له نصيب في خرابها.. ويطالب بإنقاذها!!

الجمعة, 09 أيار 2014 18:41
قيم الموضوع
(1 تصويت)

الشلل الواقعة فيه حكومة التوافق في إيصال ثورة التغيير إلى ما كان يطمح إليه الثوار السلميون الشباب، كان له بدايات من أهمها: موروث فساد النظام السابق الذي خرج الشباب في ثورة سلمية عليه، أضف إلى ذلك أن المنظومة التي ثار عليها الشباب لم تسقط، بل ما زالت متمسكة بالسلطة من خلال مشاركتها في حكومة المحاصصة بواقع نصف حقائبها.

ما ورثته حكومة التوافق، ضف إليه ما يفتعله من كانوا متسلطين على هذا الوطن والشعب من أزمات، وضف إلى ذلك أيضاً ما يمارسه بعض من كانوا في صفوف الثورة الشعبية الشبابية السلمية من إقصاء للآخرين وما يمارسونه أيضاً من استحواذ على الوظائف والمناصب العامة، هو بلا شك سبب إضافي آخر من مسببات شلل هذه الحكومة.

وأمر طبيعي أن تكون الحكومة، أو بالأصح السلطة التي جاءت بها المبادرة الخليجية، محل نقد من قبل المراقبين والمحللين والمتابعين للشأن اليمني ممن لم يتلطخوا بالإساءة لهذا الوطن.. إلا أنه من غير الطبيعي أن ينبري من عاث بهذا الوطن فساداً وإفساداً في عهد النظام السابق لينتقد أخطاء النظام الذي جاء بديلاً لنظام كان أحد رموزه ويتهم السلطة الحالية بـ«التنصل من مسؤولية انقاذ اليمن»، في الوقت الذي ما زال فيه نظامه الفاسد المستبد، الذي خرج الشعب عن بكرة أبيه لإسقاطه، مشاركاً في هذه الحكومة بنصف حقائبها.

وبنرجسية غريبة لا ندري إلى أين يريد هذا المنتقد أن توصله، يقول: «الحكومة من جانبها تشكو وتعلن تذمرها مما يجري ومما آلت إليه الأوضاع، وكأنها ليست المعنية بإنقاذ اليمن من التدهور والتردي اللذين كان يقال انها مصابة بهما قبل أحداث ما سُمّي بالربيع العربي عام 2011».

ويضيف: «وأصبح العجز الكامل صفة ملازمة لها منذ تشكيلها، لعدم قدرتها على اتخاذ أي إجراء يردع أو يمنع أو يحد».

ثم إنه لا يخجل أن يقول: «...بينما القوى السياسية سواء المشاركة في الحكومة، أو التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني، تبدو غير مكترثة بما يجري في البلاد، وكأنها تريد الاستفادة من الربح وتتجنب الخسارة، غير مدركة بأن مشاركتها في الحكم تفرض عليها العمل بفاعلية لانتشال اليمن من الوضع الذي يعاني منه»، وهو واحد من أقطاب النظام السابق والمشارك حالياً في الحكم بما نسبته %50.

وإمعاناً في نرجسيته يطالب ما سماها القوى السياسية المشاركة في الحكومة أو التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني بتحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في التعاون مع الدولة لمعالجة كل القضايا وتجاوز الإشكالات والأزمات.

وينسى في الوقت ذاته أنه كان وما زال أحد اقطاب القوة التي كانت متسلطة على رقاب الناس قبل الثورة الشعبية الشبابية السلمية وما زالت مشاركة حالياً بواقع نصف السلطة.

ورغم إقراره أن البلد تعاني وتدفع أثماناً باهظة وغالية من حياة أبنائها لمواجهة خطر الإرهاب، إلا أنه لم يشـر، لا من قريب ولا من بعيد، إلى من أوجد هذا الخطر الإرهابي في البلد ومن غذاه ورباه ورعاه وموله وأنشأ له جامعة يتخرج منها عتاة الإرهابيين وغلاة التكفيريين.

على هذا الشخص، الذي ظل يعمل كمسؤول أول عن معنويات الجيش لأكثر من 37 عاماً, ومن هم على شاكلته أن يستحوا وأن لا يحاولوا أن يظهروا من خلال كتابات مثل هذه بأنهم أنقياء ويحاولون كذلك إيهام الآخرين من خلال ما يكتبونه بأنهم أصحاب صفحات بيضاء يهتمون بالوطن وأبنائه، بينما صفحاتهم ملطخة بكل أنواع الإجرام والانتهاكات في حق الوطن والشعب اليمني، وعليهم أن يدركوا أنه كان لهم اليد الطولى والنصيب الأكبر في خراب وطن يطالبون اليوم بإنقاذه.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 1350 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة