الصراري: 30 نوفمبر 1967م حدث تاريخي حسم قضية الهوية الوطنية بميلاد جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية

الأحد, 19 حزيران/يونيو 2016 00:15
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الصراري: 30 نوفمبر 1967م حدث تاريخي حسم قضية الهوية الوطنية بميلاد جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية

الثلاثاء, 02 كانون1/ديسمبر 2014

في 30 نوفمبر 1967م أنزلت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أعلامها بيد آخر جندي بريطاني رحل من جنوب الوطن، وبعد أكثر من قرن ونصف تقريباً من الاحتلال .. هذه اللحظة التاريخية، لا تعكس ضعف تلك الامبراطورية، بقدر ما تعكس صلابة المقاومة اليمنية وصمود وتضحيات أولئك الأحرار والشهداء الذين سقطوا في ملاحم النضال والبسالة .. لينتصروا للهوية الوطنية اليمنية من بين صراع القوى الدولية والسياسات الاستعمارية، ومشاريع التجزئة والتفتيت، فماذا تعني هذه المناسبة اليوم، وبعد مرور 47 عاماً على فجر الاستقلال للحركة الوطنية الجماهيرية، والإنجاز التاريخي لليمن المعاصر المتمثل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل؟ وماذا يعني المشهد السياسي اليمني وتفاعلاته الجماهيرية والشعبية لليمنيين في هذه المناسبة؟!

في عجالة من الوقت يجيب على هذه التساؤلات الأستاذ علي الصراري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني .. إلى تفاصيل هذا الحوار الذي اجرته معه صحيفة الثورة:

* واليمن تعيش الذكرى السابعة والأربعين لعيد الاستقلال في ظل واقع يشهد تجاذبات سياسية وتداعيات وتحديات كبيرة .. كيف تقرأون معطيات هذا الواقع؟ وما تحليلكم لمجريات وتفاعلات الحالة السياسية على المستوى الشعبي والجماهيري؟

- في السنوات الأخيرة دخلت اليمن في مرحلة جديدة، السمة الرئيسية فيها، وجود حضور شعبي واسع ومتميز حيث أصبحت الجماهير جزءاً رئيسياً من المشهد السياسي، وليس متلقياً لردود الأفعال السياسية الصادرة عن القوى السياسية، وهذا هو المميز والأهم .. فإذا أردنا أن نتذكر 30 نوفمبر 1967م الذي جاء كثمرة لنضالات جماهيرية خاضتها قوى الثورة ضد الاستعمار البريطاني، في ذلك الوقت كان هناك نهوض جماهيري مماثل، حيث شاركت الجماهير في مقاومة الاستعمار، وانتزاع الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م .. وكانت القوى الشعبية قوى حية مؤثرة إلى حد كبير، لم تستطع معه أي قوى سياسية تجاهل حركة الشعب، في ذلك الوقت استطاعت الجماهير أن تحسم قضية الهوية الوطنية للجنوب وكان 30 نوفمبر فعلاً عنواناً رئيسياً لهذه الهوية مع ميلاد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

«الهوية الوطنية .. والاستقلال»

* هل كانت الهوية حينها أمام خطر التنافي مع ما يحمله اليمنيون من ارتباط وثيق بالهوية الواحدة؟ وما هي المشاريع التي كانت تهدد الهوية؟

- بالتأكيد كان هناك صراع قوي حول الهوية، وكانت هناك مشاريع، وبالذات المشروع البريطاني، والقوى الممالئة لبريطانيا التي كانت تعبر عن توجه آخر، في ما يتعلق بهوية الجنوب، حيث كانت تطرح مشروع الجنوب العربي، ولكن كانت هناك مقاومة جماهيرية وشعبية واسعة، من قبل القوى السياسية الجديدة المتمثلة بالتيارات اليسارية والقومية بدرجة رئيسية، وكانت ثورة 14 أكتوبر بالأساس للقضاء على الاستعمار من ناحية، ولكن لتأكيد الهوية الوطنية للجنوب، والقضاء على المشاريع التفتيتية التي يطرحها الاستعمار البريطاني والقوى الممالئة له، بغرض تجزئة الهوية، وانسلاخ بعضها عن البعض الآخر.. ودعني أعود إلى الدور الجماهيري والشعبي حيث أن حركة الجماهير والشعب حينها حسمت أموراً ومجريات كثيرة .. أولاً حسمت أن تكون 26 سبتمبر 1962م ثورةً وليست انقلاباً من خلال المشاركة الواسعة في الدفاع عن النظام الجمهوري، والدفاع عن الثورة والعمل بدأب من أجل إكساب مضامين ثورة الـ26 سبتمبر 1962م أبعاداً وطنية وديمقراطية .. الآن نحن ومنذ 2011م دخلت الجماهير اليمنية إلى مسرح السياسة واستأثرت بجانب كبير من هذا المسرح، وصارت هي الصانع الرئيسي للأحداث .. وهذا معناه أن الشعب في هذه الظروف استعاد حيويته ودوره في صناعة الأحداث .. وهذه هي صورة من صور التوافق بين 30 نوفمبر 1967م، وبين 30 نوفمبر 2014م، من حيث التفاعلات السياسية والحضور الجماهيري والشعبي باتجاه تعزيز قيم الحرية والمواطنة المتساوية والهوية الوطنية الواحدة.

«الحوار الوطني والقضية الجنوبية»

* اليوم وبعد خروج اليمنيين من مؤتمر الحوار الوطني الذي مثّل انتصاراً لقيم ثورتي سبتمبر وأكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو، إلى أي مدى استطاعت وثيقة الحوار الانتصار للقضية الجنوبية كجزء رئيسي في الأزمة اليمنية؟

- في الواقع مثلت وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات التي خرج بها المتحاورون، وأهمها تحويل شكل الدولة من الدولة البسيطة إلى الدولة المركّبة خارطة طريق هامة تتضمن حلاً للقضية الجنوبية من ناحية، وتتضمن حلاً أيضاً لمشاكل الشمال من ناحية أخرى. اليمن ظلت لديه معاناة تاريخية، كانت تتمثل في الأساس في موضوعي السلطة والثروة، كانت هناك عصبيات معينة تستولي على السلطة، وعصبيات معينة تستولي على الثروة، وكانت تترتب على ذلك انقسامات وطنية، وكانت هناك معاناة تاريخية، وظل الناس هنا يعانون من الشعور بتعدد المواطنة، فهناك من يعتقد أنه مواطن من درجة أولى، وهناك من يعتقد أنه مواطن من درجة رابعة. وفي تقديري أن الحوار الوطني توصل إلى حل تاريخي لمشكلة اليمن، عندما اقترح تغيير شكل الدولة، وبهذا الحل نكون قد حصلنا على حل تاريخي لأزمة تاريخية.

«أساسات النجاح»

* حل تاريخي، لكنه لازال يتطلب إلى تنفيذ، فماهي رؤيتكم تجاه عوامل وأساسات نجاح هذا الحل؟

- وصف هذا الحل التاريخي من منطلق المفارقة مع ماشهده الماضي من أزمات ومن حلول .. فكانت الأزمات تتوج بحلول انقلابية أو تغييرات في السطح، لكنها لا تغير في جوهر الوضع .. هذه المرة صار هناك دور جديد يمكن للناس من كل المناطق المختلفة أن يلعبوه تعبيراً عن أنفسهم، والتعبير عن مصالحهم، وفي نفس الوقت مشاركتهم في القرار السياسي.

فالقرار المصيري للبلد كان يحسم في أوساط ضيقة لا تتجاوز حدود العشيرة أو التحالف السياسي الضيق للقبيلة مع الدولة.

* كيف تقيّمون مستوى الشراكة بين القيادة السياسية والقوى السياسية، ومنظمات الشعب الجماهيرية والمدنية في اتخاذ القرارات؟

- أعتقد أن التوجه نحو المشاركة السياسية هو توجه سليم، لأن التجربة الماضية أثبتت عجز أي قوة تتحمل لوحدها مسؤولية قيادة البلد، أي قوة سياسية تتحمل مسؤولية قيادته لوحدها، تقود البلد إلى الأزمات، ومن ثم إلى الكوارث .. لكن المشاركة السياسية الواسعة هي الحل وعندما يجد الحل لنفسه موطئاً في العملية السياسية في هذه الحالة نحن نضمن أن اليمن تسير إلى النجاح، ليس بالمشاركة في إدارة شؤون البلد، وإنما المشاركة لإنتاج الحلول لمشاكلها .. ولعل اتفاقية السلم والشراكة تجسد هذا التوجه..

فقد جاء هذا الاتفاق مستلهماً لمخرجات الحوار الوطني، وهو أيضاً غطى بعض الثغرات التي كانت في المبادرة الخليجية، ولهذا فإن المهمة الرئيسة الآن، هي كيف تلزم القوى السياسية المختلفة نفسها بتنفيذ هذا الاتفاق بدون مماطلة أو تسويف.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 10542 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة