مُحمَّد طربوش مُناضلاً لا تفارقُه الابتسامة

الأربعاء, 05 نيسان/أبريل 2017 19:10 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الفقيدُ العميدُ المُناضلُ مُحمَّد طربوش سلام حزام الشرجبي، المولود عام 1945م بدارِ النقبِ بشرفِ شرجب مُديريةِ الشمايتين، مُحافظة تعز من أسرةٍ فلاحيةٍ ميسورة،ٍ أمَّا الميلادُ الحزبي السياسي والنضالي كما عرفتُ منه وبعض رفاقه فكان في بدايةِ الستينياتِ منَ القرنِ الماضي عندما التحق  بحزبِ البعثِ العربي الاشتراكي في شمالِ اليمن، وهو أيضاً واحدٌ منْ مُناضلي ثورةِ 26 سبتمبر62 م ومنِ المُدافعينَ عنِ النظامِ الجمهوري وفكِّ الحصارِ عنِ العاصمةِ صنعاء أثناءَ حصارِ السبعينَ يوماً من قبلُ القوى المُضادةِ لثورةِ 26 سبتمبر62 م.

- لعب دوراً فاعلاً ونشطاً من خلالِ موقعِه القيادي في معهدٍ للتدريبِ في تعز في رفدِ جبهاتِ القتالِ بالمُتطوعينَ، كما أسهم في تخريجِ دفعاتٍ منَ المُجندينَ لتشكيلِ الجيشِ الوطني التي مثلتْ الوحداتُ العسكريةُ الجديدةُ نواتَه الأولى التي لعبتْ - إلى جانبِ الحرسِ الوطني والمُقاومةِ الشعبية - دوراًوطنياً عظيماً بقياداتها العسكريةِ الشَّابةِ في الدفاعِ عنِ الثورةِ والنظامِ الجمهوري ،وقدمتِ التضحياتِ في سبيلِ صدِّ ودحرِ وهزيمةِ التدخلِ وفلولِ الملكيةِ والمُرتزقةِ الأجانب.

- لعب الفقيدُ مُحمَّد دوراً فعَّالاً في عمليةُ التحوُّلِ السّياسي والتنظيمي والفكري اليساري داخلَ حزبِ البعثِ في الشمالِ وفكّ الارتباطِ بالقيادةِ القوميةِ المركزية من خلالِ موقعِه القيادي، وقيام حزبِ الطليعةِ الشعبيةِ اليمني.

- أسهم في وحدةِ فصائلِ اليسارِ في شمالِ اليمن كعضوٍ قياديٍّ في حزبِ الطليعةِ الشعبيةِ، وتكوّن حزبُ الوحدةِ الشعبيةِ اليمني الذي تشكل منَ الحزبِ الديمقراطي الثوري اليمني، وحزبِ الطليعةِ الشعبيةِ، واتحادِ الشعبِ، وحزبِ العمل، ومُنظمةِ المُقاومينَ الثوريينَ اليمنيينَ، وفي ميلادِ الحزبِ الاشتراكي اليمني المُوحَّد في أكتوبر78م.الذي أُنتخب عضواً في لجنتِه المركزية.

- لعب دورَه من خلالِ موقعِه كقائدٍ سياسيٍّ وتنظيمي وعسكري في الجبهةِ الوطنيةِ من أجلِ استعادةِ الوجهِ الحقيقي لأهدافِ ثورة26 سبتمبر62 م وللنظامِ الجمهوري، ناضل في مُختلفِ المواقعِ ضدَّ قوى التخلفِ ولصُوصِ الثورةِ ومراكزِ الفسادِ والاستبدادِ والمظالمِ والاقصاءِ والطائفيةِ حتى آخرَ يومٍ في حياته، كان يحلمُ بوطنٍ تسودُ بينَ مُواطنيه الرحمةُ والتسامحُ والتصالحُ والمحبةُ والتكافلُ والعدالةُ الاجتماعيةُ ودولةُ القانونِ لكلِّ مُواطنيها.

- معرفتي الشخصيةُ بالفقيدِ المُناضلِ مُحمَّد طربوش - الذي لم تفارقْه الابتسامةُ - كانتْ بداياتها الأولى في مُنتصفِ سبعينياتِ القرنِ الماضي بعدَ اعتقاله وعدداً منَ المُناضلينَ من قبلِ النظامِ في صنعاء  ونزوحه الى عدن نتيجةَ المُلاحقاتِ والمُضايقاتِ التي تعرّض لها معَ عددٍ من رفاقِه، قُتل بعضُهم واختفى ٱخرونَ حتى اللحظةِ، أبرزُهم سُلطان أمين القرشي، وعبد الوارث عبد الكريم، وعلي مثنى جبران، وعلي خان، وعبد العزيز عون، وغيرهم، وتطورتِ العلاقةُ معَ تطورِ العملِ المُشتركُ بينَ فصائلِ العملِ الوطني في الشمالِ والتنظيمِ السياسيّ المُوحّد، الجبهة القومية، في الجنوبِ وتشكيلِ القيادة السياسيةِ المُشتركة الذي كنتُ  مُقرراً وسكرتيراً لها حتى تمّ توحيدُ فصائلِ اليسارِ في شمالِ الوطنِ  معَ التنظيمِ السياسيّ وقيامِ حزبِ الوحدةِ الشعبية عام 1979 م كفرعٍ للحزبِ الاشتراكي اليمني المُوحّد، كما عرفته أكثرَ عندما كُلفتُ من قبلِ المكتبِ السياسي بالإشرافِ الحزبيّ والسياسي على مُحافظتي تعز وإب، كان المكتبُ السياسيُّ حينها  كلف المرحومَ الفقيدَ منصور عثمان الصّراري تحمّلَ مسؤوليةِ  السكرتيرِ الأول لمُنظمةِ الحزبِ  في تعز، ومن خلالِ العملِ المُشتركِ كان مُحمَّد طربوش -الذي أُوكلتْ له العديدُ منَ المهام - مثالاً للمُناضلِ  المُثابرِ الصّلبِ والقائدِ الميداني يحظى بعلاقاتٍ واسعةٍ معَ العديدِ منَ الأطرافِ السياسيةِ والاجتماعيةِ،  لقد ظلّ يناضلُ ويكافحُ  طوالَ حياته من أجلِ تحقيقِ مشروعِ حزبه  الاشتراكي  اليمني  في الحريةِ والكرامةِ والمُواطنةِ المُتساويةِ والعدالةِ الاجتماعيةِ ودولةِ القانونِ المدنيةِ الديمقراطيةِ العادلةِ لكلّ اليمنيينَ، عانى وتحمَّل الكثيرَ، أُعتقل وفُصِل منَ العمل، تعرض للمُلاحقةِ وتشرد لكنه ظلّ صامداً  أمامَ ما حدث وحلّ باليمنِ واليمنيينَ منذُ أغسطس 1968 م   مُروراً بكلّ الأزماتِ والحروبِ المُتتاليةِ، أبرزُها كارثةُ حربِ صيف 94 م وما تركته من نتائجَ وآثارٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وتدميرٍ للقيمِ والوحدةِ الوطنيةِ، لكنه لم يكنْ يتوقعُ  أن يرى ما يحدثُ اليومَ في وطنِه من قتلٍ ودمارٍ وخرابٍ وتشرُّدٍ ومآسٍ وكوارثَ وضغائنَ وأحقادٍ وتشظي في النسيجِ الوطني والاجتماعي  ستبقى آثارُها ونتائجها قروناً طويلةً ،وسيظلُّ اليمنيونَ يئنونَ منها أجيالاً مُتعاقبةً، لم يستطعِ المْناضلُ مُحمَّد تحمّلَ الصَّدماتِ المُتلاحقةِ المُستمرّةِ رغمَ صلابته، فرحل مقهوراً مكلوماً،  فكان فراقُه خسارةً لأسرتِه ولرفاقه ولحزبه ولوطنِه  بتاريخ 8 مارس 2017 م  في مدينةِ عدنِ الباسلةِ. عزاؤنا لأسرته ورفاقِه وكلّ مُحبيه، ورحمة الله تغشاه ..إنا لله وإنا إليه راجعون.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1675 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 05 نيسان/أبريل 2017 19:23

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة