عن سنوات الجريمة

الأحد, 17 أيار 2015 19:33 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يوم الاثنين الفائت استهدف طيران تحالف ما يسمى  الامل منزل الرئيس السابق صالح بست غارات جوية ناسفة اياه بالكامل وملحقة البيت بقائمة طويلة من منازل عديد من الخصوم مارس عليهم صالح نفسه انتقامه المفضل بتفجير بيوتهم على مدار سنوات حكمه الطويل للبلد.

فثقافة تخريب البيوت والتنكيل والتشريد والقتل والاخفاء القسري  نهج مارسه نظام صالح ضد خصومه طوال ثلاثة عقود من حكمه للبلد. ولعلني اتذكر اليوم احدى عملياته في التنكيل بخصومه، ففي العام 1983 وتحديدا 3/3 جرد محافظ إب حينها اللواء يحيى الشامي وبأوامر من صالح حملة عسكرية ضخمه هدفها عزلة الربادي الكائنة في ضواحي مدينة جبلة محافظة إب تحت عنوان استهداف المخربين  من المواطنين الملتحقين بصفوف الجبهة الوطنية آنذاك وقد افضت تلك الحملة الي تدمير 72 منزلا بعد ان تم نهب ما فيها وتشريد النساء والاطفال الي الجبال والعزل المحيطة بالربادي قد يتسأل البعض لماذا اورد هذه المأساة المنسية والمهملة بين الاف المبكيات التي اجترح مآثرها نظام صالح وسام فيها اليمنيين اشد صنوف العذاب، ربما تفجير بيت اللواء يحيى الشامي امس الاول اذكى ذلك الجرح الغائر في الوجدان ليس تشفيا بل  للتذكير بثقافة هدم المنازل وقتل الانسان وتشريد الاسر  والاخفاء القسري لحيوات عديدة ماتزال طي النسيان حتى اليوم .كثيرون هم المجرمون من قادونا في زمن الجريمة ابتداء من صالح وانتهاء بعبدالملك وكثيرة هي احزان اليمنيين وبين كثرة الاحزان وكثرة المجرمين لايمكن ان تكون هناك تسوية عادلة دون ان يعرف الضحية وجه جلاده ولماذا جلد وتعويضه عن ذلك.

(2)

صعدة مقبرة كبيرة تتسع كل يوم حتى تغدو اليمن باكملها مقبرة ليست للغزاة كما يروج اعلام صالح والحوثي ولكن لابنائها اللذين حرمتهم الفاشية من حق اختيار حياتهم بدفنهم مرتين داخليا باسلحتهم ادوات موتنا الموزع في كل الجهات والمدن وخارجيا باستدعاء الموت المحلق في ازيز الطائرات. سيكتب احدنا ذات يوم عن اليمن كقبر نصب شاهده الجلادون لابنائها، سيكتب احدنا عن ذلك الجحيم الذي عاشه اليمني بين عدوانين واستعمارين داخلي وخارجي سيكتب احدنا ذات يوم عن زمن الكارثة وعصر الجريمة عصر الزعيم والسيد كاسوأ العصور في تاريخ اليمن.

قراءة 1292 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة