جار الله لم يمت بعد مميز

الجمعة, 23 كانون1/ديسمبر 2016 19:59 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حين يستعرض التاريخ عظماءه أولئك الذين تركوا بصماتهم في سجلاته المشرقة يبرز جليا اسم ( جار الله عمر ) كواحدا من القلائل الذين اسهموا في اعادة صياغة احداث التاريخ  ببلدانهم ولعبوا بمهارة  عالية في  تشكيل الخارطة السياسية وقلب المعادلات وشكلوا محور الارتكاز للتغيير وبؤرة لاندلاع الثورات.

لم يمت جار الله بعد لا يزال حيا بفكره خالداً بروحه الملهمة ، مستمرا بقض مضاجع القتلة يرسم ملامح المسار الى المستقبل ومازالت وصاياه خارطة طريق نتعلم منها كيفية الوصول الى الدولة المدنية وتحقيق العدالة الاجتماعية وحفظ كرامة الانسان وحريته.

لم يمت جار الله لازال دليلنا الى الأيام الخضر وتعاريج الفجر وأزاهير الضحى التي سوف تتدلى ذات يوم من هامات المكافحين وعرق البسطاء وعيون الأطفال ، البراعم التي نفشها فكرا ستبزغ دوحات غناء تصاحب اشراقة الصباح وتعانق الفلاحين والعمال وتضع ملايين القبل في جبين الصامدين في محراب النضال والسائرين في نهج التحرر من كل أشكال الاستبداد والقهر ومشعلو الحروب والحرائق .

لقد مثل الخالد جار الله عمر خلاصة التحديث والعربة الكبيرة في قطار الحزب الاشتراكي اليمني وجواد السباق الأصيل في ماراثون السياسة ولعب أدوارا كبيرة في انتاج القوى السياسية المعادلة لقوى الحكم المتخلفة وكانت أفكاره ورؤاه العامل الرئيسي لبداية عملية تفكيك تروس سلطة يوليو الأسود التي توجت بإعلان اللقاء المشترك والذي دفع الشهيد دمه ثمنا لأجله في أشهر عملية اغتيال علنية امام مرأى ومسمع العالم .!

في ذكرى الرحيل الرابعة عشر يأبى جار الله ان يرحل ويأبى فكره الخالد الا ان يشارك في ممارسة توليد الحلم ، حلمنا في النظام والقانون ودولة المؤسسات ، حلمنا في المواطنة المتساوية ونيل الحقوق وتأدية الواجبات ، في الصحة والتعليم والأمن ، في قوة الدولة وليس دولة القوة والمليشيات وعصابات الدمار والفيد وسفك الدماء ، الحلم الجميل في الديمقراطية وحب الوطن

وازدهار السلام .

يأبى جار الله ان يموت فالضمائر الشريفة تستمد منه اسرار البقاء والصمود وكيفية العيش بإباء وشرف ، يأبى الا ان يمارس نشاطه الدؤوب في إلهام الجماهير بأن الحياة الحقيقية هي في حجم الإنتصارات التي تحققها الشعوب على الظلم والكراهية والطائفية المقيتة .

ان الأدوات التي ظنت انها نجحت في اغتيال الشهيد جار الله وإضعاف حزبه العتيد تفاجأت بحضور كليهما في لحظة السقوط المدوية التي طالت هذه الأدوات ، الحضور البهي الذي يمارسه اليوم الحزب وقيادته رغم كل المؤامرات والإقصاء والحروب الإعلامية الرخيصة ، اثبت الحزب انه غير قادر على الخروج من تأريخه الوطني المشبع بفكر شهدائه وبروح فتاح وعنتر ومصلح وشايع وجار الله عمر وطابور طويل من الشهداء والتضحيات .

في هذه الذكرى المؤلمة لن نقول نام قرير العين

 ( يا جار الله )  بل سنقول تبا للقتلة وسوف ننام نحن قريري الأعين فجار الله الخالد يحرس فجرنا القادم .

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

 

قراءة 3222 مرات آخر تعديل على الجمعة, 23 كانون1/ديسمبر 2016 21:31

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة