أخـــر الأخبــــار

 

الرفيق حسن محسن السقاف (2)

السبت, 17 أيار 2014 18:37
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

تعرض الرفيق حسن لكثير من التعذيب، بسبب صلابة موقفه أثناء التحقيق، ولكونه كان على علاقة طيبة برجال الدولة الكبار، ولم يكن موضوعاً تحت المجهر الأمني، مما سمح له بحرية الحركة والتواصل، والنضال اليومي، وهذا ما زاد من حقد ضباط التحقيق عليه. كانوا يحاولون النيل من كبريائه، وثقته بنفسه، وبعدالة قضية الحزب... يكيلون له السباب والشتم...

قال له الجلاد: "أنتَ مُرْتَزَقْ، خائن لوطنك...". رد عليه الرفيق حسن بهدوء: "أنا أدفع الاشتراك للحزب، وأنشط فيه بشكل طوعي، وأنت تتلقى أجراً لقاء مراقبتك وتعذيبك لي؛ من هو المرتزق...؟!".

كان يعود من جولات التحقيق بكثير من العناء والتعب والجراح، فيقوم الرفاق، الذين جهزوا المراهم، بتدليك ساعديه وكفيه وساقيه، ويبقون له شيئاً من الطعام، وربما القليل من الفاكهة؛ فقد كانوا يبقونه لساعات طويلة في وضع "عصا الشي"، وهذا الوضع لا يُمكّن الدورة الدموية من الوصول إلى كل أعضاء الجسم بصورة طبيعية، خاصة في أطراف الجسم. كان، أثناء ذلك، يلقي الكثير من النكات، والكثير من السخرية من جلاديه، وكان يردد: "سنكون أقوياء بما نحمله من فكر، وقيم نضالية، نحن المستقبل، وهم يتمترسون بالماضي، وهم مهزومون من الداخل". كان يحيل ظلمة الزنزانة، وجوها الكئيب، بالطُرَف التي يحكيها، وبتفاؤله الدائم وضحكته العالية، إلى أجواء احتفالية فرائحية.

يسيطر جو من الوجوم والترقب والصمت، عند استدعاء أحد الرفاق للتحقيق. يساعده نفر من الرفاق على النهوض، والسير إلى باب الزنزانة، ويسيطر الهدوء التام على جو الزنزانة الجماعية، والتي تتكون من غرفتين، تفضي الغرفة الكبيرة إلى غرفة صغيرة، وفي نهايتها حمام صغير. حُشر في هاتين الغرفتين أكثر من ستين رفيقاً. تُطل هذه الزنزانة على بركة نساء آخر أئمة اليمن، محمد البدر بن أحمد يحيى حميد الدين؛ لكنهم بنوا سوراً صغيراً يحول دون مشاهدة البركة، وخفافيش الظلام، حيث تتحول البركة وماؤها المثلَّج في الليل إلى وسيلة تعذيب عصريَّة.

لا تذهبوا بعيداً يا أحبابي؛ مازال هناك الكثير لأكتبه عن الراحل الرفيق حسن محسن السقاف!

 

قراءة 1481 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة