في فيدرالية الاشتراكي

الأحد, 14 كانون1/ديسمبر 2014 19:12
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقف الحزب الاشتراكي اليمني اليوم  امام مفترق طرق  استعدادا لخوض تجربة جديدة مع اقتراب موعد انعقاد مجلسه الوطني  كمحطة تاريخية هامة في مسيرة الحزب النضالية ,التي  تتجاوز النصف قرن  والممتدة على كامل الجغرافيا اليمنية  بانتصاراتها وانكساراتها المجبولة من دماء ودموع وعرق مناضلين مجهولين سقط معظمهم  بالسهو واحيانا كثيرة بالتعمد من الذاكرة الوطنية اليمنية   التي تعيش اسوء ايامها  في هذا البلد وتكاد تحتضر  .

ومع ذلك ما يزال المجتمع  ينتظر من الحزب الاشتراكي الكثير  للوصول به الي دولة المواطنة المتساوية  التي وعدهم بها منذ ستينات القرن المنصرم  ومازال يعدهم بها في واقع بالغ التعقيد وظروف تنتجها الفوضى شمالا  لتخليق وإعادة انتاج ورأب صدع مركزها المقدس الذي تصدع بفعل ثورة  فبراير هذا من جهة ومن جهة اخرى تسريب  هذه الفوضى ا جنوبا لمداعبة مخيلة الوارثين لتزدهر احلامهم بعودة فراديسهم المفقودة  وكانتونا تهم  الجهوية من امارات وسلطنات ومشيخيات  ما قبل جمهورية  اليمن الديمقراطية الشعبية  التي اتت  نتيجة لنضالات وتضحيات جسيمة وتتويج لثورة14 اكتوبر و30 من نوفمبر . .

ومع ان حدثي الثورة والاستقلال لم يسقطا من ذاكرة الشعب في الجنوب هناك قلة ماتزال تحاول الذهاب بنضالات الحراك الجنوبي السلمي  الي ما قبل الثورة والاستقلال وفي احتفالية بعضهم  بالمناسبة  نكران لماهية الثورة والاستقلال  وتنكر لكل ذلك بالذهاب نحو مسمى الجنوب العربي  كخطوة اولى نحو احياء مشاريع قديمة اعتقدنا بانتهائها مع الاستقلال ودولته الوطنية مستندين ا على مزاج شعبي خلقه  عشرون عاما من  التدمير الممنهج  والتجريف المدروس  لكل ما يمت بصلة  لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  ولمشروعها الوطني  من قبل نظام7-7 -1994 م  وشركائه البعض منهم اليوم في قيادة الحراك ويتملق مزاج ساهم في صنع واقعه الكارثي  ويزايد اليوم باسم الآم وجراح شعب الجنوب   وتحول الي بطل جنوبي .ولعلى من المفارقات المضحكة والمبكية في آن معا  بأن يتحول قاتل ومشارك في حرب صيف 94م بقيادة صالح كطارق الفضلي لأنه جنوبي الي رمز وعلم من بين اعلام كثيرة ترفع اليوم في الجنوب  ومناضل كجار الله عمر قضى حياته مدافعا عن القضية الوطنية وفي الصلب منها القضية الجنوبية الي  شمالي  لا يعني الجنوب  في شيء بل قد نجد من يخونه من بين المزايدين والقتلة اللذين انضموا وقاتلوا في  صفوف نظام 7-7-1994  الي شمالي خائن للقضية. للقضية الجنوبية ومع عدالة القضية وصوابيتها يذهب المتاجرون بآلام الجنوبيون واحلامهم باتجاه الانقلاب على كل مبادئ وقيم ثورة الرابع عشر من اكتوبر و30 من نوفمبر وادانتهما كحدثين مفصليين في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية  والعربية عموما  والترحم على ايام الاستعمار   في محاولات مستمرة لتلك القيادات في الحراك لنزع الجنوب من جذره الوطني وقذفه مجددا باتجاه الكانتونات الجهوية .و تلك القيادات  في الجنوب كما الشمال أيضا تعي جيدا ان ذلك لا يمكن حدوثه مع وجود الحامل السياسي والوريث الشرعي لحركة التحرر الجنوبية المتمثل في الحزب الاشتراكي  ودون نزعه هو الاخر من جذره الوطني  كمقدمة لتصفية  ما تبقى من جمهورية اليمن الشعبية  والعودة بها نحو مشاريع التفكك  كجزر متناثرة فوق جغرافيا واحدة .

ومن هذا المدخل ينبع احساس خفي بالخوف من محطة الحزب  القادمة ومن فكرة فيدرالية الحزب  على اساس لجنة مركزية في الشمال ولجنة مركزية في الجنوب   التي طرحت مؤخرا في الدورة العاشرة للجنة الحزب المركزية  المنعقدة في ديسمبر المنقضي  .ليبدو ان اجابة الحزب الذكية  لسؤال الوحدة  بإعادة صياغتها في دولة اتحادية  من اقليمين  كاستجابة  لمطالب المجتمع  ولفشل المركزية   تسحب  نفسها الي داخل تنظيمه مع مخاطر تحولها الي مشكلة  جنوبية داخل الحزب نفسه. فلم تكن القضية الجنوبية  في يوما ما مشكلة داخلية في الحزب بل في المجتمع  والخوف ان يتم نقلها الي داخل الحزب  محمولة بفكرة الفيدرالية وبهاجس  وضغط و مزاج الشارع الجنوبي   الواقع تحت تأثير الالام شديدة تفوق التحمل والتصور  . وهنا يبرز سؤال سبق للحزب ان طرحه امام فيدرالية الستة الاقاليم  في مؤتمر الحوار .هل هناك دراسة حقيقية لخيار فيدرالية الحزب  وهل بهذه الفيدرالية ستحل مشاكل المجتمع  ام سننقل مشاكله الي داخل التنظيم نفسه  كما هي عادة اليسار دائما .

امام الحزب محطة تاريخية  وخلفه أرث الاف المناضلين اللذين  تعرضوا واسرهم لشتى صنوف و انواع التنكيل من سجن وتعذيب واغتصاب  وتشريد وقتل وكل مالا يخطر ببال احد من امتهان لإنسانيتهم . وقد دفعوا كل تلك الاثمان الباهظة عن طيب خاطر ايمان بالفكرة الوطنية الواضحة  التي لا لبس فيها وعلى الحزب ان ينظر لكل ذلك قبل اتخاذ  قرار تاريخي ومفصلي في حياة وتاريخ حزب وشعب لطالما كان موحدا في بنيته . لرفاقنا  في الجنوب  كل الحق فيما يطالبون  به  ويناضلون من اجله   ولكن ليس الي الحد الذي يجعلهم  يجحدون تاريخهم  ويتنكرون لمناضليهم  ويسلموا انفسهم وشعبهم مرة اخرى الي قوى الماضي البغيض  والاستسلام لابتزاز  قيادة تفكيكية لم تؤمن يوما بفكرة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية او بحق الشعب  ولم تعرف للوطنية طريق.

قراءة 1421 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة