عن الاعتقال في سجن الأمن السياسي بإب

الجمعة, 16 تشرين1/أكتوير 2015 20:09 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في البداية، شكراً لكل من سأل عني وعن بقية الزملاء المعتقلين في سجن الأمن السياسي في إب ولكل من تضامن وأهتم بالموضوع؛ أشكركم من كل قلبي، لقد كنتم نعم الأصدقاء والزملاء والمعارف، وقد أثبتم أنكم أصدقاء يمكن المراهنة عليهم، والتفاخر بهم، وما للمرء شيء يفاخر به أكثر من أصدقاء لا يخذلونه، ولكن دعونا لا ننس أن هناك عدد كبير لا يزالون في السجن ولنواصل الضغط والمطالبة بالإفراج عنهم.

خرجنا من السجن، مغرب أمس، علوي السقاف وحكيم البكاري وأنا، بعد ثلاث ايام (72 ساعة بالضبط) من الاعتقال، وخروجنا جاء بفعل تدخل أصدقاء أعزاء ضغطوا بشكل كبير وبقوا على تواصل دائم بالجهات المختصة في الأمن السياسي في محافظة إب حتى غادرنا، ولا يزالون يبذلون جهود للإفراج عن البقية.

كنا نرتب لمسيرة إنسانية "مسيرة الماء" لفك الحصار عن تعز وإنقاذ الأهالي هناك بالماء إثر الحصار الخانق وتفاقم الحالة الإنسانية، وكانت مسيرة سلمية راجلة الهدف الأكبر منها إلى جانب فك الحصار وإنقاذ الأهالي هو لفت نظر العالم إلى المأساة الحقيقية والمعاناة التي يعانيها سكان تعز خاصة وسكان اليمن بشكل عام جراء استمرار الحرب الكارثية.

جاء اعتقالنا أثناء لقاء مع المنضمين للمسيرة من إب وبعض النشطاء والأهالي في فندق بالمدينة ونقلنا على الفور إلى الأمن السياسي، وتم تعصيب أعيننا قبل إدخالنا لحوش الجهاز وتفتيشنا ونحن رافعين أيدينا لمدة تصل إلى ساعة وكان عددنا حوالي 30 شخص.

تم تقسيمنا الى مجموعات ونقلنا معصوبي العيون إلى زنازين وعنابر متفرقة داخل حوش الأمن السياسي، ولذلك لم نعرف أين البقية، وكيف هي أوضاعهم، وكيف يتم التعامل معهم، وبالنسبة لثلاثتنا على الأقل فقد كان التعامل معنا تعامل عادي فلم نتعرض لأي تعذيب او اعتداء باستثناء استجوابي والتحقيق معي معصوب العينين ومقيد اليدين للخف وتحت تهديد بـ"التعذيب واستخدام الكهرباء ووسائل أخرى"؛ وفقط وجه لي شخص كان الى جوار المحقق ضربة قوية بيده في ظهري بداعي أني أحاول تضليل المحقق والكذب عليه، وكان المحقق يضع "صميل" على ظهري وكتفاي وبطني وصدري مهدداً باستخدامه في ضربي ان لم اعترف لكنه لم يستخدمه.

أثناء التحقيق معي وجهة تهم كثيرة، منها محاولة نقل أسلحة إلى تعز، والعمل لصالح جهات خارجية، واستلام أموال من جهات مشبوهة منها خارجية، ومحاولة إثارة البلبلة في إب وتعز، وهي تهم نفيتها فقد كان غرضي سلمي وإنساني وشاركت بناء على ذلك وليس لي علم بأي من تلك التهم.

بعد انتهاء التحقيق نقلت إلى مبنى آخر وكنت لا أزال معصوب العينين بعدها طلب مني نزع الرباط من الوجه بعد فتح القيد من اليدين وطرحت أمامي ست أوارق مليئة بالكتابة قيل انها اقوالي وطلب مني التوقيع والبصم على كل ورقة منها بدون قراءتها ولم يكن امامي سوى تنفيذ الأمر، ولهذا فأي افتراء او تزوير قد يكون تم إدراجه في تلك الأوراق لا أتحمل مسئوليته ومستعد لقول كل ما قلته على الملأ فليس هناك ما أخاف منه او أخفيه ذلك أن العمل الذي كنت سأقوم به إنساني، وكنت مستعد للانسحاب منه على الفور لو جير لغرض آخر.

الوضع في السجن صعب للغاية فالتغذية سيئة جداً وأيضاً السجن مكتظ بالمساجين واستخدام الحمام مسموح فقط ثلاث مرات باليوم هي عند الساعة العاشرة صباحاً والرابعة عصراً والثانية بعد منتصف الليل ولمدة قصيرة جداً، عدى ذلك يتم التبول في قناني المياه داخل الغرفة.

المهم في هذا كله أن الصديق حسن الخولاني الذي أعتقل معنا ولا يزال في السجن حالته الصحية سيئة ويعاني من آلام شديدة في كليتيه بفعل حصى بالإضافة إلى ضيق في التنفس، وعاش ليلته الأولى في السجن يعاني بشدة ويتألم وفقد الوعي نتيجة لشدة الآلام دون أدنى اهتمام حيث رفض السجانون إعطائه حقنة مهدئة وأعطوه تلك الحقنة بعد طلوع الشمس بساعتين وبعد معاناة طويلة.

يجب أن يتم الإفراج عن حسن الخولاني بأسرع وقت والعمل والضغط من أجل ذلك، كما يجب أن يتم الإفراج عن الجميع كونهم معتقلين خارج القانون وليس عليهم أي تهم حقيقية، ويجب أن يتم تجنيب العمل الإنساني والحقوقي والإعلامي من تصفية الحسابات بين القوى المتصارعة.

قراءة 1518 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة