مفهوم الطبقة الاجتماعية في التراث الماركسي

الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2014 19:16
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

يعرّف التراث الماركسي مفهوم الطبقة انطلاقا من موقع العناصر الاجتماعية في نظام الانتاج ، والذي يرى بالتالي ان ثمة عددا من الطبقات بقدر ما هنالك من نماذج اساسية للمواقع . وبالرغم من البساطة الظاهرية للتعريف الماركسي فان صعوبات خطيرة تبرز حالما نضعه موضع التطبيق .

اذا حددنا المواقع في نظام الانتاج انطلاقا من " علاقات الانتاج " فإننا نميز بسهولة في مجتمعات القرن التاسع عشر طبقة من الرأسماليين وطبقة من البروليتاريين أو في المجتمعات الاقطاعية طبقة من الملاك العقاريين وطبقة المزارعين  " الفلاحين " إلا ان موقع بقية العناصر الاجتماعية في نظام التصنيف هذا يكون غير واضح. ولما كان ماركس واعيا لهذه الصعوبات فقد اوصى ضمنا ان عدد الطبقات الذي يمكننا تمييزه بشكل مفيد يتوقف على المشكلة التي نطرحها على انفسنا. لذلك فهو يميز بين ثلاث طبقات في كتاب رأس المال.. وطبقتين في البيان الشيوعي ، وسبع طبقات في كتاب الصراعات الطبقية في فرنسا. ففي كتاب راس المال ،وهو مؤلف اقتصادي لم يكن يستطيع إلا ان يأخذ في الحسبان التمييز بين النماذج الاصلية الثلاثة للعناصر التي يمّيز بينها الاقتصاد الكلاسيكي تبعا لطبيعة المداخيل التي تملكها هذه العناصر : الريع العقاري بالنسبة للملاك العقاريين والأرباح بالنسبة للمقاولين الرأسماليين والأجر بالنسبة " للشغيلة " ، هذه التمييزات تفرض نفسها مع الاقتصاد الكلاسيكي في مواجهة تصنيفات اخرى مثل التصنيف المستوحى من النزعة الفيزيوقراطية لدى تورغو ( طبقة المزارعين الطبقة " المنتجة " طبقة " الحرفيين " او الطبقة "المأجورة " وطبقة " الملاك " او الطبقة " الجاهزة " اي الجاهزة لتحمل مهام الخدمة العامة) . اما في البيان الشيوعي وهو مؤلف في النظرية السياسية فان الصورة المستعملة من قبل ماركس تتميز بالثنائية .  والسبب في ذلك بسيط .  كان ماركس يطمح للبرهنة على ان صراع الطبقات هو محرك التاريخ. وبتعبير أخر ان التغيّر الاجتماعي هو نتاج التناقض بين الطبقات.  وفي كتاب صراع الطبقات وهو مؤلف تاريخي. كان المقصود وصف وضع ملموس في تعقده.  ولهذا السبب كانت الطبقات التي ميزها ماركس أكثر عددا .

 في الواقع ان ما نسميه احيانا المفهوم الماركسي للطبقات لا يتعلق بنظرية محددة تماما ولكن بمجموعة من النظريات يجمع بينها مبدأ صراع الطبقات ، ولكنها تختلف الواحدة عن الاخرى فيما يتعلق بمعايير التمييز بين الطبقات وبعدد الطبقات الواجب اعتماده. إن بعض الماركسيين الجدد فقط يقدمون توزيع المنافع مثل السلطة والدخل والمكانة الاجتماعية على انها ثنائية ، بالضرورة ، تضع طبقة تسمى " مهيمنة " بمواجهة طبقة يقال انها "مهيمن عليها".

قراءة 3532 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة