مايو.. ذكرى بطعم الدم

الخميس, 21 أيار 2015 20:00 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

لايوجد في هذا البلد أيام خالدة او أعياد خالدة ، فكل المناسبات الوطنية تم الإجهاز المسبق على أهدافها وافراغها كليا من معناها الحقيقي وطوال عقود مضت لم نجد (ثورة) تحققت  فعليا ولم نجد (وحدة)  تحققت فعليا ولم نجد اي حدث تاريخي تمت ترجمته على الأرض وشعر به الناس،،

العقلية الدكتاتورية المتخلفة على مر التاريخ تتغنى بالامجاد ولا تصنعها، تتغنى بالثورات والتحرر لكنها تحول الناس الى رعايا وتابعين وتذبح معنى الثورة العميق ، الشعوب دوما هي من تصنع الانتصارات وياتي الحكام لسرقتها وتجييرها لمصالحهم وبقائهم،،..

 (فالمخلوع) مثلا لم يصنع  اي حدث لكنه اساء لكل الأحداث ولم يشارك في اي ثورة ولكنه استغل كل الثورات على طريقة كل دكتاتوري قبيح وبدلا من تحويل اهداف الثورة  الى نهضة جعلها نكسة فنكل وقتل واضطهد ودمر وفسد وأفسد ، وكان الجيش الذي عمل على بناءه ثلاثون عاما من قوت الشعب مجرد تشكيلات من المرتزقة وقتلة مأجورين مهمتهم تطويع الشعب وأنتج وزراء  مرتزقة ومحافظون مرتزقة وأحزاب مرتزقة ،،، وليس صحيحا انه (رمز الوحدة) ولكنه الرمز الذي قتل (الوحدة) وذبحها من الوريد الى الوريد..

كان يوم ٢٢ مايو حلمنا الجميل وزخم الأماني المترعة بالفرح فتحول الى كابوس يتدثر بالأسى وتحولت  ( الوحدة ) الى عامل تمزيق اشد من التشطير ذاته ،، خربت عصابة يوليو الأسود سمو المعنى ودمرت أسس التوحد النبيلة كإعصار يضرب الجزر ويحيلها الى خربشات من الخرائب ، وطوال عقدين ونيف تحول(الجنوب) من دولة الى مستعمرة لأمراء الحرب ، سرقوا ونهبوا حتى البحر وأجروا عملية مشوهة لأسماء الشوارع والمدارس وصادروا الأراضي والمصانع والمؤسسات وحولوا أبناء الجنوب وقادة (الاشتراكي شريك الوحدة)  وكوادره الى طابور طويل من العاطلين عن العمل ومنفيين ومطاردين وليتهم بذلك أنتجوا دولة فاللصوص عادة لا ينتجون غير الحرائق..

عقدين ونيف من الزمن استطاعوا خلالها ان يقتلوا (الوحدة) حلما وأمنية في قلوب عشاقها الحقيقيين وتحولنا  (من شعب واحد في دولتين قبل الوحدة الى شعبين في دولة واحدة بعد الوحدة) ، كوصف دقيق لحالة المرارة والغبن والضيم والإقصاء والإلغاء الذي مورس بغطرسة فجة على الجنوب  ومقدراته ومكتسبات ثورته والنضالات المجيدة التي خاضها أبنائه وتضحياتهم الجسيمة من أجل الحرية وبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون التي رأوها بأم أعينهم تذهب ادراج الرياح بسبب العقلية العسقبلية المتخلفة التي رأت في الجنوب فرعا عاد الى الأصل ،، ذلك الأصل الذي تم إجهاضه تماماً من اي معنى للإصالة والعدالة .. ذلك ان  (مفهوم الوحدة) التي تجعل القائد العسكري والكادر المدني والطيار  الجنوبي رعاة أغنام وسائقي أجره وباعة متجولين  بينما تحول ذلك الأمي القادم من دهاليز عصابة الحكم الى قائد هي وحدة ظالمة بكل المقاييس وبالتالي فهي ليست مقدسة كونها لم تحترم قداسة الإنسان  الذي سلبته دولته وامنه وصحته وتعليمه بفعل اللئام الذين يرفعونها فقط كشعار لإغواء الشمال دفاعا عن مصالح تلك القوى في الاستحواذ على السلطة والثروة والهيمنة على البلد شمالا وجنوبا وإذا كانت حرب صيف ٩٤ وما تبعها قد ذبحت تلك الوحدة المغدورة فهاهي حرب ٢٠١٥ تشيعها الى مثواها الأخير بعد ان استهدفت الجنوب قتلا وتدميرا ، هذا الجنوب الذي يقتل مرة بتهمة الإلحاد ومرة بتهمة التطرف الديني في تناقض غريب وحجج زائفة تزيف الوعي الشعبي وتخفي حقيقة دافع السيطرة والتفرد بمقدرات البلاد والعباد..

ذكرى عيد الوحدة  يأتي اليوم  محمولا على ظهر الدبابة وفوهات المدافع وعلى أشلاء مدينة (عدن) والضالع وتعز ولحج  وأبين  ومناطق أخرى تسفك دماء أبنائها من تحالف الدم البغيض (الحوعفاشي) بطريقة التتار المتوحشة  ،، ذكرى غريبة ويتيمة ومؤلمة اشد ايلاما من صراخ المحاصرين الجوعى في مناطق الجنوب الذي عجز العالم وحجيج الرياض وشرعية هادي ومبعوث الأمم اغاثتهم بكسرة خبز.!

قراءة 1531 مرات آخر تعديل على الأحد, 24 أيار 2015 23:25

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة