عبده علي عثمان أمير السلام

الإثنين, 25 كانون2/يناير 2021 18:51 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

  تقديري أن اسم عبده علي عثمان (غاندي) لا يحتاج إلى جمعيات ونداءات ليكون في صف السلام، وضد طغم الحرب والفساد. ذلك أنه في مسيرته الكفاحية والحياتية من بداية المراهقة السياسية الأولى، حتى بواكير الشباب وما بعدها، تقول لنا إنه كان مع خيار الحرية والكرامة والمواطنة، وضد الاستبداد بكافة صنوفه وتعبيراته.

منذ بداية وعيه السياسي المبكر رفض مهادنة الاستعمار البريطاني ووعيه أو تفكيره السياسي لم يكتمل بعد ، وذلك حين تحرك مع رفيق عمره /عبدالحافظ ثابت نعمان في عملية فدائية لرمي قنبلة ضد أحد المواقع السياسية والعسكرية البريطانية، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وهذا ما سمعته من الأستاذ الفقيد/ محمد عبده نعمان، ومن آخرين، وما كتب حوله البعض..

  من اللحظات السياسية الأولى في حياته كان مقاوماً، ولم يكن مع "سلام الاستسلام "، لسلطات الأمر الواقع حيثما وجد وعاش، أي سواء كانت هذه السلطة استعمارية، أو استبداداً داخلياً، ولحظات الوعي المبكرة هذه هي التي حددت مفهومه لمعنى الحرية ولمعنى السلام، ولعلاقته بالسياسة والحزب، والحرب بعد ذلك.

  عبده علي عثمان (غاندي) أمير السلام الحقيقي، السلام بالنسبة له ليس شعاراً بل رؤية فكرية، وموقف سياسي واخلاقي، دائماً كان في صف السلام المقاوم للاستبداد والعنف والعنصرية، وضد الحرب، ورافضا للخنوع والاستسلام باسم السلام أو غيرها من الشعارات.

  عبده علي عثمان شبيه أو قرين في الخلق، وفي الموقف بقائد سفينة "تتيانك"، القائد الموسيقي البارع، والشجاع، (قائد الاوركسترا الموسيقية للسفينة)، الذي أصر على عدم النجاة بنفسه في عمق البحر، وبدأ يعزف موسيقى الحياة تشجيعاً لمن على ظهر السفينة لمقاومة الموت المؤكد للبعض، والموت المحتمل للبعض الآخر.. كان عبده علي دائماً وفي كل الأحوال يعزف ويغني  للحياة.. يعزف موسيقى الفرح والأمل، ليبعد الخوف عنا، كما كان بالضبط قائد سفينة "تتيانك" واستمر عزفه لموسيقى الحياة والفرح من لحظة رمي القنبلة في المستعمرة عدن، حتى وهو في سلك الدرس التعليمي الأكاديمي، و صولا إلى لحظة مرضه ورحيله.. استمر رغم تعب العمر، وشيخوخة الجسد، عازفا ومغنيا لموسيقى الأمل من أجل السلام.. السلام الذي ينمي وعينا بالحياة الكريمة، السلام الحقيقي الممتلئ عطاء بلا حدود،.. لأن السلام في عقله وفي وجدانه، هو الوجه الآخر للكرامة الشخصية والوطنية.. بقي إبن عثمان البسيط والمتواضع يقاوم بعينيه "تخبرني العينان ما الصدر كاتم /التعبير، للإمام ،عبدالله بن حمزة بن سليمان في كتابه ،الشافي، الجزء الأول ص136"، بعد أن أتت الغيبوبة "الكومة" على قدرته على الكلام، وكأن عينيه تبوح بمكنونات المحتجب في الصدر.. بقي يوحي ويشير ويقول لنا "أصدقاؤه" إن "الكومة"، لم تسلبه إرادته في الحياة، بعد أن أوكل لعينيه إخبارنا أن السلام ليس شعاراً، ليس كلمة تقال وكفى! ومن أن السلام رفض للاستسلام، ومقاومة طالعة من الروح.

هناك فرد، أو جماعة يتوهمون أنهم قادرون على أن يجعلوك تعيش، بل وتقتنع بالعيش في واقع "عبودية مختارة".. وهناك قوى حية أخرى تعمل بدأب ومثابرة، وبكل الوسائل الابداعية المشروعة ليجعلوك تشعر بل وتعيش المستحيل/ الحلم، حقيقة واقعة، ولذلك يحفزونك ويدفعونك للهمة في هذا الاتجاه، والصديق /الانسان/ عبده علي عثمان، واحد من هذه الأسماء القليلة النادرة.

كان يبحث عن ذاته في داخله، ومن هنا لم يكن بحاجة إلى سلطة من خارجه لتسنده، ولذلك كان على مسافة غير ودية، بل وفي حالة شقاق مع ادوات النجومية الاعلامية التي يسعى اليها البعض على اربع، وبكل وسائل، "الشعارات"، و"البيانات"، التي تجعلهم دائما في بؤرة الضوء الاعلامية..

قبل سنوات طويلة من المرض الذي داهمه على مراحل، حتى وصوله لحالة "الكومة"، كان يدرب حواسه وكوامن وعيه على التقاط الجوهري، وعلى الاحتفاظ بالإنساني في اعماقه، تاركا تفاصيل وعوارض النجومية لمن يستحقونها من طلابها.

 

 هكذا كان عبده علي عثمان، وهكذا عرفته، وعشت معه، حتى جاءته آية الرحيل، فأغمض عينيه حتى لا يرى أشياء لايجب أن ترى مثل: ( بيع الارض أو التفريط بالسيادة،  وهتك القيم) ،التي يتم التعريض بها في سوق النخاسة السياسية، بم فيها الكرامة الشخصية.. كان ابن عثمان وهو في غيبوبته  يرى ما لا نرى، ويقول ما يلزم من القول. 

  كان أستاذا للسلام، ومن فقهاء الحرية، فقد كان يردد في بعض مناقشاته "أنا لا أكلع"، والكلع هنا بمعنى البيع بالدين، وهي بالمعنى السياسي الذي يرمي اليه، هو عدم السكوت على الضيم.

  مرات عديدة، وفي أحاديث غير عابرة كان أمير السلام يتحدث مؤكدا، من أن الدولة العادلة هي دولة المواطنة والحرية، دولة التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن أنها هي من تقود إلى التسامح، والمصالحة على الأرض، وهي من تنتج السلام الاجتماعي، حيث التنمية الانسانية هي البوابة المؤدية للسلام الاجتماعي، والسلام السياسيوالسلام الوطني، هذه كانت خلاصة وعيه وخبرته كأستاذ أكاديمي لعلم الاجتماع بفروعه المختلفة.

كان ممن يربط القول بالفعل، ولا يحب رجال الشعارات والكلام فوق العادة، والفائض عن الحاجة..  كان يدرك تاريخية العالم الواقعي، واهميته، وعدم القدرة على إنكاره، وبالمقابل كان يدرك أكثر الضرورة التاريخية للتغيير.. تغيير الواقع بكل الوسائل المدنية والسلمية، لم يكن شخصية انفصامية مزدوجة التركيب والموقف: كان استاذ معرفة ونظرية في قاعة الدرس الأكاديمي، دون اغفال صلة النظرية بالواقع.. كان سياسيا محنكاً، يجسد ما يؤمن به معرفياً ونظرياً  في سلوكه اليومي، ولذلك كان منحازاً  لخيارات الناس البسطاء ، منحازا للدولة العادلة، وضد الطغاة سواء بحلة دينية/ مذهبية أو في صورة من يأتي حاملاً خطاباً مراوغاً يستهدف تثبيت وتكريس ما هو قائم.. كان دائماً يمسك بلحظة الشروق في عتمة الغسق، ليوسع من دائرة الضوء وفضاء السلام الأكثر رحابة، وقدرة على جعل الحياة أجمل.

كان يعي ويدرك أن السلام بمفهومه الشامل، رؤية وموقف وليست شعارات براقة، وسأورد من الحقائق والوقائع السلوكية والفكرية والسياسية العملية - كمثال فحسب - والتي تدل على عمق صلته بالسلام بمفهومه السياسي والإنساني.

  في قلب حصار صنعاء في السبعين يوماً 1967م ، كان في قلب معترك السلام الوطني المقاوم ضد أعداء الثورة والجمهورية، لم يغادر العاصمة صنعاء، -مثل البعض- وكان من الداعين مع عمر الجاوي، وسيف أحمد حيدر، وبعض القيادات السياسية والعسكرية لتشكيل "المقاومة الشعبية"، وفي كل الانتخابات الدورية للمقاومة الشعبية"، كان ينتخب على رأس قياداتها، ومعه عمر الجاوي.. هو حقاً واحد من أهم وانبل واجمل أبطال السبعين يوماً.

  في العام 1975م، وهو زير للبلديات والإسكان، رفض تعديات كبار المشايخ وتجار الأراضي على ممتلكات وأراضي الدولة، وتم تهديد حياته، وقاومهم بالكلمة وبالقانون، حتى اضطر لحمله السلاح داخل مكتبه دفاعاً عن نفسه، وعن الحق العام ولم يسكت و"لم يكلع"، وعبده علي عثمان الوزير هو أول من صرف أكبر قطعة أرض لجامعة صنعاء التي ترونها اليوم، ولغيرها من مؤسسات الدولة تدعيما لاستكمال بناء البنية التحتية لمؤسسات الدولة التي كانت تبنى من الصفر في ذلك الحين.

  كان من المحتجين والمعارضين للعمليات الحربية في المنطقة الوسطى، وضد قمع المدنيين في المدن، وقد أعلن ذلك مع مجموعة من رفاقه في قلب مجلس الوزراء وقدم استقالته مع رفاقه من الحكومة احتجاجا على كل ما لا يراه يقود إلى السلام السياسي والاجتماعي والوطني.

  بعد اغتيال الشهيد الرئيس /ابراهيم الحمدي، وقتل أحمد الغشمي، والتهيئة لانتخاب علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية رفض هو والأستاذ يوسف الشحاري استلام مبلغ مالي رشوة لانتخاب علي عبدالله صالح في جلسة لمجلس الشعب، وتحمل تبعات ذلك الموقف مضايقات أمنية، لأنه ادرك ويوسف الشحاري أن ذلك الانتخاب المدفوع الثمن من دوائر خارجية، سيكون ثمنه تدمير السلام السياسي والاجتماعي والوطني معاً، وهو ما نعيش أثاره السلبية حتى اليوم.

  في العام 1981م، قام مجموعة من الطلبة بكتابة شعارات وبيانات سياسية غطت معظم جدران جامعة صنعاء "كلية الآداب والتجارة والعلوم"، (الجامعة القديمة)، وهي عملية تمت ليلاً، من قبل الطلاب، وفي الصباح امتلأت الجامعة بالمخبرين المدنيين والعسكريين، بعد أن غطت أسوار الجامعة من الداخل شعارات تدعو لحرية العمل الأكاديمي، وقيام النقابة الطلابية وغيرها.. وكان موقفه المعلن في ساحه الجامعة وبين الطلاب، وكذا في قلب أدارة الجامعة، الرفض لاقتحام الأمن الحرم الجامعي، وممارسة دورهم الأمني، خارج نطاق الجامعة.

استاذ علم اجتماع يدرك أن لا سلام دون حرية، ولا سلام دون تنمية اجتماعية واقتصادية.. يدرك أن الاختلاف والمغايرة حقيقة كونية إنسانية وإلهية، وأن الصراع ظاهرة موضوعية تاريخية، ومن أن الحرب في بعض المراحل قد تكون قاطرة العبور للحرية والتحرير، ومدخلنا إلى السلام الوطني الحق،- اقول قد - ليس لأنه يبرر الحرب أو يدافع عن الحرب، وإنما لأنه كان يعي ويدرك أن الحرب والسلام وجهان لعملية سياسية اجتماعية  تاريخية واحدة، ومن أننا حتى نصل إلى السلام الحق، علينا أن نحدث اختلالات جذرية حقيقية في بنية موازين القوة والقوى على الأرض، اختلالات ذاتية وموضوعية (اقتصادية واجتماعية وثقافية)، تعزز من كفة السلام على الأرض، ومن أنه علينا أن نجد السبل والأدوات السياسية والعملية، لترجيح كفة راية السلام في الواقع وليس في سطور "البيانات"، ومن أن ذلك لن يكون إلا بالجمع المبدع بين جميع أشكال المقاومة المدنية السلمية بما فيه المقاومة بالحيلة أضعف أشكال الإيمان من اجل السلام، على أنه وهو يلجأ للمقاومة بالحيلة، كان يرفض أن تصل الحيلة لحد التحايل على طمس الحقائق والوقائع كما هي على الارض، أو استبدال الاسباب بالنتائج.

إنهم -بعضهم - يلحقون بستان الأسباب المفسرة والمعللة لما يجري، بحرائق ومجازر النتائج المأسوية، فلا نعد نعرف أين مبتدأ السلام الحق، من خبر فاعل الحرب.

  أحياناً يراودني هاجس أو سؤال افتراضي يلح علي، لو أن الله أمد في عمره ليرى ما نراه، كيف نتوقع سيكون موقفه وتصرفه أو ردة فعله تجاه ما يجري؟ هل كان سيرفع شعار السلام وكفى!؟ وهل كان سيقف معصوب العينين، ضعيف الحيلة مشلول القدرة على الفعل كحالنا اليوم؟.

  ليس لدي تصور أو توقع لاحتمالات ردة فعله، أو كيف سيكون موقفه.. ما أعرفه أنه كان سيرفض، سيقاوم ولكنني لا أعرف حدود كل ذلك.

ما أستطيع قوله هو أن من كان يقاوم حتى وهو في قمة التعب، والمرض، وشيخوخة الجسد، إنه لن "يكلع" كما كان يردد، لأنه كان يكره أن يكون مدينا للمستبد، فلا يقاوم.

عبده علي عثمان من النماذج الانسانية صعبة الكسر، والتطويع ومن هنا استحالة أن يقايض الحرية والكرامة، بسلام مغشوش.

  لن يستتب أمر السلام في أي مجتمع دون أن نسعى معاً لمقاومة الاستبداد بكافة أشكاله: السياسي والديني، أو المتخفي تحت الشعارات الوطنية والقومية.. لن يستقر السلام وتتأسس مداميكه على الأرض دون تنمية اجتماعية واقتصادية، تنمية للإنسان، وبناء لدولة الحقوق والحريات.

  لو أمد الله في عمره أكثر.. لقال لنا أستاذ علم الاجتماع، إن السلام في الجوهر هو دعوة تسامح، ودعوة لعدم نسيان الظلم ومباركة الظالم على ظلمه، ومن أن السلام دعوة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي ومن أنه لن يكون هناك تقدم نحو السلام دون انجاز اربع قضايا نقوم بالدفاع عنها وتعميمها وتأصيلها في بنية الثقافة والمجتمع، وفي بنية التشريعات والقوانين الناظمة لحياتنا في قلب المجتمع والدولة، وهي التالي:

أولاها: الموقف السياسي والاجتماعي الايجابي من المرأة، وهي أولى القيم الاجتماعية والثقافية والإنسانية التي لن نتقدم نحو السلام بدونها، واقصد هنا السلام الشامل: الثقافي والاجتماعي، وما يحصل على هذا المستوى هو عودة إلى عصر "الحريم/ وأد البنات" وإلى "إعادة تدوير انتاج المجتمع البطريركي" ما يعني ردة ثقافية اجتماعية شاملة.

ثانيها: الموقف من قضية التعليم، وهو هاجسه وشغله الشاغل، الذي اخذ حيزا واسعا من مساحة تفكيره، وقدم في هذا الاتجاه العديد من الابحاث والدراسات.. كان مع مجانية التعليم، ومع تطوير المناهج التعليمية، من الابتدائي، إلى الدرس الجامعي.. وكان يشغله هم ازالة الفوارق بين الطبقات، كما اعلنتها ثورة 26سبتمبر، 1962م، من خلال توسيع نطاق حضور الطبقة الوسطى، وعبر نشر التعليم في الارياف، وبين ابناء الطبقات والشرائح الاجتماعية الفقيرة، وخاصة تحفيز وتشجيع ابناء الفئات الاجتماعية "المهمشة"، المختلفة، على الانخراط في سلك التعليم، وقدم ابحاثاً جادة في هذا السبيل.. واليوم نشهد تدهوراً فاجعاً ومريعاً للبنية التعليمية، وفي الحياة التعليمية عامة، من أول الدرس، إلى رأس الهرم التعليمي، وجميعها مؤشرات واقعية لمدى تراجع مساحة السلام الاجتماعي، والسلام الثقافي، والوطني، على عكس ما كان يحلم به ويتمناه ابن عثمان.

ثالثها: الموقف من حرية الفرد السياسية والاجتماعية والدينية، وما يتم هو قهقرى مخيفة للعصور الوسطى وإلى الشمولية بمرجعيات سياسية وأيديولوجية متخلفة، ندخل معها إلى حالة حرب على الضمير الفردي، والضمير الجمعي ، وهنا لا مجال للحديث عن أي سلام كان، إلا بمقاومة الشروط المعوقة لذلك.

رابعها: الموقف من التعددية، ومن التنوع والحق في الاختلاف، وبالنتيجة الموقف السلبي الضدي من الآخر في داخلنا وفي خارجنا ونحن نعيش عودة لا معقولة للخرافة السياسية والاجتماعية والثقافية.. إلى ما قبل الفرد، وما قبل الحزب، وما قبل الدولة.

  إن ما يجري حقيقة هو حصار لمفاهيم وشعارات السلام والحوار بكافة مستوياتهما ودلالاتهما.. وعلينا جميعا أن ننتصر لإرادة الحياة بأن نهزم تشاؤم الواقع وانحطاطاته بتفاؤل العقل، وإرادة الحياة في داخلنا. هكذا اتصور أنه سيجيب، ابن عثمان/ غاندي، على سؤال ماذا نفعل، أو ما العمل؟ ومن أين نبدأ؟.

اقول أن اجابته كانت ستكون  قولا واحدا  : "لا"، لست مع تثبيت  أي أمر واقع، وتحت أي شعارات.. وشخصيا أميل وارجح، إجابته بالرفض.. لأن أي توقع أو إستنتاج غير ذلك يتناقض مع روحية، وسردية حياة، ابن عثمان.

اخي وحبيبي وصديقي واستاذي، لك الرحمة والخلود.. أميرا متوجا للسلام المرتجى، أيها الغائب الحاضر أبدا.

قراءة 3686 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة