الدكتور صلاح سالم.. الطيب الإنسان

الثلاثاء, 01 تشرين2/نوفمبر 2022 19:51 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)
صلاح سالم صلاح سالم

بيته، وسيارته، وهاتفه، والطريق الذي يمر منه، والمكان الذي يتواجد فيه، كل ذلك يمثل عيادة طبية على مدار الساعة لكل من يحتاج إلى استشارة أو معاينة أو دعم طبي، يقدمه لأبناء مجتمعه بروح جميلة دون ارتباط بأية مصلحة شخصية أو حاجة مادية أو معنوية عابرة.

ذلك هو الطبيب الإنسان، الدكتور صلاح سالم علي المعروف بكفاءته وتواضعه وخدمته للناس بالأخص البسطاء منهم.

 كان عام الالتحاق بالصف الأول الابتدائي هو أصعب مرحلة بالنسبة له حيث لم يكن يرغب في الانضمام إلى المدرسة، خوفا من عقاب بالعصا سمع عنه قبل أن يشهده واقعيا، لذلك كان الهروب إلى "الهيجة السوداء" الواقعة في نهاية قريته، هو رد فعله الأول كلما سمع من أهله حديثا عن تسجيله في المدرسة، الامر الذي استنفر طاقات الأسرة كاملة للقيام بمهمة دعمه حتى يبلغ مرحلة التقبل والاستقرار، لكنه بعد ذلك بدا أكثر شغفا بالدراسة وأكثر تميزا في مسيرته التعليمية رغم الظروف الصعبة التي رافقته ورافقت جيله في تلك الفترة، وهي ظروف قاسية تمكن من قهرها حتى وصل إلى المستوى العلمي الذي يبدو عليه اليوم.

بدأ الدراسة في مدرسة معاذ بن جبل في الأصابح ثم في مدرسة الزكيرة في مديرية الشمايتين في محافظة تعز، وتخرج من كلية الطب في جامعة صنعاء عام ٢٠٠٧م، ضمن دفعة مؤهلة، قبل أن تجتاح جامعة صنعاء، وجامعات أخرى أمراض التجهيل القاتلة التي نشهدها اليوم.

وإلى جانب انشغاله بوظيفة حكومية بعد تخرجه، ظل مرتبطا بطموحاته وتطلعاته ليحصل على دكتوراه مهنية في جراحة الكلى والمسالك البولية عبر برنامج الزمالة العربية أو ما يعرف بالبورد العربي - وهو برنامج في الدول العربية يمكن الاطباء المثابرين من الحصول على تخصص طبي بدراسة تطبيقية لسنوات- وصار بذلك أكثر خبرة ومهنية في مجاله الطبي، كما صار مصدر فخر لأسرته بالأخص لوالده سالم علي أحمد، الرجل المتصف بسمات عديدة منها الاعتداد بالنفس، وحب العمل، والمسؤولية، والتميز في نسج العلاقات الإنسانية، وهي صفات بدت جلية في شخصية الدكتور صلاح سالم.

يمكننا القول إن الدكتور صلاح سالم وأسماء معدودة كمثله في الكفاءة والخبرة والتطلع إلى مستويات علمية أعلى، تمثل بديلا عن عدد من خبرات نادرة فقدتها اليمن في مجالات عديدة منها مجال الطب خلال سبع سنين عجاف مضت منذ اندلاع الحرب الكارثية في بلادنا مطلع العام ٢٠١٥،  ومازلنا نأمل أن تتبعها أعوام سمان.

تحية إجلال للطبيب الإنسان الدكتور صلاح سالم علي، ولكل ذي علم ومكانة يسخر ما أمكن من وقته وعلمه وقدراته لخدمة المجتمع.

قراءة 1974 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة