مشهد المذبحة.. وبشاعة القتلة

السبت, 09 آب/أغسطس 2014 21:55
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

انصار الشريعة تقتل من اجل اعادة تعريف الاسلام. هناك تعاليم اسلامية تقول "اذا ذبحتم فاحسنوا الذبح" وهو ما ارادوا تطبيقه على البشر. الصورة البشعة لحز الرؤوس تنطق بالكفر. احدهم يرفع رأس ويديه ملطخة بالدماء، وعلى . هذا وحش، يستمتع بالقتل، ابتسامته السمجة تعبر عن ذلك، عن اللذة الخبيثة كبيتة اعماقه.

هذا نتاج التعاليم المتشددة، قيم التطرف، تعاليم رجال كالزنداني. بسهولة تحول الدين نهباً للنفوس المريضة، ليس فقط صناعة قتلة. بل تسمين مفاهيم الجريمة، والعنف المجتمعي بصورة مقدسة. هذا هو الاسلام الذي تطور من منظور التطرف. الذي تراكم عبر التجييش للجهاد، عبر الجمعيات المترحلة وراء جمع التبرعات، المدارس الدينية مختلفة الاشكال. هذا هو العنف الذي سيحوز كل مرضية عصرنا، وسينهال فوق رؤوسنا. حتى في الصورة، لا يأبه القتلة بفداحة جريمتهم، لا يأبه من الرأي العام، لانهم يعرفون انهم يعيشون في فضاء واسع من التواطؤ، والحاضن في المجتمع. هناك جيوش متخفيين في ربطات عنق، وفي هيئة رجال الدين، هناك حتى في وسائل الاعلام، وفي منصات السياسة. هم ايادي اخرى لقتلة يساومون في رأس السياسة.

لا ينطوي الامر فقط على تعصب وجريمة، نقلت لنا صور ذبح الجنود، وجز رؤوسهم، ثم تقطيع اجسادهم إلى اجزاء، انماط مريضة، حتى وحشية التتار لم تنطوي على هذا النوع من القتل، كانوا يقطعون الرؤوس ويرهبون المدن، لان القتل جزء من هوية اعرافهم، مجتمعات قبلية تعيش في احراش القتل.. قتلة بالفطرة.. اما هؤلاء فنوع من التطور المرضي لفساد المجتمعات، إنه نوع من استقطاب اكثر الاشخاص كبتاً بسبب ظروف مجتمعية، او نبذ. هو نوع من اعادة نبذ اختياري، يسقط كل السواد والقسوة في المجتمع نفسه، باعتباره خارج عن الدين مثلاً. لكن في الحقيقة يتم اعادة ضبط كل ميول العنف وتوظيفها في مبررات دينية. إنه نوع من ضبط الكبت وتوجيهه كواجب ديني، اعادة ضبط العنف في سوق من الفتاوي الدينية.

لكنه في الواقع نوع من الفصام. بشاعة لا يماثلها اي نوع من الاجرام. حتى اولئك القتلة الاكثر مرضية، يحمون جرائمهم من الغاية، مهربي المخدرات، والقتلة الذين يقتلون من اجل القتل فقط، كلهم يروون جشعهم للدماء دون وهم الفضيلة. خطورة داعش والقتلة من هذا النوع، انهم يحمون الجريمة بالله.

هناك بشاعة اخرى يمارسها كثيرون بكل وقاحة، وبانعدام احساس. توظيف جريمة حضرموت البشعة كدعاية لتسويق نفسه. الحوثيون يسوقون جرائمهم بالمقارنة مع جرائم القاعدة. والاصلاحيون يتحدثون عن جرائم الحوثيين في مقابل القاعدة وقتلهم للجنود في حروبهم. ما ابشعهم وهم يتبجحون على مشهد المذبحة، وهم يسارعون لتلميع وجوههم والدماء لم تجف. انهم قتلة كذلك، قتلة يحرصون على احتكار قدسيته فقط. هل علينا ان نختار ايهما اقل بشاعة كخيار وحيد للحياة، أو بصورة اصح للموت.. مع ذلك، مازالت هناك خيارات اخرى للحياة اقوى من الموت الذي تحملوه.

من صفحة الكاتب في "الفيسبوك"

قراءة 1510 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة