أخـــر الأخبــــار

 

في السجن يصادرون القرآن ويمنعون قراءته وتجويده "8"

الجمعة, 14 نيسان/أبريل 2017 20:43 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 في النصف الثاني من عام 1984، شملت الاعتقالات أيضا قيادات حزبية ناصرية، فبعد مطاردات وتعقب تم اعتقال القيادي الناصري عبد الحاج عبدالله قاسم الشرعبي "طارق" رحمه الله، في إحدى المنازل المستأجرة الخاصة بالتنظيم بمنطقة حوض الأشراف، وتم اقتياده إلى السجن برفقة الكادر الناصري مهيوب قائد العديني، - والذي كان يقوم بإدارة المنزل وتنفيذ أعمال الطباعة الخاصة بقيادة التنظيم - وفي حين تم إيداع القيادي الناصري "طارق" في زنزانة إنفرادية في معتقل الفرن تم إيداع العديني معنا في معتقل "النيابة" الغرفة العلوية والتي كانت مكتضة بعدد كبير من السجناء الاشتراكين ومعظمهم من أبناء شرعب وماوية والحشاء وصبر ومقبنة، والشمايتين ، وفي مساء نفس اليوم فتح باب غرفة السجن وتم إدخال شخصية ببدلة نظيفة وشعر مصفف ولآن الغرفة لم تعد تتسع لسجناء جدد تم إفساح مجال للقادم الجديد خلف باب الغرفة المغلق بإحكام إلى جانب أخر سجين دخل الغرفة "العديني" وبعد لحظات صمت سادت بين السجناء كما هي العادة مع قدوم كل زائر جديد حتى يتم التعرف على هويته فربما يكون مزروعاً من قبل إدارة السجن لمعرفة أسرار بعض السجناء التي يرفضون الإفصاح عنها في غرف التحقيق وجلسات التعذيب المتكررة والقاسية، ولحسن حظنا فقد كان القادم علينا هو عبدالله محمد صالح المقطري، أحد القيادات الناصرية، وتم اعتقاله عند باب المنزل الذي اعتقل فيه "طارق" والعديني، حيث كان المقطري قادماً من صنعاء للالتقاء بهما في نفس المنزل، وفي نفس اليوم الذي تم اعتقالهما فيه حيث كان المنزل قد وضع تحت المراقبة لمعرفة واعتقال من يترددون عليه ويقصدونه ولذلك وقع المقطري في المصيدة.

ولفترة ظل المقطري في مكانه خلف باب الغرفة، وكما هي عادة السجانين لمضايقة السجناء السياسيين قاموا بإدخال أحد المجانين إلى الغرفة التي كنا نحتجز فيها وفي إحدى الليالي أصيب المجنون بحالة إسهال شديد ففعلها على ثيابه وبعد ترجي للحراسة تم فتح باب الغرفة وسحب المجنون إلى الحمام وتنظيفه وتغيير ملابسه بملابس قدمها بعض السجناء وأعيد مرة أخرى إلى الغرفة، ولكنه فعلها مرة ثانية وثالثة فقمت بسحب الرفيق عبد الله المقطري إلى مؤخرة الغرفة وتقاسمت معه فراشي ومرقدي، إذ كنت أقدم سجين ممن تبقوا في تلك الغرفة، وللاستفادة من إمكانيات الرفيق مهيوب العديني إذ كان حافظا ومجوّداً للقرآن الكريم والثقافة الدينية العالية للرفيق المقطري، وكان من خريجي جامعة الكويت قررنا شراء مصحف تفسير الجلالين ونسخة من كتاب التجويد بطريقة سرية بالتعاون مع بعض الحراس الذين كانوا يبدون تعاونهم ونظمنا حلقة قراءة وتجويد ما بين صلاة المغرب والعشاء كل ليلة وبعد فترة وجيزة تم تبديل الحراسة بأخرى لاتبدي تعاطفاً مع السجناء فسمعونا ذات ليلة ونحن نقرأ القرآن ونجوّده فقاموا بمداهمة الغرفة ومصادرة المصحف وكتاب التجويد ولم نفلح باستعادتهما رغم المحاولات المتكررة.

 ومن السجناء الناصرين كان هناك السجين عبد الوكيل القرشي الذي كنت وإياه نتقاسم أعواد المشنقة في معظم ليالي التعذيب ولا أعرف أين صار مصيره بعد الخروج من المعتقل إذ أطلق سراحه قبل إطلاق سراحي بفترة طويلة.

 

# من مذكرات معتقل سياسي في سجون الأمن الوطني بتعز.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1720 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة