أخـــر الأخبــــار

 

انقلاب المركز

الخميس, 22 كانون2/يناير 2015 20:12 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

دائماً ما كانت مشكلة اليمن واليمنيين مركزها المقدس ومركزيته الشديدة وتركز سلطات الدولة في يد دكتاتورية لم تعبر عن انحيازات ومصالح اليمنيين في يوم ما، وجاءت ثورة فبراير الشعبية كتعبير واضح وصريح للمشكلة واستجابة شعبية للبحث عن اجابة لمعضلتهم المركزية التي أثبتت التجارب فشلها في ايجاد حلول لمصالح الناس الاجتماعية لتأتي فكرة الفيدرالية التي تبنتها بعض القوى السياسية، بما تمثله من توسيع لقاعدة الحكم وتشارك في الثروة والسلطة، نوعاً من الاستجابة للحل ومقاومة لدوغمائية الوحدة أو الموت التي لا تخدم سوى المشكلة (المركز) وليس كما يشيطنها جوقة من الكتبة والمثقفين بقصد أو بدونه لصالح بقاء المشكلة على حساب بقاء البلد. المركز يعود اليوم بوجه فتي وخبرة تاريخية في إدارة البلاد وحكمها بالأزمات والحروب التي لم تهدأ طوال قرون ويقود اليوم عملية انقلاب بعد ان أعاد إنتاج نفسه وترتيب صفوفه ورتق ما تصدع بفعل ثورة فبراير الشعبية.

الانقلاب هذه المرة لم يكن على دولة أو على سلطة رئيس أو انقضاض مليشيا وسلطة تريد العودة. الانقلاب هو كل ذلك المزيج المتربح من إزاحة الشعب من العملية السياسية وإعادتها مرة اخرى كشأن خاص لا يعنيه. الانقلاب اليوم على ثورة فبراير الشعبية بعد إفراغها من مضامينها الاجتماعية ونزع فتائل التحشيد والتعبئة الثورية وصب الجماهير مرة اخرى في مجرى ثورة المركز المضادة. انقلاب بالتقسيط المريح وتحت سمع وبصر قوى الداخل والخارج. الكل ساهم بقسط في انقلاب التقسيط الذي تشهده صنعاء منذ 21 أيلول الاسود، القسط الاكبر من العملية الانقلابية وقعت على عاتق جوقة من الناشطين والمثقفين الذين دأبوا على تسفيه العملية السياسية والحوار الوطني وفكرة الفيدرالية ناهيك عن تبشيرها بمدنية فاشية دينية صاعدة في اكبر عملية نقد عدمية ممنهجة شهدها البلد. دون ان يقدموا بديلاً للحوار واجابات تذهب بالجماهير نحو إعادة ترتيب صفوفها والانتظام في حركة شعبية تعبر عن مصالحهم في التغيير . الجوقة لم تكتف بذلك بل ذهبت لكيل المديح والتبشير بمدنية فاشية دينية صاعدة ودفع الناس بخطاباتهم التيئيسية باتجاه هذه الفاشية في حين ان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي لم يتكلم أو يعد بدولة مدنية حديثة وغاية ما تحدث عنه الدولة العادلة في اطار تصوره لشكل دولته الدينية المرتسمة في مخيلة جدباء خالية من أي روح تنتمي لهذا العصر وستذهب بالانقلاب الي تجذير كل اسباب الانقسامات العمودية للمجتمع والذهاب باتجاه الحرب الأهلية هذا ما يصنعه الطائفي ولا يمكن للفدرالية ان تصنعه. ذاتهم اليوم يخاطبون ضمير الحوثي وينشدونه وعوداً لم يطلقها وان كانت مخيلتهم هي من صنعتها وروج لها في المجتمع.

قراءة 1308 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة