الحزبية.. ليست خطيئة!

الأربعاء, 08 نيسان/أبريل 2015 20:54 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هي عبارة عن ممارسات أو أنشطة سياسية تكونت نتيجة لهزات تغييرية قام بها البشر على مر العصور سعت الى الوصول الى السلطة. تلك هي «الحزبية» والتي ذهبت الى استحداث نفسها في عصورنا الحديثة، محاولة في الغالب نشر الوعي التاريخي والثقافي والسياسي المتمثل بالتداول السلمي للسلطة والذي من خلاله تستطيع تطبيق برنامجها السياسي على أرض الواقع.

تعد التعددية الحزبية معياراً هاماً يقاس به مدى تقدم الديمقراطية في أي بلد في العالم، وذكر البردوني في كتابه «الثقافة والثورة في اليمن» التنظيمات الحزبية بالذات في أوروبا ومدى تأثر التنظيمات الحزبية في المجتمع العربي بها وبـ«الإمبريالية» التي سادت في أوروبا آنذاك والتي استطاعت ان تحل محل الليبرالية حينها من خلال ثلاث موجات أو تيارات «ثقافية وفلسفية» والتي هي أولاً «الوجودية» والتي أرادت ان تجعل من الفرد أساس الجماعات على هدى فلسفة المثل «لأفلاطون» وثانياً «السريالية» والتي جعلت من الوعي الباطن مكمن إبداع الانسان ومنبع تفوقه وأخيراً «الفرويدية» والتي أرادت تفسير الفنون القولية والتشكيلية والموسيقى من وجهة نفسية وجنسية.

تسببت تلك الموجات بتفاقم الارتباك في وجه الليبرالية السياسية كما يراها «برنارد شو» الأديب الأوروبي الشهير, والذي كان يعتبر ان الأنظمة الأوروبية انتهزت الفرصة آنذاك لتنتقل في تحول - يعد الأسوأ - من الليبرالية الى ادعائها فقط من خلال «النظام الامبريالي الجديد» والذي هو بالنسبة لبرناردشو مجرد «ادعاء» جعل أوروبا تفقد أصالتها وتقاليد ديمقراطيتها. وعلى الرغم من ان هناك الكثير من المعارضين في أوساط المثقفين العرب لما اعتقده «برنارد» وآمن به إلا ان هناك أيضاً فئة من المثقفين العرب وان كانوا قلة ممن هم على دراية بأدب برناردشو ومذهبه «الاشتراكي» ذهبوا الى تأييده بالكامل، وعليه فإنهم وجدوا ان الثقافة الحزبية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى دراية ووعي الفرد سياسياً وفي الفهم الصحيح لمجريات الأحداث على أرض الواقع وان يتمكن الفرد «الواعي» أيضاً من إدراك دوره السياسي والتغييري ليرقى بمستوى تفكيره حد الوصول الى «الديمقراطية» التي لطالما حلم بها، ويتمكن من إيصال آرائه ومكنونات عقله ومفاهيمه الى أكبر شريحة من المجتمع بل والى أصحاب القرار أيضاً.

باعتقادي «الشـخصي» ان تكون بلا «هوية سياسية» فهذا يعني بأنك تعتبر نفسك غير معني وبالتالي فإنك لا تريد ان تكون عضواً فاعلاً في مجتمع أصبحت السياسة -وخاصة أيامنا هذه- أمراً واقعاً ولا بد من الانخراط فيه!.. ولكن هذا لا يعني أيضاً بأنك المخطئ أو الملام في فهمك «المغلوط» للحزبية والاحزاب والذي نتج عن الممارسات الخاطئة بل و«القذرة» لبعض «المتحزبين» التي جعلتك تشعر بأنك «ليس لك دخل» بالأحزاب ولا بالسياسة ولا بالبلد بشكل عام.. ولكن عليك الفصل أيضاً ما بين الرسالة الحق التي تحاول الحزبية والاحزاب إيصالها وبين أخطاء أولئك «المتحزبين»، وفي رأيي عليك إعادة النظر ورؤية الأحداث والمعطيات من زاوية مختلفة هذه المرة لعل المشهد يكون أوضح من هناك!.

قراءة 2087 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة