أبطالي ونجومي

الأربعاء, 28 كانون2/يناير 2015 22:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

ما رأيته خلال الاحتجاج الشبابي الرافض للحكم الحوثي من وقائع اعتداء على المحتجين, يشير إلى استراتيجية رعب وقائية تريد الجماعة الطائفية تطبيقها لإحباط أي تحرك شعبي ضد سلطتها في مهده.

مقاتلو الجماعة الذين يرتدون بزات أمنية يعطون التعليمات لمجموعات عصابية تضم أكثر السوقيين انحطاطاً ورذالة, كانوا يحملون يافطات عليها شعار الصرخة ويهتفون للرسول محمد ثم ينهالون بالضرب على المحتجين كالكلاب الضارية ويسرقون أي هاتف يشكون بأن صاحبه يصور ما يحدث.

وبعض هؤلاء وجه شتائم مقذعة لمحتجات, رأيت إحداهن تبكي بحرارة وعرفت لاحقاً أنهم كانوا قد اعتدوا عليها خلال الجولة الأولى من القمع الذي استخدموا فيه الخناجر والعصي قبالة جامعة صنعاء.

تنهج الحركة الحوثية العنيفة أسلوباً متوحشاً في مواجهة حركة الاحتجاجات, هو مزيج من تدابير نظام الرئيس السابق علي صالح في استخدام العصابات المسلحة لقمع بدايات ثورة فبراير وأسلوب قوات «الشبيحة» شبه العسكرية التي تتولى إنزال الرعب بكل من تشك في معارضته لنظام بشار الأسد.

والأخيرة, استمدت بعض أساليبها من قوات التعبئة الشعبية في إيران (باسيج) في التنكيل بالمعارضين وزرع الرعب في نفوسهم لاستلابهم وإثنائهم عن مجرد التفكير في أي نشاط معارض للنظام.

يريد الحوثيون بوحشيتهم هذه في قمع الشبان المحتجين إخماد الانتفاضة ضد سلطتهم الوليدة في مهدها باستئصال أي نواة لها, لذلك يفرطون في قمع الاحتجاجات المتوالية منذ أيام لأنهم يرون فيها, كما نرى, نواة لانتفاضة مقبلة, لكنهم يرونها مستحيلة ونراها ممكنة مهما تعسر مخاضها.

الأمل والرجاء هو ألا يتسلل الإحباط أو اليأس إلى تلك الثلة من الشبان الفادين الذين يجابهون وحشية السلطة الحوثية ويتصدرون الفعل الوطني مبرهنين على أنهم أنبل من أنجبتهم هذه البلاد التي يجهدون كي يفتحوا لها نافذة إلى النور.

فلقد واجه طليعيو ثورة فبراير قبل أربعة أعوام هذه التحديات نفسها وبذلوا من مهجهم ودمائهم كثيراً حتى انبلج ضوء الصباح وغصت الساحات والميادين بملايين اليمنيين الذين رفضوا العودة إلى المنازل قبل التطويح بكرسي صالح وسياسات نظامه.

هم أبطالي ونجومي الحقيقيون الطلائعيون؛ أولئك الشبان الذين قدح معظمهم شرارة ثورة فبراير وقد انضمت إليهم ثلة جديدة وغضًة.

 

كريمة

• إنسوا كل أسماء الناشطات والناشطين المدججة بالجوائز والأرصـــدة.. والمـــواقــف المتلونة, وتذكروا هذا الاسم: كريمة الأكحلي.

هي سكرتيرة لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء.

شابة حديدية! وللبرهان, سلوا كيف تقافز الطلاب والرجال حين أخذ مسلح بدائي يطلق النار لترهيب المحتجين في حرم الجامعة وثبتت كريمة في مكانها بأنفة من يهزأ بالنار والحديد ويتحداهما.

وحتى بعد الاعتداء الهمجي عليها بالركل والضرب العنيفين, عادت إلى مدرج الكلية بصلابة مذهلة وشوق إلى يوم جديد, تواصل فيه مقاومتها اللاعنيفة لسلطة الحوثيين الثيوقراطية الظلامية.

أن تجمع شابة بين إطلالة حسناء وشخصية جبارة في آن, يعني أن تكون كريمة... وأنها أيقونة لكل عنق مشرئبة وهامة لا تنحني.

تحية نضالية ومجد كبير يا كريمة.

 

هبة

• هبة هي ساريتنا الطويلة لمعانقة الأعالي.

هبة الذبحاني ورفاقها الشبان وضيئو النفوس والجباه: صامد السامعي ومحمد توفيق وعبدالرحمن نعمان وكريمة الأكحلي وأنس المذحجي وهيكل العريقي ويحيى القباطي وناصر الدالي وحارث الثور.

هؤلاء هم سفراؤنا إلى جمهورية الضمير, بل هم ضميرنا الذي ما زال يانعاً يقظاً؛ ضميرنا الذي في الزنزانة الآن, وينبغي التحرك لتحطيم الزنزانة وهزيمة السجان.

ما من ذخيرة تبقت للحزب الاشتراكي اليمني سوى شبانه, إذ من المفجع أن كل شهب الاشتراكي تكاد تنطفئ ويظل شبانه شهبه المضيئة في هذا الليل البهيم.

قراءة 1932 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة