في رد هادي

الخميس, 13 تشرين2/نوفمبر 2014 18:38
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد تلقيه للكثير من ضربات خصومه ربما استطاع هادي بمساعدة حلفائه الاقليميين والدوليين وفي اقل من اسبوع من توجيه ضربتين خاطفتين لأبرز خصومة الأولى كالها لجمعية حكماء الحوثي والتي كان للحليف السعودي دورا واضحا في إفشالها عبر نفوذه القبلي والمشيخي واختراقه لأهم واجهات قبيلتي بكيل وحاشد ومنعها من حضور مؤتمر الحوثي .فالاجتماع الذي كان مقررا الخميس تم تأجيله للجمعة بغية اقناع الأطراف التي اعتذرت بالمشاركة في المؤتمر وهذا مالم يتحقق مما حدا بالحوثيين ان يعقدوا اجتماع حكمائهم بمن حضر من اتابعهم و مخلصيهم .والخروج  ببيان هزيل حول التأكيد على سرعة تشكيل الحكومة وتنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة فيما كان الغرض الرئيس تشكيل مجلس حكماء يتولى ادارة شؤون البلد و بتعين حكومة جديدة .قبل ان تقطع السعودية الطريق على انقلاب كان في طريقه للتنفيذ عبر ممارسة ضغوطها المباشرة على اتباعها من مشايخ القبيلتين .والضربة الثانية  أنزلها بسلفه صالح و ابوعلي الحاكم قائد معركة عمران وعبدالخالق الحوثي الشقيق الأصغر لزعيم الجماعة وقائد معركة سقوط صنعاء .

وفي محاولة بدت بائسة للرد والتخفيف من قوة الضربة  حاول صالح الرد عبر عزل الرئيس من منصب أمين عام  حزبه  ومن يقول عن رد صالح انه كان قاسيا يجافيه الصواب .فالحزب (المؤتمر الشعبي)المختطف من قبل رئيسه لم يكن ولو لمرة واحدة في صف أمينه العام طوال الفترة الماضية بل  لعله كان العائق الأهم أمام منصبه كرئيس للجمهورية والمعرقل الابرز لعمله في هذا المنصب .

الرئيس الذي انتظر كثيرا وربما تأخر حسب بعض المحللين  ترك سلفه يلاعب بكل أورقه ويستخدمها ورقة تلو الأخرى  من الأمن والجيش الي القاعدة والحوثيين والقبائل .وبينما كنا نشاهد الدولة وهي تنهار انتهاء بسقوط العاصمة كان الرجل أي هادي يلعب لعبته باسترخاء ويدفع بصالح وحليفه الحوثي للتورط أكثر والغرق في مستنقعات أشد وحولة من سلفهم الإخوان ليصبحوا في نهاية المطاف وجها لوجه مع الشعب وقد تخلوا  عن جميع اقنعتهم بعدما اسقطتها جولات من الحوار والمناورات والحروب أفقدتهم او ربما عرتهم تماما أمام الشارع .ويبدو ان اللعبة مازالت مستمر مادام للرئيس السابق أدوات ومؤسسات يتحكم بها وستكون محط انظار هادي للتخلص منه تتمثل هذه الأدوات في مجلسي النواب والشورى اللذين يدينان بأغلبية مريحة لصالح صالح بالإضافة الي المجالس المحلية والأجنحة العسكرية للمؤتمر والحوثيين .وستكون عرضة لضربات هادي ولعقوبات جديدة ستشمل الكيانان الاخيران المؤتمر وجماعة الحوثي .

ولعل ما اقدم عليه الرئيس السابق  لا يعدو عن كونه فعلا متشنجا اتى كرد فعل لا أكثر .تحت وطئه ضربة هادي الخاطفة عبر مجلس الأمن والاعلان عن تشكيل الحكومة والمضي قدما نحو ادائها لليمين ومباشرة عملها غير مكترث باعتراضات صالح وجماعة الحوثي.

و ما يدركه  صالح ويعيه ويقف خلف ردة فعله  وعيه التام  ان هناك ما هو اخطر من تجميد الأموال والمنع من السفر فالاتهام الصريح له بتعاونه مع القاعدة يجعله في مرمى عقوبات أشد وأقسى ستسقط عنه لامحالة كل التحصينات التي عمل على بنائها مستغلا الامتار الأخيرة في مسيرة حكمه. .وما يصدر عنه ليس اكثر من هستيريا ستقوده الي النهاية لامحالة حتى خياره الاخير في الانقلاب استطاع هادي ايقافه وربما تأخيره لظروف  يصعب فيها الانقلاب . 

قراءة 1611 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة