رسالة مفتوحة إلى علي نعمان المقطري: مميز

الجمعة, 01 تموز/يوليو 2016 22:29 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

         لا أستسهل الإساءة لماضيك.وقد كتبت في هذا مقالا بعنوان " ضد الفحش والفجور في الكراهية " أردت به أن أوقظ فيك روح الفارس الذي عرفته يوما ما صلبا عنيدا.واليوم كم هو حزني كبير وقد أيقنت أن تلك الروح ماتت،وأن الفارس سقط من عُلُوٍ ووقع على رأسه.وعزائي الوحيد أنك لست أول من يقع، لكنك أفقرهم حيلة وأدقعهم دهاء.كيف لا وقدأسأت اختيار لحظة الارتداد وساحته وتماهيت مع سجانيك وجلاَّديك وذهبت ترفع شعار"إشتراكيون ضد العدوان " تتملق به وطنيِّي اللحظة الأخيرة وتستعديهم ضد حزبك ورفاقك وأصدقائك وماضيك.فهل هناك في الدنيا كلها إنتهازية تضاهي الذهاب إلى تسوُّل كراهية الانقلابيين والاستقواء بهم لإرضاء أهواء الذات الأمارة بالسُّوء.والأنكأ من كل ذلك أنك بالغت وتطرفت في التسوُّل عندما سميت هؤلاء "سلطة وطنية" وأنت تعلم أن أحداً لا يعترف لهم بهذه الصفة، لا في الداخل ولا في الخارج، بما في ذلك إيران، وتعلم أن الوطن هو آخر ما يمكن أن يفكروا به.الله المستعان على ما تصف.

         لا تقل إن فائض وطنيتك هو الذي دفعك لرفع شعار " إشتراكيون ضد العدوان " ، بل قل إن فائض أهوائك وأوهامك انقلب إلى كراهية عمياء للحزب الاشتراكي فذهبت تتسوَّل كراهية كارهيه لتستقوي بها عليه.وبيانك الأخير – مثل سابقه - يفضحك ويكشف دخائل نفسك وضحالة وعيك القانوني وتدني ثقافتك السياسية والمدنية،وبمقدورك أن تعرضه على محام مبتدئ لتكتشف كم هو حجم البؤس الذي آل إليه مصيرك.ولست أعتقد أن سلطة الانقلاب، التي تفاوض الشرعية في الكويت وتستميتُ أنتَ في تحريضها على الحزب الاشتراكي في صنعاء، ستجاريك وهي تعلم أنك لست أهلاً لإقناع إشتراكي واحد بالسير وراءك.والخمسة الذين هم معك الآن لم تقنعهم أنت بضلالك، وإنما كانوا قبلك ضالِّين يعرضون بضاعتهم البائرة على عتبات أبواب الانقلابيين. وقديما قيل: الطيور على أشكالها تقع.

         لستُ أدري أيَّ رأيٍ أرجحُ وأنا أقرأ بيانك الأخير. هل وصل بك سوء الحال إلى حيث تتعذر عليك العودة؟ أم أن عمى البصيرة هو الذي أملى عليك كتابته؟.ولكن من ذا الذي يستطيع أن يلتمس لك الأعذار في حال تم ترجيح الرأي الثاني.ولعلك قرأت بيانات الاستنكار التي تتالت من منظمات الحزب في المحافظات منددة بأقوالك وأفعالك.ثم جاء قرار منظمة تعز بفصلك من الحزب ليقابل بارتياح واسع النطاق داخل الحزب وخارجه.ألا ترى إذنْ أنك فتحت على نفسك أبواب الطرد من الحزب بغير رحمة أو شفقة؟ وأي قيمة سياسية بمقدورك أن تمثلها خارج صفوفه ؟

         الحزب - أي حزب –  يا عزيزي مجال عام إختياري وطوعي، وأي عضو فيه هو مجال خاص. والخلطُ بين المجالين خلطٌ بين الذات والموضوع تتضخم فيه الأنا الفردية على حساب الحزب كظاهرة جمعية.وهذا تشخيصي لمشكلتك.فلأنك لا تستطيع أن تجد نفسك كذات فاعلة خارج الحزب تعذَّر عليك خيار الاستقالة المكفول لك في النظام الداخلي.ولأنك لم تستطيع أن تكون فاعلا إيجابيا يشار إليه بالبنان داخل الحزب تعذر عليك البقاء فيه كذات متضخمة.وعدم الاستطاعة في الحالتين هو جوهر عقدتك المرضية التي تعذبك أيما عذاب. وعوضا عن الذهاب إلى طبيب نفساني ذهبتَ تتقمصُ دور المصلح الذي يريد أن "يستعيد الحزب" حسب تعبيرك، بينما أنت عمليا تبحث عن ذاتك الضائعة وليس عن الحزب الحاضر.وأنا هنا لا أقرأك، رجما بالغيب، وإنما من خلال بيانك.

         مفهوم البيان يا عزيزي من الإبانة والتبيين،وهو للتوضيح والإفهام،ولا علاقة له بتأليف الأقاويل التي أسميتها بيانا.لقد قلتَ حرفياً: " إن العصابة المنحلة الخائنة والعميلة للعدوان لم تكتفِ بالتآمر على الوطن والمشاركة الميدانية كمرتزقة،وتشكيل غرف عمليات مشتركة مع قيادات العدوان في الداخل والخارج، وإنما ذهبتْ تنقل أعمالها العدائية إلى قلب العاصمة صنعاء"!!!.هذا ليس ببيان يا علي نعمان وإنما تحريض تتسوَّلُ به دعم الانقلابيين لأهواءِ أَنَاتِكَ المريضة بأوهام الزعامة، ولو أنك على حظ بسيط من الوعي القانوني لأدركت أنك تهرف بكلام مرسل يجرِّمُه القانون.أما من الناحية الأخلاقية ففي حدود علمي أن عفاش – وهو أكبر مهرِّج حاقد على الحزب الاشتراكي - لم يسبق له أن تقيأ كلاما على هذا القدر من الوضاعة إلا لحظة إطلاقه مدافع حرب 1994 عندما زعم أن الحزب الاشتراكي أغرق محلات الكوافير في صنعاء بالأسلحة في إطار مخطط إجرامي لإغراق العاصمة في بحيرة دم...ألا ترى يا علي نعمان أن الحماقة أعيتك ولم تبقِ لأحد فسحة للتعاطف معك؟

         وجاء في بيانك أيضا: " ردا على تحرك القواعد الاشتراكية في استعادة حزبها ووقوفها ضد العدوان قام أوباش العصابة المنحلة والهاربة في الرياض بلقاء مشبوه أمس الأحد 26 يونيه في المقر المركزي المغتصب من قبلهم.وكان أحد مخرجات هذا الاجتماع إرسال المدعو العميسي بالتعدي على مقر الحزب الاشتراكي ضد العدوان بشارع الزراعة ظهر هذا اليوم"!!!.وهنا يحضرني تلقائيا قوله تعالى:"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون".وما دمت يا عزيزي تتهم من أسميته كراهة "المدعو العميسي" بالتعدي فلا بأس من رد كيدك إلى نحرك وإظهار الحقيقة للناس.

         هو يا عزيزي ليس المدعو العميسي، وإنما الدكتور ناجي العميسي رئيس الدائرة القانونية في الحزب الاشتراكي اليمني،وكل من يعرفه يعرف أنه رجل نظامي لا يتصرف خارج القانون وخارج الذوق السليم حتى في المسائل الصغيرة.وما تسميه أنت "مقر  الحزب الاشتراكي ضد العدوان بشارع الزراعة" هو مقر منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في أمانة العاصمة بموجب عقد إيجار طرفه الأول صاحب العقار، وطرفه الثاني الحزب الاشتراكي اليمني ممثلا برئيس الدائرة القانونية.والذي حدث أنك تعدَّيت على هذا المقر واغتصبته بلا حياء وحولته إلى منامة لك وديوان مقيل للخمسة الذين هم على شاكلتك.ومن داخل هذا المقر أخذتَ تسوِّق نفسك بالتحريض اليومي ضد الحزب الاشتراكي تحت لافتة "إشتراكيون ضد العدوان".

         فما هو يا ترى التصرف الأمثل في ظل حالة اللادولة التي تعيشها البلاد؟ هل يستمر الحزب الاشتراكي في دفع إيجار المقر من أجل سواد عينيك ؟ هل يدخل أعضاء الحزب في عراك معك ليرموك إلى الشارع ؟.رئيس الدائرة القانونية لم يكن مع هذا التصرف أو ذاك وإنما قرر إنهاء عقد الإيجار ليعود العقار إلى مالكه.وهذا يفسر اشتغال خيالك العدواني الذي تمخض عن بيانك الثاني، إذا جاز أن نسميه بيانا.

         ولست أخفي عليك أنك بهذا البيان أثرت خوفي وفزعي، وبدا لي أننا في انتظار عدوان وشيك على المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي اليمني.وهذا لأني ربطت بين بيانك وبين تصريح القيادي المؤتمري حسين حازب الذي أفتى لك، جهلا وحقدا على الحزب ااشتراكي، بأنك على جادة الصواب.لكن عقلا إشتراكيا حكيما رأى رأيا مختلفا.والأهم أن هذا الحكيم لم يبنِ رأيه على منطوق بيانك وإنما على معرفته بدخائل نفسك الأمارة بالسوء.فهل تعرف ماذا قال؟

         إستبعدَ تماما أن الانقلابيين قرروا استخدامك غطاءً لهجوم وشيك على المقر الرئيسي للحزب لعلمهم أنه ليس هناك ما يستوجب مثل هذا الفعل الذي لن ينفعهم في شيء بقدر ما سيضرهم.وأَجْزَمَ أنك أنت من يسعى إلى إقناعهم بارتكاب هذه الحماقة، وأنك في سبيل ذلك تجتهد في اختراع الذرائع لمن تتسوَّل دعمهم لأهوائك وغرورك.ولهذا ذهبتَ تقول:" نطالب بإخلاء مقر الأمانة العامة وتسليمه للقيادة الثورية ممثلة باللجنة التحضيرية العليا".ولأنك تعلم أن تلبية رغبتك هذه تحتاج إلى تبرير مقنع للداخل والخارج ذهب خيالك العدواني مذهبا شيطانيا متطرفا في اختراع المبرر  بقولك:"نرفض أن يستخدم المقر المركزي المغتصب كغرف عمليات لقوات العدوان"!!!

         .هل تعلم يا عزيزي ما معنى غرف عمليات، وكيف تكون، وأين تكون؟ ألم أقل لك إنك في أمس الحاجة إلى طبيب نفساني يداوي أمراضك ويخلصك من عقدك؟.هل أنت فعلا إشتراكي ضد العدوان - كما تزعم - أم أنك اشتراكي حسب الطلب في سوق النخاسة؟ أما اجتماعات الأمانة العامة التي تسميها، جهلا وحقدا، اجتماعات مشبوهة فهي اجتماعات شفافة تتسع للرأي الذي يتحدث عن "تدخل عسكري خارجي"، والرأي الآخر الذي يتحدث صراحة وبصوت عال عن "عدوان".لكن ليس بين أصحاب الرأي الآخر هذا من هو مستعد لمناهضة "العدوان" من خارج قنوات الحزب، وليس بينهم أيضا من ينظر إلى ما تقوله وما تفعله ولو بقليل من الاحترام.وهذا لأنهم على قناعة أنك لست ضد "العدوان"، كما تزعم، وإنما ضد الحزب الاشتراكي.

         أمام كل هذه المعطيات عليك يا عزيزي أن تتوارى عن الأنظار حتى ينساك الناس، ولا تعاود الظهور إلا إذا انتصرت فيك النفس اللَّوامة على النفس الأمَّارة.أما إذا استسلمت لأوهامك فسوف تخسر نفسك وتخسر الناس كذلك.وأخيرا،لك مني نصيحتان مجانيتان إِحفظْهما عن ظهر قلب:

الأولى: الحزب الاشتراكي قوي حتى عندما يكون في أسوأ لحظات ضعفه،والإمعان في معاداته سيجعل منك موضوعا للتفكه والتندر، وأنت رجل سِتِّينيٌّ في غنى عن هذا.فسارع إذنْ إلى توبة نصوحة تستبقي بها داخل الحزب الاشتراكي، وبين أنصاره ومحبيه، من يرد عليك السلام ويترحم عليك بعد موتك.

الثانية:الزعامة لا تأتي لمن يطلبها ويتطلع إليها حتى وإن امتد به العمر ألف عام،وإنما تأتي لمن يستحقها ويعترف له الناس باستحقاقها.والمرء،إذا توفر له الذكاء والدهاء، يستطيع أن يخدع الناس في أشياء لا تعد ولا تحصى إلا في استحقاقه للزعامة.تمنياتي لك بالهداية.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 3337 مرات آخر تعديل على السبت, 02 تموز/يوليو 2016 22:12

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة