" اللجان الثورية..شراكة من نوع آخر "

الأحد, 15 شباط/فبراير 2015 20:44
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

يجادل قادة مكون أنصار الله بالقول أن الرئيس والحكومة مستقيلون لذا فهم لم ينقلبوا على سلطة قائمة بل على الفراغ وأن يد الشراكة ممدودة لباقي الأطراف في المجلسين الرئاسي والوطني..

وهذا إدعاء إن لم يكن تضليلي فهو ينم عن عدم تمييز بين: الشراكة في بناء الدولة، والمشاركة في عملية سياسية تم تحديد أسسها ومسارها ونتائجها من قبل طرف واحد نصب نفسه وصيا على الشعب بمختلف شرائحه وفئاته ومكوناته السياسية والإجتماعية والفكرية..

هذا التذاكي يعكس مدى الإستهتار والنظرة الدونية التي يراد تدشينها كأسلوب للتعامل مع الشعب وكأنه قطيع من المغفلين:

أولا: من صنع الفراغ؟؟ أليس صانع الفراغ هو من فرض خيار الإستقالة على الرئيس والحكومة بعد الإقتحام المسلح للمقار الحكومية ودار الرئاسة ووضع الرئيس والحكومة قيد الإقامة الجبرية في إجراء مذل ومهين للرئيس والحكومة وما يمثلونه من رمزية لأعلى سلطة سيادية في البلد..ماذا كانوا يتوقعون منهم غير الإستقالة؟

ثانيا: لم يسمحوا لمجلس النواب بالإنعقاد لقبول إستقالة الرئيس..كما أن الرئيس لم يعلن قبول إستقالة الحكومة.

ثالثا: الحديث عن الشرعية الثورية التي يتم القفز عليها والعودة إليها حسب الطلب والأمزجة لا يستقيم لأن الثورة فعل شعبي لا يمكن السطو عليها من قبل أي طرف وإدعاء إحتكارها لإستخدامها كقفاز لتصفية الخصوم وإقصاء الآخرين..

كما أن المبادرة الخليجية والإجماع الوطني المعبر عنه بمخرجات الحوار الوطني وكذا إتفاق السلم والشراكة جميعها أقرت أن شرعية التوافق الوطني هي الحاكمة للمرحلة الإنتقالية حتى إجراء الإنتخابات العامة بعد الإستفتاء على الدستور الجديد.

رابعا: الإعلان "الدستوري" صاغ مواده وأعلنه طرف واحد غير مخول ولا يملك أي شرعية للقيام بذلك لا دستورية ولا توافقية،لذا جاء هذا الإعلان مفصلا على مقاس من تفرد بإعلانه فجعل مقاليد السلطة الفعلية بيد لجانه الثورية وهذا يعد إنقلابا على شرعية التوافق الوطني الحاكمة للمرحلة الإنتقالية وإنقلابا على الإجماع الوطني المعبر عنه بمخرجات الحوار الوطني التي أقرت التوافق الوطني حاكما لهذه المرحلة.

خامسا: لا معني للقول بأن يد الشراكة ممدودة لباقي الأطراف للتوافق والشراكة في تملئة القوالب التي أقرها الإعلان "الدستوري"  الآحادي أي المجلسين الرئاسي والوطني لأن ذات الإعلان قد جعل للجان الحوثيين "الثورية" الكلمة الفصل في كل ما يتعلق بهذين المجلسين الصوريين من حيث التشكيل والصلاحيات..وحتى لو تركوا لمعارضيهم حق ملء هذين المجلسين لما غير ذلك من الأمر شيئا لأن الإعلان قد جعل من منتسبي المجلسين مجرد كومبارس ودمى عند لجانهم الثورية التي منحها الإعلان سلطات مطلقة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين حتى السلطات النازية لم  تمنح  لهتلر ذات الصلاحيات المطلقة!!

إن الإنتهاك السافر للحقوق وقمع الحريات ولغة التهديد والخطاب الإستعلائي والمقامرة بصناعة الفراغ والفوضى لإستثمارها للتفرد بالسلطة،والإنقلاب على شرعية التوافق الوطني وإستبدالها بشريعة الغاب تماهيا مع وهم القوة،في وضع كالذي تعيشه اليمن،يعد مجازفة غبية لا يمكن أن يقدم عليها من لديه أدنى شعور بالمسئولية تجاه وطن يمر بأكثر مراحله خطورة وشعب يكابد أقسى الظروف على كافة المستويات..

وكما قيل " نفاد الصبر لتحقيق النصر يضمن الهزيمة"

سكرتير أول إشتراكي الجوف

قراءة 1499 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 17 شباط/فبراير 2015 20:51

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة