لهذا تعوقت الشرعية في اليمن

السبت, 25 آذار/مارس 2017 18:53 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس منصفا من يحمل الرئيس هادي وحكومته مسئولية عدم  حسم المعركة عسكرياً حتى اليوم أو عدم تقدم قوات الشرعية في الجبهات القتالية.

ولمن يريد تحري الإنصاف والموضوعية من المهتمين خصوصاً المهتمين من خارج اليمن، فندعوهم لإعادة النضر مجدداً في معايير بالغة الاهمية والتأثير فيما يتعلق بطبيعة وتركيبة القوى المقاتلة في الجبهات على وجه الخصوص.

فالمعروف أن كلاً من السلطة الانقلابية والسلطة الشرعية في اليمن يقاتلان بذراعين،  ميليشاوي وعسكري.

فالشرعية تقاتل بذراع المقاومة الشعبية، والذراع العسكري والمتمثل بالجيش الوطني ،وكذلك يقاتل الانقلابيون بذراع الميليشيات الحوثية وذراع عسكري والمتمثل بوحدات عسكرية من قوات الحرس الجمهوري.

وبالمقارنة بين ميليشيات الحوثي والمقاومة الشعبية سنجد ما يلي: غالبية مقاتلي المقاومة الشعبية لا يمتلكون من التدريب والتأهيل القتالي غير خبراتهم العامة باستخدام السلاح الشخصي ولم يخوضوا تجارب قتالية قبل هذه الحرب بينما مقاتلي الميليشيات الحوثية تلقوا تدريبات عسكرية عالية في جبال واودية محافظة صعدة علي ايدي مدربين من حزب الله اللبناني وخبراء إيرانيين بهدف إعدادهم لهذه المعارك ،ولديهم خبرات قتالية إكتسبوها خلال الحروب الستة مع الدولة خلال العشر السنوات الماضية.

وهناك عامل أخر بالغ الاهمية والتأثير على قدرات المقاتلين ومستوى إدائهم العسكري ويتمثل في العقيدة القتالية، فالميليشيات الحوثية يقاتل أفرادها وفق عقيدة مذهبية واحدة المتمثلة بعقيدة الشيعة الجارودية التي ويحاربون بدعوى نصرة آل البيت كما يدعون ،كما أن غالبية مقاتلي الحركة الحوثية ينتمون لعصبية مناطقية واحدة تجمعهم ،بينما مقاتلي المقاومة الشعبية ينتمون لأحزاب متعددة وجماعات دينية مختلفة  غالبا ما تتقاطع اهدافها مما يؤدي أحياناً إلى نشوب معارك دامية بينهم مثلما حدث في مدينة عدن بعدما حررها التحالف العربي ومثلما يحدث حالياً في مدينة تعز ،حيث المقاومة محاصرة داخل المدينة وبعض افرادها يتقاتلون على السيطرة على اسواق القات وعائداتها الجبائية.

فالمقاومة لا تجمعهم عقيدة قتالية  واحدة وهذه من اهم نقاط ضعفهم بالإضافة إلى الانتماءات الحزبية التي غالباً ما تكون سبب الفرقة والتخاذل.

ورغم كل هذه الفوارق بين الجانبين إلا ان المقاومة حققت إنتصارات ولكن بفضل وتعاون قوات التحالف العربي بقيادة المملكة ،ولا يستطيع احد إنكار هذا.

ولولا دور التحالف وضرباته الجوية الدائمة والتي قطعت جسور الترابط الميليشاوي والعسكري للانقلابين ودمرت تعزيزاتهم ومعداتهم واستهدفتهم في كل ارجاء البلاد ،لولاها لما تمكنت المقاومة الشعبية من تحرير ولو محافظة يمنية واحدة.

ولا اقول هذا الكلام إستهجاناً لدور المقاومة وإستخفافاً بتضحيات افرادها ولكن أقوله بدافع الإقرار الواقعي بعدم توفر اقل قدراً من عوامل الندية والتكافؤ بين الجانبين، وبما فرضه التحالف العربي من تغيير في موازين القوى لصالح الشرعية.

أما إذا عدنا للمقارنة بين الجانبين في ذراعيهما العسكري فالتفاوت بين الجانبين لا يقبل امكانية المقارنة، فالجيش الوطني التابع للشرعية مازال في اطوار بنائه واعداده الاولية بينما الانقلابين يحاربون بجيش كان يمثل وحدات النخبة العسكرية في اليمن وتم اعداده خلال ثلاثة عقود من الزمن على حساب حاجيات المجتمع الضرورية التي كانت تنفق على موازنة جيش استخدم في نهاية المطاف لحماية اشخاص.

ومع ذلك لا تخلو المقارنات من وجود إنتصار اكبر واهم واثره سيكون على المدى البعيد اجدى وابقى ،ويتمثل بالإنتصار الذي حققه الرئيس هادي الذي أستطاع ان يؤسس لبناء جيش وطني من كل المناطق اليمنية ويمثل كل اليمنيين ويتشرب مشاعر الإنتماء  لامته العربية  والاسلامية من خلال إندماجه بمعارك الدفاع عن عروبة اليمن مع إخوانه الخليجين والعرب ،وهو في احلك لحظاته الرئاسية وحول مقاتلي المقاومة الشعبية  إلي جيش نظامي من خلال قرار دمجهم بالجيش الوطني ،بينما سيكتب التاريخ ان الرئيس (السابق) صالح حول الجيش اليمني إلى ميليشيات معادية لشعبها ومحيطها العربي والاسلامي، وجعل كبار قيادات الجيش ينقادون لمقاتلين شعبيين  اغمار اغلبهم لا يجيد القراءة ولا الكتابة.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1470 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 19:15

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة