الفوضويون الجدد

الجمعة, 12 شباط/فبراير 2016 19:44 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

جادت الاحداث الاخيرة التي شهدتها اليمن بتحولات وتبدلات عدة لمختلف تكوينات  المجتمع اليمني  تجاهها وأنتجت انقساما اجتماعيا كبيرا  كل بحسب رؤيته وارتباطه بها وعلاقاته المصالحية ولعل هذه  التحولات قد كشفت  عن امور غريبة جدا في تصرفات وتفكير العديد من المكونات المدنية ومدعي الحداثة والقداسة ايضا لكن  أكثرها غرابة كانت في حالة الفوضويون الجدد وهذا الوصف لا نعني به الانقلابيين طبعا فهم  جماعة معروفة ومحددة تماما ولها توصيفاتها القانونية كجماعات خارجة على القانون ولها مسالكها المدانة طبعا لكن صفة الفوضى هذه نعني بها مجموعة اخرى لا تنتمي اليها ولكنها تماشت معها فأصابها الشتات الفكري والقيمي للأسف واعتمت بصيرتها تماما في تقييم الاحداث وقراءتها واختيار الموقع الصحيح منها، حالة الفوضى عندها اتسمت لديها بمردود رؤيتها الضالة لحالة الانقلاب والطائفية والرجعية والتمييز العرقي والمناطقي كمسلك ثوري تحرري تنويري ودرجت ولاتزال تؤدي دورا رديئا في ذلك كأداة مجانية من أدوات الانقلاب لتحوير الاحداث وتبرير اعمال الانقلاب والعنف  وبكل افتخار تجد هذه المجموعة في حالة الانسلاخ التي تعيشها لحظة تحررية ودور وطني موضوعي وتعمل على النيل من مواقف الآخرين ودورهم في استعادة الدولة وتجهر في الاستعابة من ذلك دونما استحياء والعجيب في هكذا مسلك ان تجدهم وهم في اعلى مستويات فوضويتهم لا يفقدون مبادئهم وقيمهم الفكرية والسياسية فقط بل فقدوا اخلاقهم وانسانيتهم  وتحولوا الى أدوات تسوق للبطش وتنظر له وتبرر للقتل والعنف  وتحرض عليه وترى في الفوضى وغياب الدولة عملية تحول وتجد في الاستبداد والتملك والنيل من النظام الجمهوري منجزا حضاريا حديثا المشكلة الأكبر في حالة الفوضوية هذه في مستوى الاستخدام السيء للمفاهيم الثورية والوطنية والتعامل مع حالة التحلل هذه بدون افق قريب في حدوده او بعيد وهو ما يعني انهم يضربون بشكل دائم كل مرتكزاتهم الاجتماعية وبصورة مطلقة بالتوازي مع حالة من انعدام الثقة بينهم وبين  من اختاروا الانحياز لهم ما يعني كسبهم الخسران الكامل الذي قد لا يكون معه مجال للحسرة من قبلهم او عليهم واللهم لا شماتة.

قراءة 3870 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة