لم أعد منغلقا ونجوت من الموت مرتين

السبت, 11 شباط/فبراير 2017 20:56 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

انتظرت هذه اللحظة التاريخية بشغف وحماس غير عادي كي أثور ضد علي عبدالله صالح ونظامه الدكتاتوري الفاسد ففي 8 فبراير كنت في طريقي إلى الجامعة وأثناء مروري أمام مكتب محافظة تعز شاهدت وقفه لشباب نحو التغيير (ارحل) خرجوا لتأييد الثورة المصرية ويهتفون: يا يمن ثوري ثوري ضد الحكم الدكتاتوري.

 ومن شدة الحماس أوقفت الباص ونزلت أشارك وتغيبت عن الجامعة وفي ليلة الحادي عشر كنت منهمكا فوق ملازمي وفجأة سمعت أصوات الشباب في شارع جمال يباركون نجاح الثورة المصرية ويطالبون بإسقاط النظام فتركت ملازمي ولحقت بهم وانطلقنا في مسيرة إلى مكتب المحافظة وجلست معهم إلى الساعة الثانية عشرة ليلا ثم عدت إلى البيت.

 وفي صباح اليوم الثاني كنت في طريقي إلى الجامعة أيضا وصادفت الشباب الذين بقوا أمام مكتب المحافظة عائدين بمسيرة إلى شارع جمال وعدت معهم لأشارك بالمسيرة. ثم انتقلنا إلى ساحة الحرية.

 كنا آنذاك لا نعرف بعض ولم يكن هناك ترتيب مسبق لكن الهدف الثوري الذي خرجنا من اجله جعل منا أكثر من أخوه نتقاسم أكياس الماء والبسكويت والكعك وكل شيء وبعد نصب الخيام في الأسبوع الأول كنت اذهب إلى الساحة دون أن تعرف أمي لأنها كانت تترجاني وهي تبكي بعدم الذهاب إلى الساحة خوفا على سلامتي من قمع المظاهرات واعتقال المتظاهرين.

 ففي الصباح أتعذر بالذهاب الى الجامعة و بعد الظهر باني سأخرج لمذاكرة دروسي مع أصحابي وكنت كلما اسمع صوت الطقم اهرب بسرعة.

 قبل انطلاق شرارة الثورة كنت منغلق ولا اعرف احد في المدينة واقضي وقتي بين الجامعة والبيت، بعدها بدأت أعرف الناس وغادرت محيطي المنغلق وتوسعت علاقاتي الاجتماعية وشعرت بمعنى الحرية وان حلمي تحول إلى حقيقة وكنت أوافي أصحاب القرية بالأخبار فقد كانوا يتواصلون معي بعد أن شاهدوني بالتلفزيون وأصبح لي شأن عندهم.

انخرطت في لجان التنظيم عند المنصة وفي بعض الحركات الثورية التي شكلت في الساحة وبعد أن تعرضنا للمضايقات من بعض الأشخاص المنخرطين في لجان التنظيم، انسحبت من لجنة النظام وبقيت مداوما في الساحة بشكل يومي ومشاركا في كل المسيرات التي كان يقودها الثائر محمد صبر قائد مسيرة الحياة.

 استنشقت جميع الغازات والسموم التي كانت تطلقها علينا قوات علي صالح وبلاطجته ونجوت من الموت مرتين الأولى في مسيرة الاثنين الدامي بتاريخ 4/4 والثاني في المسيرة التي انطلقت إلى سوفتيل لكن هذا كله لم يشفع لنا عند المزايدين ومن أرادوا حرف مسار الثورة ومن تاجروا بمعاناة بالجرحى والشهداء واتهمونا بالمندسين ورغم ذالك لن نيأس او نستكين لازلنا ماضون في درب الثوار ومتمسكين بثورتنا حتى تحقيق اهدافها كاملة.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1859 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 شباط/فبراير 2017 19:16

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة