدجال الأعور شخصاً، فربما يكون نظاماً أو أنظمة أو مجموعة أشخاص يعملون على استغلال ضعاف النفوس عن طريق منحهم والإغداق عليهم بشيء من جبل الذهب مقابل الاتباع.. كما سيستغل جوع الفقراء عن طريق منحهم الفتات من جبل الخبز مقابل اتباعه له أيضاً.

يأتي في سياق ذلك ما يمارسه آل سعود من شراء مواقف الدول والعمل على تخريب وتدمير وتخريب بلادنا وصولاً إلى شن حرب عدوانية مدمرة قد تعد غير مبررة.. إلا أن المتقصي والمتتبع لكيفية وطريقة قيام نظام وكيان آل سعود سيجد الحقيقة الساطعة لما يكنه آل سعود ونظامهم من عداوة لليمن واليمنيين.. فمن المعلوم أن ظهور كيان هذه الأسرة ونظامها جاء لتلبية حاجة استعمارية عدائية للدين الإسلامي بعد عجزهم عن النيل من الإسلام رغم استعمارهم لجل الدول والأقطار العربية والإسلامية.. حيث وصل المستعمرون الغربيون إلى قناعة تامة بأنهم لن يتمكنوا من القضاء على الإسلام أو حتى احتوائه.. فمولوا مراكز الدراسات والبحوث التي أمعنت البحث والدراسة واستخلصت أن الطريقة الأسهل للنيل من الإسلام والمسلمين هي بواسطة المسلمين أنفسهم وذلك عن طريق تبني كل فكر مشوه ينسب للدين الإسلامي وإبرازه وتلميع أصحابه أياً كانوا، ليتمكنوا عن طريق الأفكار المشوهة والترويج لها من إظهار الإسلام والمسلمين كفكر غير إنساني.. فكان اختيار المخابرات البريطانية بناءً على توصية مراكز البحوث والدراسات البريطانية لمحمد عبدالوهاب، أو ما اصطلح على تسميته بـ(الوهابية) والترويج لها ودعمها وإقامة نظام لحمايتها وتبني أفكارها وذلك باختيار أسرة آل سعود ككيان يتبنى الوهابية ويرعاها فكان للاستعماريين ما أرادوه وخططوا له.. إلا أنهم في المقابل وجدوا أن الفكر اليمني بشقيه (الزيدي والشافعي) لما يتمتعان به من عمق فكري وإسلامي أصيل سيمثلان خطراً حقيقياً على (الوهابية) ونظام آل سعود أيضاً، فكانت التوصية بوجوب إخماد كل إضاءة أو شعلة تظهر في اليمن سواء أكانت فكرية أو ثقافية أو اجتماعية.. وكذلك العمل على جعل اليمن واليمنيين في فقر دائم ومحاربة كل بارقة أمل في أي إنجاز اقتصادي أو إقامة دولة وطنية، فعمل آل سعود ومنذ نشوء كيانهم على تخريب كل شيء مضيء في اليمن وسعوا إلى جعله من أفقر البلدان والشعوب ليتسنى لهم ربط اليمن واليمنيين بجبلي خبزهم وذهبهم.

مما لا شك فيه أن دول الاستكبار الاستعمارية تنظر إلى اليمنيين (شوافع وزيود) على أنهم حواريو الإسلام.. وعليه فهم ينظرون إليهم كذلك كأكبر خطر على صنيعتيهم (الوهابية) و(آل سعود)، فلا غرابة أن نرى دول الاستكبار الاستعمارية تبارك وتدعم وتخطط لكل ما يبقي اليمن وأهله في تخلف دائم والعمل على الحيلولة دون إقامة دولة نظام وقانون.

على اليمنيين أن يعوا أن دول الاستكبار الاستعمارية تسعى إلى إبقائهم تحت تبعيتهم وفي حاجة لمساعداتهم كي يتمكنوا من نخر الإسلام من داخله.. فالمستعمرون المتكبرون لا يرون في اليمنيين إلا أنهم حواريو الإسلام وأن أي استقلال لهم سيؤدي إلى تقويض مشاريعهم الرامية إلى تدمير الإسلام والمسلمين لمعرفتهم بأن صنيعتيهم (الوهابية) و(آل سعود) ليستا مبنيتين على أساس متين وانهما هشتان وطارئتان ومصيرهما الزوال.

قراءة 1605 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة