الصراعات الفلكلورية ومزيداً من الفوات التاريخي

الإثنين, 22 أيلول/سبتمبر 2014 23:46
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بالسقوط الدراماتيكي للعاصمة يوم أمس وانتهاء بالوصول إلى تسوية سياسية "هشة" بين مختلف الأطراف والقوى السياسية يكون الحوثي قد حقق هدفه السياسي المتمثل في إعادة تشكيل خارطة مراكز القوى والنفوذ وذلك بإقصاء الجناح العسكري للإصلاح الذي يقوده علي محسن الذي سيغدو معه حزب الإصلاح خارجا من لعبة التوازنات والتأثير السياسي الفاعل لصالح حضور المتغير الجديد المتمثل في "أنصار الله"، الذي لن يتوانى في لعب الدور الذي كان يلعبه علي محسن، ولهذا سيرفض سحب مسلحيه من صنعاء والمناطق المحيطة بها، ناهيك عن سحب مسلحيه من عمران والجوف، لضرورة حيوية تقتضيتها قواعد اللعبة الجديدة ..

إن التسوية السياسية التي تم التوقيع عليها البارحة تؤكد على حقيقة ما ذهبنا إليه في وقت مبكر من أن الصراع الدائر هو صراع نفوذ, وتصفية حسابات ثأرية اتخذ الطابع الطائفي بهدف خلق توازنات جديدة يراد للبلد أن تبقى أسيرة لها.. وهو ما يؤكد صحة المقولة التي تقول: "إذا اختلفت الطوائف علينا أن نقلق وإذا اتفقت علينا أن نقلق أيضاً..!" فالصراعات الطائفية لا تنتج إلا الطائفية, سواءً عندما تتقاتل أو تتصالح (...), فبعد كل تقاتل بينها كأطراف متحاربة تأتي بتسوية لا تعكس في الجوهر سوى موازين القوى الطائفية التي كرسها التقاتل, أي أنها لم تكن تلغي الغلبة الطائفية والقهر الطائفي,,, ويبقى الخاسر الوحيد من كل هذه الصراعات الفلكلورية هو المشروع الوطني وقوى المدنية المتطلعة إلى بناء الدولة الضامنة, دولة المواطنة, لأنها تهدر الشيء الكثير من زمنها ومستقبلها في طريق تحقيق الحلم المشروع.

قراءة 1833 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة