نقد الفاعلين المفترضين لا جلد الأمكنة

الثلاثاء, 23 آب/أغسطس 2016 19:37 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يوماً بعد آخر, تتنامى الأصوات المنفعلة وتتعالى محقرةً من شأن المناطق والمحافظات التي لم تحمل السلاح لمجابهة قوات صالح والحوثي المعتدية, وقادحةً في "نخوة" أهاليها.

 

ليست المحافظات بمنظمات أو أحزاب سياسية ولا هي اتجاهات فكرية مجردة حتى يطالب المتحمسون النزقون منطقة هنا ومحافظة هناك بمقاومة العصابات المسلحة المعتدية ويصموا منطقةً ما بالخنوع لأنها لم تشترك في المقاومة المسلحة.
وما ينشئه المواطنون في مناطقهم من منظمات وأحزاب سياسية واتحادات اجتماعية هو ما يكتسب سمات سياسية وثقافية مائزة. لذا فهذه الإطارات هي المعنية بخطاب النقد أما الأمكنة بالمعنى الذي يتجه إليه خطاب الملامة الانفعالي فلا تحتمل شيئاً من ذلك إلا عند "المناطقيين" الذين يفسرون قرارات الناس وخياراتهم السياسية بالانتماء الجغرافي المجرد, دون فحص العوامل السياسية والاجتماعية.

خارج هذا التفاعل بين الأمكنة وقاطنيها, لا ينبغي تناول المناطق والمحافظات بما تبقى لها من أسمائها العَلَمية الدالة على المكان فقط, فلم تقترن منطقة بمدلول سياسي معين أو رمزية ثقافية إلا نسبة إلى ما نشأ عليها من أيديولوجيات ومذاهب ثقافية تزعمتها حركات سياسية وجماعات ثقافية, الأمر الذي يعيدنا مرة أخرى إلى الفاعلين الذين ينبغي توجيه الخطاب والنقد إليهم.

وتاريخياً, الحركات السياسية والاتحادات الاجتماعية ذات الشخصية المحددة الواضحة هي من عنت بتبني الكفاح لمجابهة الاضطهاد المحلي أو الاحتلال الخارجي وتنظيم المواطنين في صفوفها وكسب ولاء السكان

والمناطق والمحافظات مرة أخرى -في دولة المواطنين- مجرد تقسيمات إدارية لتسهيل إدارة الشأن العام, فلا تمايز هوياتياً ولا استثنائية تخص وحدة إدارية دون أخرى, بل تنوع ثقافي واجتماعي يشكل في مجموعه الفسيفساء الوطنية, وتنافس في التقدم الاجتماعي والتطور الإنمائي.

وما دمنا نصبو إلى صوغ مقاومة وطنية ترتكز إلى أساس سياسي واجتماعي فلنخاطب الفاعلين المفترضين من النخب السياسية والاجتماعية والمنظمات والأحزاب, أما من يخاطبون الجهات والمناطق فيوعزون من حيث لا يدركون ببعث مقاومات مناطقية وجهوية. 

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

 

 

 

قراءة 1722 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة