كي لا يكف الحزب عن كونه اشتراكيا

الأحد, 20 نيسان/أبريل 2014 16:52
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

تواجه  الحركة الوطنية اليمنية وفي القلب منها الحزب الاشتراكي  الكثير من التحديات ومن تعقيدات الواقع اليمني الذي يتهم البعض الحزب الاشتراكي  بابتعاده عن هذا الواقع وعدم مقدرته على إيجاد إجابات ذكية له. هذا البعض يتهم الحزب  بالذهاب بعيدا في خوض معارك على أرضيات غريبة عنه لا تعنيه  ولا تعني المجتمع وبذهابه هذا ما يشبه عمل دعائيا و مجاني لخصومه الرابحون  من معاركهم تلك.

كما يبدو الحزب الاشتراكي اليوم خارج اللعبة السياسية وبعيدا عن التأثير في المشهد العام الراهن أكثر من أي وقت مضى ولعلها المرة الأولى منذ ما بعد حرب  صيف 94م التي  يطل فيها  الحزب على المشهد السياسي  بهذه الخفة  وهذا الخجل  في وضع يبدو غير طبيعي ولا مبرر لسببين رئيسيين الأول  كون هذا الوضع يأتي بعد ثورة شعبية عارمة كان من المفترض البناء على ما قدمه الحزب وكوادره من دور طليعي في الثورة و التقاط اللحظة وإعادة بناء الحزب بما يواكب حركة الجماهير ويعبر عن مصالحها الحقيقية في التغيير والسبب الثاني الأداء الملفت لأعضاء الحزب الاشتراكي في مؤتمر الحوار من حيث  صنع الفكرة وتقديم التصورات والرؤى العميقة في تحليل مشكلات الواقع اليمني الغارقة في التعقيد ومقاربة الحلول واقتراحها ومع ذلك يستمر الحزب في هدر فرص عودته  دون أن يتم البناء عليها.

الحزب الجريح المثخن بأوجاع الحركة الوطنية طوال عقود خلت مطالب بأن لا يدير ظهره لتاريخه و لتضحيات مناضليه  ولا لجماهيره التي تتبدى وقد وقعت  تحت رحمة المشاريع الماقبل وطنية  التي  ستسحق في طريقها هذه الجماهير والبلد برمته في حروبها العبثية التي لا يمكن لها أن تقدم أجابه أو حل لمستقبلها. هذه الجماهير المكشوفة الظهر الباحثة عن حاضن اجتماعي  وعن مشروع لطالما نادى به وناضل من أجله  الحزب الاشتراكي  ومع دولة هشة غارقة حد التفكك في لعبة التقاسمات والتسويات  لا تمثل الحد الأدنى من مصالح الجماهير الفقيرة تجعلها بدورها عرضة للفرز والتقاسم  بين الأطراف المتصارعة.

مشاكل الحزب كثيرة وفي المقدمة منها داخلية تنظيمية  ولعلنا ندرك أن هناك أزمة في التنظيم تعكس حاجة ملحة لتغيير النظام الداخلي .مشكلة أخرى ظهرت  مع سفر الأمين العام  في مواقف وتصريحات تعكس عدم تناسق في الحركة بين قيادة  الحزب نفسها  تسبب من جهة في شلل الأمانة العامة  ومن جهة أخرى بين القيادة والقواعد حيث هناك  تلاشي واضح للقيادات الجماهيرية التي دائما ما كانت تربط الحزب بقواعده وجماهيره جعلت هذه القواعد تجتهد ذاتيا وقد أدى هذا الاجتهاد  في أحيان كثيرة لتباين واضح بين مواقف الحزب وبين بيانات بعض منظماته  وهكذا تصدر الأمانة العانة بيان وفي موازاة ذلك  ونسمع بيانات اشتراكي إب اشتراكي تعز اشتراكي لحج اشتراكي صعدة وهكذا كل منظمة محافظة تصدر بيان وبعض وهنا مكمن وباعث الخوف على مستقبل حزب هو بحق سليل حركة  تحرر وطني تتجاوز في تاريخها النصف قرن بعقدين من الزمن  ورغم هجمة الاستقطابات  والانتهازية  التي تشن على الحزب من خارجه ومحاولة تجييره لهذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراع القائم  يضل الخطر الأكبر يأتي من داخل الحزب وليس من خارجه.

لعلى الحزب الاشتراكي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بعقد مجلسه  الحزبي  والتحضير للمؤتمر العام السادس  الذي يثير تأخير موعد انعقاده عديد تساؤلات ينفذ منها الكثيرين للنيل من الحزب  جعل البعض من هذا الكثير يقول بموت الحزب سياسيا   وبفقدان قدرته في التأثير في الشأن العام .

على الحزب أن يذهب باتجاه عقد مؤتمره الحزبي و الوقوف بمسئولية ووعي أمام تاريخ الحركة الوطنية  نضالاتها وتضحياتها  وجعلها نقطة لانطلاق الحزب لا نقطة لموته وانسحاقه تحت ثقل هذا الإرث  الذي يمكن أن تبنى حوله  واستنادا له أحزاب  فما بالنا بحزب هو من صنع ذلك التاريخ  وعندما ضرب مشروعه الوطني  وتعرض للهزيمة لم يكن وحده من يخسر  بل خسر الوطن بأكمله ومازلنا إلي اليوم نعيش تداعيات هزيمة يمكن البناء عليها والتدليل على صوابية  المشروع  الوطني  للحزب  في تمثيل مصالح الطبقة الشعبية والعمل على استعادة حركتها  وإذا كف الحزب عن تمثيل هذه الفئات فانه سيكف عن ان يكون اشتراكيا إذ لا معنى لاشتراكية لا تهتم بمصالح الطبقات الشعبية.

ملاحظة هناك من يقول أن الحزب عصي على الانقسام وهذا جيد بالنسبة للتنظيمات الحية والخوف أن التنظيم اليوم يحتضر ولذلك لا يوجد خطر من الانقسام الخطر يأتي من الموت  فالخلية الميتة لا تنقسم .

قراءة 1454 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة