طباعة

سيناريو صالح

الأحد, 08 شباط/فبراير 2015 17:24 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

لا شك أن الوضع الراهن بكل تعقيداته الذي تشهده اليمن هو الأخطر من نوعه وما آل إليه حال الوطن نتيجة لطبيعة السياسات الخاطئة للسلطة والمعارضة, تلك الممارسات الخاطئة التي لا تراعي أي مصلحة وطنية, إضافة إلى الفساد المتفشي داخل المؤسسات العسكرية والذي أفقدها القيمة الوطنية.. وتفشي الانتهازية, وحب السلطة, والتدني المتواصل في مستوى قيادة الدولة.

ست حروب شنت على الحوثيين في عهد صالح شردتهم من منازلهم وانتهكت حقوقهم وسفكت دماءهم... وما إن اشتعلت الثورة وجد فيها الحوثي كغيره ملاذه الآمن ووسيلة للانتقام من صالح بالإطاحة به.

ظهر ضحية حاملاً لقضية صعدة وتعاطف الجميع معه.. رويداً رويداً إنقلب حال الحوثي وتحول الى حاكم فعلي للبلاد, منذ سقوط صنعاء في سبتمبر الماضي إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي كان مطلعها اختطاف الدكتور أحمد عوض بن مبارك ومعه الدستور, وأعقبتها أيام مكتظة بأصوات الرصاص شهدتها العاصمة صنعاء ومن ثم استقالة الحكومة والرئيس هادي مما أدخل البلاد في دوامة الفراغ الدستوري الذي قد يترتب عليه أحد الأمرين: إما إعادة النظام السابق بأجهزته وأفراده الذين أطاحت بهم الثورة, أو إعادة إنتاجهم بوجه جديد بصعود الحوثي للحكم بعد انتهاجه سياسة صالح بدكتاتوريته المطلقة واستغلاله لمعاناة الشعب والتغني بها, ومرات ينتهج سياسة الإصلاح في التكفير وعدم قبول الآخر. هذا ما شهدناه في الآونة الأخيرة من خلال ممارسات الحوثي التي ما إن تأملنا فيها نلتمس بها روح علي صالح والإصلاح على حدٍ سواء.. وهنا تكمن الخطورة.

كنا نظن بأننا قد تخلصنا من هذه السياسات القذرة (سياسة صالح والإصـلاح) وإن لم يكن إلى ذلك الحد الكبير الذي يبشر بإزالتها لكن على الأقل عملنا على الحد منها وتمكنا من مواجهتها بثورة الحادي عشر من فبراير وتقليصها, وادعى الحوثي أنه حطم أصنام الإصلاح وقضى على سياستهم وهذا ما ظنناه أيضاً, إلا أن الأحداث الأخيرة أثبتت النقيض من خلال ما قام به الحوثي من بلورة لأسوأ ما في سياسة صالح والإصلاح على حدٍ سواء لينتج منها سياسته المستمدة من روح سياسة صالح والإصلاح.

عاد الحوثي ليمارس انتهاكات ضد الصحفيين والمحتجين السلميين بالاعتداء عليهم بالضرب واعتقالاتهم محاولة لتكميم أفواه معارضيه وهذا أن دل على شيء فهو لا يدل إلا على إعادة سيناريو نظام صالح بوجه آخر.

التاريخ يعيد نفسه وكما قال ماركس «أحياناً وقائع التاريخ تتكرر، مرة تكون بصورة مأساة وفي المرة الثانية بشكل ملهاة».

وحتى لا يتكرر هذا السيناريو لا بد من الانتباه إلى حقيقة الاعتقاد أن اليمن لم تعد تحتمل الحكم على النحو القديم، فنظام الاستبداد كما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان في روايته «أصل الحكاية» يتجه أولاً نحو إرادة الشعب ليسهل عليه مصادرة حرياتهم وإخضاعهم لسيطرته.

قراءة 2313 مرات آخر تعديل على الأحد, 08 شباط/فبراير 2015 18:11

من أحدث أسيا الصراري