المدنيون يدفعون ثمن الحرب مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص -تقرير- علي صالح الجرادي

الثلاثاء, 15 أيلول/سبتمبر 2015 21:38
قيم الموضوع
(0 أصوات)
احدى العمارات التي استهدفها طيران التحالف في حي النهضة بصنعاء وقتل فيها 8مدنيين بينهم طفلة احدى العمارات التي استهدفها طيران التحالف في حي النهضة بصنعاء وقتل فيها 8مدنيين بينهم طفلة

يسقطون في حروب لم  يخوضوها ويرحل غالبيتهم بصمت، دون أن يثير موتهم وسائل الإعلام،  ليصبحوا مجرد أرقام في لائحة طويلة تتضمن حصيلة القتلى والجرحى بعد انقشاع تراب الجريمة .

هذا ما تؤكده الوقائع والأحداث  الناجمة عن غوغائية الحرب الهمجية ووحوشها المفترسة في كل أنحاء اليمن، لاسيما وقد أصبحت التجمعات السكانية هدفا لقذائف الميليشيا وأخطاء طيران التحالف الغير مبرره، والتي أضحى المدنيون فيها عرضة للموت – الموت الذي ترك وراءه جرح لا يندمل ولا يتوقف نزيفه حد تعبير أحدهم.

غير أن مشاهد القتل والدمار الناجم عن الحرب وجرائمها البشعة تتكرر كل يوم، هذا ما تؤكده منظمات ومراكز حقوقية محلية من أن 70% من ضحايا الحرب الدائرة في اليمن هم من المدنيين. وهو ما يثير مخاوف  المنظمات الدولية من أن يصبح سقوط المدنيين شيئا اعتياديا، الأمر الذي ينذر بواقع  أكثر وحشية في اليمن.

وبحسب إحصائيات سابقة لمنظمة العفو الدولية فان الصراع الدائر في اليمن أسفر عن أكثر من 4300 قتيل منذ آذار/ مارس الماضي ، وهو ما جعل من اليمن ساحة حرب لا مكان آمن  للمدنيين فيها ، حيث  يظهر جميع أطراف الصراع  بشكل متعمد واحتقارا واضحا للمدنيين .

ومع استمرار غارات التحالف العربي من جهة وتعنت الميليشيات من جهة أخرى  يغدو المدنيين الأبرياء  في اليمن ضحايا حرب همجية يدفعون  أرواحهم ثمنا  لها ، في الوقت الذي يستمر القتال بلا هوادة ويحصد عدداً متزايداً من القتلى.

"أيش ذنب الناس المساكين يجي لهم صاروخ  وهم في بيوتهم  راقدين" ويتحشرج بالبكاء  من هول الصدمة التي واجهها "قصفت الطائرة بيت جدي في الصباح وهم راقدين  ومات كل أفراد الأسرة "  بحزنٍ عميق  يحكي – عبد الرحمن لـ"الاشتراكي نت" عن الحادثة المخيفة التي أصابتهم  جراء الغارة  الجوية التي كان بيت جده ضحية صاروخها  الأسبوع الماضي  في حي النهضة  بصنعاء، والتي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص بينهم نساء وطفلة لا تتجاوز سنة ونصف.

عبد الرحمن  كغيره من  اليمنيين من طالتهم نار الحرب  مخلفة عشرات من الضحايا من أقاربهم ، ناهيك عن الوضع الإنساني المتدهور بشكل مخيف نتيجة استمرار جبهات القتال المفعمة بشهية الموت.

وعلى الرغم من مناشدات المنظمات الدولية أطراف الصراع في اليمن؛ توخي الحذر من  ارتكاب جرائم الحرب  بحق المدنيين، إلا أن آلات القتل لم تتوقف عند ذلك  فقد تزايدت أعدد القتلى والمصابين في صفوف المدنيين،   من وجدوا  أنفسهم بين النيران المتقطعة  للحوثيين وأنصار صالح من جهة، وبين الأخطاء المستمرة للضربات الجوية التي ينفذها التحالف" بقيادة السعودية.

لتغدو حينها حياة المدنيين في اليمن أشبه بالمغامرة والخوض في معترك قد يطول، خصوصا  مع تعنت أطراف الصراع  ورفضهم  لأية حلول  من شانها تجنيب البلاد من الانهيار في مستنقع الاحتراب الأهلي.

قراءة 2208 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة