اغتصاب الدولة

الأحد, 02 تشرين2/نوفمبر 2014 19:37
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في خطاب رئيس الجمهورية الأخير بدا الرجل مثقلا بالكثير من الخيبات التي يتحمل هو الجزء الأكبر من أسباب تجلياتها في واقع البلد المختطف من قبل مليشيا مسلحة تدفعه توسعاتها وفتوحاتها نحو هاوية بلا قرار .الرئيس الذي تخلى عن أبرز ما يميز الدولة بكونها من يمتلك حق احتكار أدوات القوة والسماح لمليشيات بامتلاك هذه الأدوات واغتصاب دو الدولة واقتحام مؤسساتها ونهب معسكراتها والتوسع في مناطق ذات حساسية مذهبية  تحت يافطة محاربة الإرهاب .

وفرض واقع جعلتنا  نشعر وتحديدا أزا منصب الرئيس  أننا أمام مقعد شاغر. قبل ان يتنبه في خطابه ويوجه سهام النقد للحوثين عبر اتهامهم  باحتلال المدن واغتصاب دور الجيش بالحرب على القاعدة .

ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الرئيس سلفه صالح والحوثيون بتقويض العملية السياسية .لكن المشكلة في الرجل انه يتكلم دون ان يتبع كلامه بتصرفات على الأرض توحي بثقة ما قد يعيد المواطن النظر فيها بعد أن فقدها بسلسلة احداث كارثية أشدها وقعا وفداحة سقوط العاصمة صنعاء في ايدي مليشيا الحوثي .وعلى العكس من ذلك كلما تكلم الرجل أو تحرك وزير دفاعه الي منطقة من المناطق يحدث ان تسقط تلك المناطق وبالأصح تسلم لمليشيا الحوثي (اللجان الشعبية) حتى صار بحكم اليقين أن ما يقوله رئيس الجمهورية ووزير دفاعة جزء من دور مرسوم يلعب دور المخدر قبل كل عملية تسليم تتم لمحافظات ومناطق جديدة وهو بذلك يمنع رد الفعل الشعبي من التنظيم وخلق حالة ممانعة شعبية ضد التوسع المليشاوي وابتلاع البلد  والاستسلام لحالة الخدر التي تحدثها خطاباته .

للعبة خيوط كثيرة مركزها عواصم دولية وإقليمية لعل هذا الأمر أصبح حقيقة ولا يحتاج لبراهين ولكن من الذي يتحكم بخيوط اللعبة في الداخل وهل ما يحدث من سقوط للمدن في ايدي مليشيا الحوثي هو تسليم أم توريط معا انهما ورقتان قد تستخدمان من قبل أي قوة منظمة مازال لديها الحد الأدنى من التماسك والقدرة على الحركة المنظمة حيث تتحول في الأولى شريك وفي الثانية بديل وباعتقادي ان هناك ثلاث قوى ما زلت قادرة على لعب ذلك الدور وإن بنسب مختلفة وتتمثل الأولى  بالرئيس السابق الذي ترتفع حظوظه كلما ذهبت البلد نحو المزيد من الفوضى والتشظي  .

والقوى الثانية تجمع الإصلاح الذي نجح في تفادي الضربة وإنزالها بوجه الدولة حد تعبير الرفيق مطيع وهو بتفاديه للضربة استطاع ان يحافظ على بنيته التنظيمية ونواته الصلبة التي تتيح له القيام بأكثر من دور مستقبلي أقلها شريك في بنية أي سلطة قادمة وهو مستعد للذهاب في تنازلات كبيرة من أجل ذلك .

ويبقى المخدر الرئيس في العملية الدائرة برمتها مؤسسة الرئاسة كقوى قادرة على قلب الطاولة على الجميع رغم كل ما حدث وكل تعقيدات المشهد لأنها باختصار في قلب العملية من بدايتها والمؤسسة الوحيدة التي مازال رأسها المتمثل في رئيس الجمهورية يمتلك الشرعية وان كانت هناك محاولة جادة لإسقاطها وإهانة منصب رئيس الجمهورية بالإضافة الي الدعم الإقليمي والدولي  الذي يحظى به الرجل  الي اللعب على ورقة الحراك الجنوبي والذي عمل جاهدا على تمزيقه بحيث اصبح هو بما يمتلكه من أدوات سلطة اللاعب الأهم في الجنوب  .

القوى الثلاث السابقة لديها من الحظوظ الكثير بمقدار ما تستطيع ان تنتجه من تحالفات  وتمثيل مصالح اقليمية ودولية  بعيدة عن مصالح الشعب الحقيقية  والتي بدأت من بعيد بالتلويح بورقة الطائفية  كسيناريو جاهز يمكن استدعاءه على وقع التوسع الحوثي الذي يعمل بمثابة المحفز له  ومن يعتقد بعدم واقعية الطائفية في اليمن  متى كانت العراق او سوريا طائفية  في يوما ما .فكيف الحال  بدولة تغتصب من قبل مليشيا قادمة من جغرافيا معينة وتعرف نفسها طائفيا .من كل ما سبق ويمكن تحققه  تبقى اليمن وثورتها الشعبية السلمية الخاسر الأكبر والبعيدة عن أي تحقق في انتظار حركة شعبية جديدة تنتصر لها..

قراءة 1985 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة