ليس إلا عدواناً غاشماً

الخميس, 02 نيسان/أبريل 2015 17:37 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

.. وهل أوباما ونتنياهو من أمة محمد؟!

غرور العظمة يعد أول أسباب سقوط أصحابه.. والمتابع لما يورده آل سعود ومن تحالف معهم من حجج ومبررات شن الحرب العدوانية على اليمن يجدها غير مقنعة ولا ترقى إلى مستوى الحدث الجريمة.

فمبرر شرعية عبدربه منصور هادي، يعلم آل سعود قبل غيرهم، أن هذه الشرعية المزعومة والمرتكزة أساساً على المبادرة الخليجية التي حرص آل سعود وبقية دول الخليج والدول الأخرى الداعمة لها أن تكون مزمنة، وبناء عليه يتضح أن الفترة الزمنية التي منحتها المبادرة لهادي قد انقضت.. أضف إلى ذلك أن عبدربه هادي سبق أن قدم استقالته بعد عجزه عن مداراة ومراضاة بعض أطراف العملية السياسية في البلاد وعلى رأسهم حزب الإصلاح، وخصوصاً جناحه العسكري ممثلاً بالجنرال الهارب علي محسن الأحمر، وهي المداراة والمراضاة التي كانت السبب في تعطيل تنفيذ النقاط الـ21 والـ11 التي أقرها مؤتمر الحوار إضافة إلى تلكؤ هادي في اتخاذ أية قرارات حازمة وحاسمة تساعده على المضي في تنفيذ مخرجات ومقررات مؤتمر الحوار بما في ذلك عدم اتخاذ أية إجراءات في طريق حل قضيتي الجنوب وصعدة، وهما القضيتان اللتان تعمدت بعض الأطراف السياسية عرقلة بدء السير في اتجاه حلهما بطرق شتى.

وبعد أن استدعى هادي الدول والجيوش لتدمير الوطن وأبنائه ما الذي بقي له من شرعية؟!.

لذلك فإن مبرر الشرعية غير منطقي ولا يخول أو يجيز لآل سعود شن هذه الحرب العدوانية الهمجية والظالمة على اليمن وأبنائها.

أما المبرر الآخر لشن هذه الحرب العدوانية والمتمثل بأمن الخليج وتمدد النفوذ الايراني فمردود عليه، خصوصاً وأن الدراسات والبحوث الاستراتيجية للعديد من المراكز والمعاهد البحثية تُعِدُ اليمن الخط الأمامي للدفاع عن الخليج ودوله وشعبه، وما التخوف من النفوذ الايراني إلا حجة واهية لا ترقى إلى مستوى التخوف، كون موقع الجمهورية الإسلامية الايرانية يجعلها أقرب إلى النيل من أمن الخليج فيما لو كان لإيران مطامع فيه.. وأقرب دليل على ذلك ما علق به عبدالباري عطوان في مداخلة له لقناة الميادين مطلع الأسبوع، حيث قال ما معناه (لو أرادت ايران المساس بأمن الخليج لأرسلت قوارب صغيرة لتدمير محطات تحلية المياه التي تزود دول الخليج بمياه الشرب ولمات إثر ذلك الخليجيون عطشاً).

وما يحز في النفس أن ينبري البعض من المحسوبين على حزب الإصلاح للترويج للحرب العدوانية لتدمير وطنهم وشعبهم، وذلك من خلال ترديد حديث منسوب للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»، في محاولة لإقناع اليمنيين بأن هذا العدوان مبرر وشرعي ما دام وقد اجتمعت الأمة لتنفيذه.

وهنا نقول لهؤلاء الذين يسوقون هذا النوع من التبريرات، وهو دأبهم الدائم في توظيف وتأويل الآيات والأحاديث والنصوص لخدمة أهدافهم وأطماعهم السياسية والشخصية، نقول يا هؤلاء ليس من تحالفوا مع آل سعود للعدوان على اليمن هم كل الأمة.. ونسألهم أيضاً: أليس اوباما ونتنياهو بما يمثلانه مشاركين في هذا التحالف؟!، فمتى كان أوباما من أمة محمد؟!، ومتى كان نتنياهو من أمة محمد؟! ألم يبارك الأول هذا العدوان ويدعمه (لوجستياً) حسبما أعلن؟!. ألم يبارك الثاني هذا العدوان ويدعمه حسبما تردد في بعض وسائل الإعلام على لسان سياسيين ومحللين وباحثين بأن الكيان الصهيوني يدعم هذا العدوان ويساهم فيه من خلال فتح قمر صناعي عسكري، وأن هناك بعض الطيارين الصهاينة انضموا أيضاً إلى آل سعود للقيام بمهمات إغارة بالطائرات السعودية على اليمن وشعبه؟!.

حسبنا الله ونعم الوكيل.. ألا تستحوا يا هؤلاء من إيراد مثل هذه المبررات والتدليس على البسطاء لثنيهم عن القيام بواجبهم الوطني المقدس والشرعي في الدفاع عن أنفسهم وكرامتهم وعزتهم ووطنهم.

إننا كيمنيين لا نرى في عدوان آل سعود ومن (تحالف) معهم -وأضع ألف خط وخط تحت كلمت (تحالف) -الذين جزء منهم ليسوا إلا قادة دول ليس لهم قرارهم المستقل، والجزء الآخر ليسوا إلا مرتزقة استغلوا نفوذهم ومناصبهم ودفعوا بجزء من جيوش بلدانهم -وهي جيوش وطنية بلا شك- في حرب لا ناقة لبلدانهم وشعوبهم فيها ولا جمل، ليخوضوا حرباً مدفوعة الثمن، حيث جعلهم حكامهم كمرتزقة لا أكثر، رغم أن هؤلاء الجنود والضباط هم أنقى وأزكى من أن يكونوا كذلك.

إن العدوان الذي يشنه آل سعود ضد اليمن واليمنيين يا هؤلاء ليس له ما يبرره ولا شرعية له، ويأتي في سياق إرضاء غرور العظمة الذي يسيطر على كهول وغلمان آل سعود الذين يريدون مواصلة ما مارسه أسلافهم من وصاية وهيمنة على اليمن واليمنيين، وتخريب كل إنجاز يحققونه وتقويضه بواسطة عملاء داخليين يتم تمويلهم بأموال شعب نجد والحجاز الذين يحرمون من خيرات ومقدرات بلدهم، وتستحوذ عليها قلة نسبت وطناً وشعباً إليها دون حياء أو خجل.

ما يقوم به آل سعود وما دأبوا على القيام به من سياسات ضد اليمن واليمنيين ليس إلا عدواناً غاشماً لا غير، وذلك بعد محاولة اليمنيين الاستقلال بإرادتهم وقرارهم وعدم الرضوخ لوصاية وإرادة آل سعود الذين ما فتئوا يمارسون القهر والإهانة ضده غير آبهين بعزته وكرامته وهو العزيز الكريم الذي يأبى الضيم، ولن يسكت أو يهادن في مواجهة من يريد النيل من عزته وكرامته وإذلاله وبلا شك أنهم سيواجهون هذا العدوان المتغطرس الذي يحاول تثبيت واستمرار وصاية آل سعود عليهم.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

قراءة 3739 مرات

1 تعليق

  • تعليق جمیل السبت, 04 نيسان/أبريل 2015 17:27 أرفق جمیل

    بسم الله الرحمن الرحیم
    کل من یشاهد مشهد الغارات السعودیة علی یمن المضطهدة یری بعین الباکیة لماذا سعودیون قبال دول العربیة و اسلامیة یتصرفون کذئاب حریصة علی الصید و عندما یواجهون امام اسرائیل و امیرکان هم یتصرفون کالنمر الورقیة تهزها ریح خفیفة
    اذا سعودیون لدیهم شجاعة و لدیهم "عاصفة" بانواعها یطلقون طلقة واحدة فقط طلقة واحدة الی تل ابیب .
    لکن انا متاکد مئة بالمئة لن یتجرئوا ان یعلوا صوتهم علی اسرائیل و امیرکان و دول الغربیة الاخری
    هم مغرورین بالدولاراتهم النفطیة و یفکرون بان الدولار یجرهم القدرة لکن هیهات هیهات من هذه التفکرات السخیفة
    انا کایرانی اعتقد بامة الاسلامیة لکن هم علی طول زمان یهتفون بامة العربیة و هذا اختلافنا

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة