الفُتيح.. وَطنْ، مليء بالأمل والثورة. قراءة في ديوان (المُشقر بالسحابة)

الخميس, 16 تشرين1/أكتوير 2014 21:36 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تعددت قصائد الشاعر محمد الباري الفتيح، واختلفت وتنوعت، حيث نجد الشاعر الفتيح قد كتب في جميع أشكال الشعر وألوانه، فله القصائد الوطنية والقومية والأممية، كما أبدع في كتابة الشعر المغنى، ولا أقول الغنائي.

لقد غنى له الفنان الكبير عبد الباسط عبسي العديد من هذه القصائد، والمنشورة في ديوانه (المشقر بالسحابة) الصادر عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بطبعته الأولى 2003 م والثانية 2005 م.

فنجده يقول في قصيدة (حنين):

حنيت فكان البرق جواب حنيني

أمنيت فبات الريح صدى أنيني

وغنيت للكحلى أحلى لحوني

وأعطيتها عمري لأجل أقضي ديني

وفي هذا المقطع يعبر الشاعر الكبير محمد عبد الباري الفتيح، عن حبه وحنينه واشتياقه لبلده، وكيف تجاوبت الطبيعة معه، فكان البرق (جواب لجنينه)، وكان الريح صدى لأنينه، وكيف غنى الشاعر لبلاده الكحلى، عله يستطيع تسديد بعض الدين الذي عليه لبلده الحبيب، وفي هذا أيضا، يبرز الحس الوطني الطاغي للشاعر الفتيح، الذي هو على استعداد بأن يهب عمره لأجل وطنه.

في المقطع الثاني من القصيده ذاتها، يقول:

عيني ترى وا راعيه وا كحلا

عمائل الجيران بالحول الأعلى

صبيه تتجور وصبيه فله

عرفه يفوح لا ساحل المكلا

في هذا المقطع يشير الشاعر إلى ما تقوم به السلطات السعودية من اعتداءات متكررة على وطننا الحبيب على حدوده (عمائل الجيران بالحول الأعلى).

أبو مطر حبك يا كحلا وأخلص

وغازلك وشقرك وعرقص

يا ويل من عابك أو بك تربص

والله العظيم لا فلقه بمفرص

في هذا المقطع يعبر الشاعر عن حبه وإخلاصه الشديدين لوطنه، وكيف (غازله وشقره وعرقصه)، ثم نجده يهدد كل من يحاول التربص بهذا الوطن بقوله: (يا ويل من عابك أو بك تربص .. والله العظيم لا فلقه بمفرص)، وبهذا رسالة شديدة اللهجة لكل من يحاول المساس باليمن.

ثم في المقطع الرابع والأخير، نجد الشاعر يقول:

وا رعيه قولي لشارح الحول

في الوصل قول الفصل والقوة والحول

الفعل شذهبنا والرد مش قول

لا تسكتيش خلي السكوت لبو الهول

في هذا المقطع، يطالب الشاعر من الراعية الكحلى (اليمن) أن تقول لشارح الحول (الحاكم) عليك بالوصل (الوحدة)، ففيها قول الفصل والقوة والحول، وأن ترفع صوتها عاليا، وأن لا تصمت، وتدع السكوت (لأبي الهول)، لنستخلص من هذا المقطع أن معظم مشاكلنا في الصمت، فلو كل واحد منا رفع صوته عاليا ودافع عن حقوقه، لما بقي هنالك أي مضلمة.

في قصيدة الشاعر الفتيح الثانية، والتي تحمل عنوان (ما أمر الرحيل)، يخبرنا الشاعر عن الهجرة والاغتراب والرحيل عن الوطن، حيث يقول:

الليل وا بلبل دنا

غلس واسمر عندنا

غني وامرح بيننا

قبل ما تنوي الرحيل

فالشاعر يطلب من البلبل، وهو الطائر صاحب الصوت الجميل، والذي يرمز به إلى الإنسان اليمني المهاجر، أن يغني ويمرح، ففي الغربة لن يجد المجال للغناء والمرح.

وفي المقطع الثاني من هذه القصيدة، يقول:

يا بليبل وا الصراب

دق بيده كل باب

والغواني في عذاب

تدعي وا رب من لنا

الرجال أنووا الرحيل

في هذا المقطع يواصل الشاعر شرح المعاناة التي تكابدها المرأة اليمنية، جراء العمل بالفلاحة، وكيف أن موعد الحصاد (الصراب) بحاجة إلى سواعد الرجال الذين قرروا الحيل.

في المقطع التالي، الذي يقول فيه:

كلنا سقى وبتل

كلنا كان له أمل

يجني من كده عسل

جنى ما غير الضنى

والتغني بالرحيل

هذا المقطع يحمل في معناه البعيد، خيبة الأمل في الثورة، فبعد أن كان (كلنا كان له أمل) يأمل أن يجني (من كده عسل)، لم يجني سوى (الضنى)، حيث أن الثورة التي تأمل وحلم بها لم تحقق ما أنتظره طويلا، بل أثقلت كاهله وعبئه.

في المقطع الثالث من قصيدة شاعرنا، يقول:

الرفافيح في يدي

والجراح في ساعدي

وانا شارح موعدي

البلاد ضاقت بنا

ما بقى غير الرحيل.

أيها الشاكي لمن

تشتكي جور الزمن

ما رأيت من غير ثمن

حد قد نال المنى

لا تفكر بالحيل.

يحكي شاعرنا في هذا المقطع الأخير من قصيدته (ما أمر الرحيل)، أنه لا فائدة من الشكوى بالزمن ومن جوره وظلمه، وإذا أردنا التخلص من هذه المعاناة التي نعيشها، فعلينا بالثورة، وتقديم التضحيات المتتالية دون كلل، حتى نصل إلى (المنى) ونحقق ما أردناه وقدمنا ​​من أجله التضحيات الجسام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قدمت هذه الورقة في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير محمد عبد البار الفتيح، والمقامة في قاعة السعيد

قراءة 2406 مرات
المزيد في هذه الفئة : « أعراسٌ للبكاء كذا كُنَّا »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة