"رجائي.. يا رفاقي وابطال حلم مدينتي"

الجمعة, 21 آب/أغسطس 2015 20:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ذات مرة .. كتب الرفيق "لينين" قائد الثورة "البلشفية"  في روسيا  هذه الكلمات في رساله مطولة الى رفيقه" غريغوري "الذي لم يلتق به منذ امد طويل  ربما ليشرح له  ما هو الهدف الذي  يحارب من اجله حيث قال فيها" أتذكر يا"غريشا "، كيف عزمنا قبل نشوب الحرب على القيام بسفرة سياحية بمناسبه انهائنا السنة الدراسية ، كنا نبغي التعرف على بلادنا واردنا رؤية  منجزات اجدادنا ومنجزاتنا نحن ابان  الحكم السوفييتي .

خططنا للسفر على متن باخرة بيضاء على مجرى نهر "الغولغا"..ثم زيارة" دياميس" ومدينة" كييف" القديمة. ولكن اتى الفاشيون ، هم لم يفشلوا عيدنا فحسب بل ودمروا العديد من المدن  التي كنا نبغي زيارتها .فاستقلنا الدبابات والطائرات ..واخذنا بأيدينا الرشاشات  والمدافع المضادة للدبابات وبدأنا رحلة اطول من رحلتنا المبتغاة. ولن نعود الى البيت الابعد ما نسوي حسابنا كاملا  مع العدو لنثأر لخيبة  فرحة الشباب وللحقول المدوسة والقصور المهدومة"...فكان وضع لينيين آنذاك كوضع  اغلب اطياف المقاومة الشعبية في"تعز" ..هم شباب  حر ومسالم ،هم لم يستعدوا لتجرع ويلات الحرب  والدمار والتخلف والشمولية، هم فقط كانوا يقضون يومهم  في عالمهم الافتراضي وفي بقايا امل حاولوا اختطافه من براثن بؤسهم وبؤس دولتهم المنشودة.. لم تلطخ براءة ايديهم بحمل السلاح يوما كل ما استطاعوا حمله كان الزنابق والاقلام وهاتف...حينها درسوا بجد  واحلامهم تنتصب  امامهم بشموخ فاتن.

لكن.. عندما حاولوا اللحاق بها مسرعين انقطعت انفاسهم ،وتوقفوا  مغلوبين على امرهم ،بدت لهم ملامح جلادي احلامهم ومغتصبي سلام وحلم مدينتهم ...وجدوا انفسهم وحيدين  بوجه الاعصار الفاشي الجديد ،فبات لا مناص لهم ولاخيار لهم سوى  وضع اقلامهم بمكان امن  واستبدالها بالبنادق تماما ك" لينين " الذي  ادرك فيما بعد ايضا بان الدولة السوفييتية في النضال من اجل استقلالها  ومن اجل توطيد النظام الجديد قد ظفرت  بانتصاراتها بإمكانية التعايش  السلمي  مع البلدان الرأسمالية فقد كتب  فيما بعد يقول "...لقد ظفرت لانفسنا بالشروط التي يمكننا في ظلها ان نعيش الى جانب الدول الرأسمالية.. وفي سياق  هذا النضال ظفرنا لانفسنا بالحق في العيش المستقل "كان لينين محقا تماما وهذا كان بنظره المخرج وخطة المضي قدما بدولته المنشودة ،لكن وبالعودة الى واقعنا نحن فمن اتحدث عنهم ليسوا سوى شبابا اجبروا مكرهين على تحدي الموت والنزال  معه فقط ليثبتوا له ولجلاديهم كم تعني الحياة لهم...قاتلوا ببساله  وخوف.. وعزم..عاشوا في اتون كابوسهم واشهروا السلاح بوجهه فهم لم يهابوه ايضا بل ارادوا انتزاع  ماتبقى من مدنية مدينتهم ، استمروا، واستمرت حربهم الضروس لمايزيد عن الثلاثة اشهر، ثم ها هم الان يظفرون بنصرهم ويعيدون امجاد احلامهم واحلام شعبهم وامهاتهم الثكالى من بعدهم من حملنهم وحملن تلك الاحلام طويلا حتى ان حان وقت المخاض انجبن اطفالا  متسمين بالحزن والضياع  والمعاناة  مثقلين  بكل امل وحق وواجب محملين باحلام ورديه تكاد تخترق السماء  وتدوي في اسماع من ارادوا سحق امالهم كصاعقه لتسحقهم هم.

انتصروا ثم احتفلوا بكل ما اوتوا من فرحة وحب.. بينما  كانوا يحتفلون توقف احدهم استشعر شيء. كان ما لمحه هو ظل" قناص" يضغط على زناده بلؤم وجهل ربما لينتقي بغبائه ولا انسانيته طفلة وشاب وشيخ مسن ويرسلهم بجبن الى خالقهم ،الخالق المستغلين لاسمه ومن يقاتلون تحت راية الانتصار له متناسيين بانه هو من شدد على عدم المساس بارواح من اعتدت عليهم بظلم مجحف فوهات بنادقهم  وجعل من اكبر الموبقات انتزاع  حقهم في الحياه منهم ..بالعودة الى المشهد ..اخبر ابن الحالمة من توقف  يكابد الحنق والغضب وهو يشعر كأن الدم يغلي  في عروقه رفاقه بما رأه، فهرع الاخيرين اليه  لينهوا استبداده وعجرفته وجرمه ثم يصلبوه  ربما كانت غايتهم جعله عبره لمن اعتبر او ربما كان الوجع ولاشي فقط غيره هو دافعهم ومحركهم ربما كان هذا تصوري لما حدث حينها ..يقال بانهم مخطئين ويقال ايضا بانهم مذنبين بل ربما مجرمين و"دواعش".

ربما كان دافعي من سرد طبيعتهم دحر كل تلك الاتهامات عنهم، ربما في داخلي التمس العذر لهم ولكنني كالكثيرين ايضا لا اود ان تتلطخ مدنيتهم  بكل هذا ،يخيفني ويخيف الكثيرين ايضا تكرار سيناريو 86  او ان تتصدر سياسة الانتقام  والمناطقية  المشهد في السيناريو القادم فالأحداث القادمة حتما ستزداد  دراماتيكيه وغموض وتتسع دائرة الخطر ..لايمكننا تجاهل  اصحاب المصالح وحقارة الانتهازيين في المرحلة القادمة ...لايمكننا التعويل على النصر المؤقت فقط...لذا من المهم جدا توخي الحذر وزيادة الوعي ...ينبغي ان تعود الحالمة لارتداء ثوب السلام والمدنية  من جديد فهو وحده مايليق بها ...ينبغي  يارفاقي وابطال احلام مدينتي والسعيدة ان تعودوا لتبحثوا عن اقلامكم وحملها من جديد! ارجووكم جدوها واعتنقوا سلامها الى الابد.

قراءة 4975 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة