تحالف العدوان الداخلي والخارجي على السواء: يعملان بطريقة «إحراق الغابة لإخراج الثعبان».. يحارب الأول كل اليمنيين ويريد منهم الاستسلام لإرادته الغاشمة بسبب هواجسه الداعشية التي تخفي وراءها جشعاً سلطوياً استبدادياً حقيراً، بينما يحاربه الثاني محاصراً لـ25 مليون إنسان بسبب هواجسه الإيرانية التي تخفي وراءها نوايا إقهار وإذلال لا توصف.. تلك أبسط جرائم الطرفين هنا، وهما يتشبثان في مساعيهما كي يصبح الشعب اليمني عدو بعضه، وحتى تصير اليمن مستباحة ورهينة كساحة مواجهات دموية لتصفية حسابات اقليمية مفتوحة. على انها مسرحية ثنائية لئيمة ومتقنة أيضاً، كي لا يستعيد اليمنيون يمنيتهم المسلوبة، وبالمقابل، كي لا يحققون حلمهم من أجل التقدم والانعتاق.. «أولئك أعداؤك يا وطني» باعتبارهما فكي كماشة رجعية للضغط والتحكم بحاضرنا ومستقبلنا.. فكي كماشة لا تأبه لوجع الشعب اليمني وحزن اليمن التاريخي.. كماشة من أنانيات طائفية بغيضة لا تستسيغ بأي حال من الأحوال احترام الديمقراطية والمدنية والحريات والحقوق في اليمن، بقدر ما تواصل إثخان اليمنيين باستمرار الجهل السياسي والتخلف الاجتماعي والإخفاق الاقتصادي والتبعية الثقافية، وبالتالي تكريس الفوضى، وعدم الاستقرار، والتمزق، وتنمية العصبيات، والعجز التام عن بناء الدولة الحديثة أوتحقيق المواطنة المنشودة، لنجد ذاتنا الوطنية أمام خيارات مستحيلة: الرضوخ لأحد التحالفين دون شروط، أو الخراب التام.

***

سيفهمون ولكن بعد فوات الآوان أن اليمن أكبر من الأحزاب والجماعات والمذاهب والأسر والشلل ومراكز النفوذ والعصبويات والمحاصصات.