رمضان موسم اخر للحرب مميز

  • الاشتراكي نت/ عارف الواقدي

السبت, 04 حزيران/يونيو 2016 21:16
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يستقبل قرابة (27مليون يمني)، شهر رمضان في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوى تحالف سلطة الامر الواقع "مليشيات صالح والحوثي" على الجغرافية اليمنية عسكرياً وسياسيا واقتصادياً في عدد من المحافظات للعام الثاني على التوالي.

يبدو جلياً انه لن يتنفس اليمنيون الصعداء، لاستقبال رمضان وهم يعيشون بين نارين، الصراع وحصاره وتضييقاته المستمرة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسط انهيار اقتصادي كامل وغياب الدولة بكل مؤسساتها لمواجهته.

كما يبدو الواقع أكثر تعقيدا ومأساوية، فالحرب والنزوح والفقر والجوع  هو ما يعانيه المواطن جراء العبث اليومي الذي تمارسه مليشيات تحالف الحرب والانقلاب التي ضاعفت من هموم معيشته اليومية خصوصا وان الحرب لم تضع أوزارها بعد.

وما يزيد الأمر سوءا في شهر رمضان هو ارتفاع الاسعار الجنوني الذي بات شبحاً يلاحق المواطن، اضافة الى انعدام الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والمشتقات النفطية والانهيار الكبير للعملة المحلية الذي من شانها مضاعفة أسعار المواد الغذائية.

تواصل الحرب استعارها في أكثر من جبهة، وهذا ما يجعل توفر المواد الغذائية وضروريات الحياة  أكثر صعوبة خصوصا في شهر رمضان في وظل الحصار المفروض على المدن من قبل المليشيات.

سيناريو اخر لمسلسل رمضاني تعاد اجزاءه مرة اخرى، واليمنيين يعيشون بين جحمين: حرب حلف صالح والحوثي وتردي الأوضاع العامة للبلاد في كافة مناحي الحياة التي كانت نتاجا لهذه الحرب العبثية التي لم تدع للمواطنين مجالا لممارسة طقوسهم الروحانية التي استبدلتها انتقامية اطراف الحرب بأنواع اخرى من طقوس الجريمة وبشاعتها.

فقد الانسان اليمني هذا العام كما هو العام السابق كثيرا من عاداته الرمضانية وروحانيتها، معبراً عن سخطه مما يعانيه من ظروف اقتصادية صعبة، حيث وصل به الامر الى الاستعانة بالتقشف لمواجهة الواقع، في ظل ظروف هي الأسوأ اقتصادياً، منذ عقود بفعل الحرب الدائرة، واستمرار الحصار المفروض للعام الثاني على التوالي على معظم المدن اليمنية التي تعيش كارثية الحرب والصراع والجوع والتشرد.

ها هي الايام الاخيرة من شهر شعبان تكاد ان تنتهي قبل ان يطل الشهر الكريم بهلاله، غاربه شمسه بحصيلة ضحايا العشرات ما بين قتيل وجريح من المدنيين جراء الحرب العبثية في الشمال، وانفلات الامن وتلادي الخدمات في الجنوب، ليغدو رمضان موسما اخر للحرب ليس الا.

نجد معنى النفسية المكلومة والمصدومة بأزمة الحرب والاقتصاد في كلمات "عائشة ٣٣ عاماً" ربة بيت وأم لثلاثة أطفال وزوج فقد وظيفته في ظل عبثية سلطة الامر الواقع في صنعاء، لتغدو الاسرة تعيش مأساة كلا الحالتين.

التقينا عائشة في سوق هايل، وسط العاصمة صنعاء، تبتاع ما تيسر لها من احتياجاتها، فتحدثت إلينا بنبرة تبدو في ملامحها مأساة الوضع المعاش.

وقالت " بعض المواد الغذائية ارتفعت أسعارها بحدود ١٠٪، ومنها الى ٣٠٪، لكننا وجدنا أنفسنا مضطرين لشرائها، لكن ان يصل بعضها الى ارتفاع من ١٥٠٪ الى ٢٠٠٪ هذا ما لا يمكن احتماله، خصوصاً وان معظم الناس تقلصت لديهم محدودية الدخل، والبعض الاخر فقد مرتبه او وظيفته او عمله الخاص".

هكذا، تجاهل اليمنيون النزول إلى الأسواق وشراء حاجاتهم استعدادا لرمضان، ما أصاب الأسواق بحالة من الكساد والركود الاقتصادي نتيجة ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين.

من جانب اخر، يعيش الآلاف من اليمنيين حالة موت حقيقي، وضحايا براثن الحرب، والحر، وانقطاع الكهرباء، وقدوم رمضان، كما هو الحاصل في عدن، والحديدة.

علي حيدر، شيخ في الخامسة والخمسين من العمر يعيش في الحديدة، يقول لم تكتفي القوى المتخاصمة في اليمن على قتلنا بالرصاص والمدافع والطائرات، وحصارنا اقتصادياً وفرضها علينا عقوبة الموت بالجوع فقط، حتى جعلتنا نعيش الموت أمامنا كل لحظة بحرارة الجو الملتهبة في ظل قطعها للكهرباء.

ويضيف حيدر، هاهو شهر رمضان قادم والمتحاربين يفرضون علينا نحن في المدن الساحلية عقوبة الموت الجماعي بلا أدنى رحمة، لا نريد في رمضان المأكولات الشهية والأطعمة والأشربة الفاخرة قدر ما نريد كهرباء تفي بتشغيل المكيفات والمراوح حتى تقينا الم هذه الحرارة التي تفتك ما بين الفينة والأخرى.

وختم حيدر كلامه بالقول "نحن في تهامة لدينا طقوس جميلة في استقبال رمضان من حيث تجهيز كافة مستلزماته، لكننا الان لا نجد قيمة رغيف الخبز فكيف لنا ان نستقبل رمضان، ونحن نعيش في حرب وتدهور الحالة الاقتصادية".

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

 

 

قراءة 6423 مرات آخر تعديل على الأحد, 05 حزيران/يونيو 2016 15:29

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة