حزن صنعاء البغيض مميز

الأحد, 09 تشرين1/أكتوير 2016 19:02 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الجريمة البشعة المرفوضة التي شهدتها الصالة الكبرى جنوب صنعاء يوم أمس .. بدت أشبه بمرآة كبيرة عكست نفسيات مريضة بردود أفعال بدت أكثر بشاعة من القتل وأشد رعبا من سفك الدم.

لن أتحدث عن الجهة المنفذة للجريمة وفق الاتهامات المباشرة قبل اي تحقق، ولا عن تفاصيلها فقد امتلأت بذلك الصفحات وفضاءات أخرى، وامتلأت بها قبل ذلك النفوس أسى.

اتحدث عن رؤوس تقود حربا ضد الشعب من أجل استعادة حكم بغيض لا يمكن أن يعود . وهم في سبيل ذلك يتعاملون مع الجرائم من منظورهم للربح والخسارة ، فيبكون هذه الجريمة ويتخذونها وسيلة لإضرام حرب مستمرة، ويفرحون لتنفيذهم جريمة أخرى، يعتبرونها نصرا مؤزرا، للاستمرار في القتل .

أتحدث عن أناس يرسمون دموعا حسب ترددات محددة، ويظهرون حزنا في مواطن معينة، وغضبا بمواصفات ومقاييس مسبقة ليكون لهم دافعا لجرائم أبشع ضد من لا يستحقون حياة ولا حزنا على قتلهم في أنظار ذوي الحزن المجزأ البغيض، وأنظار من يؤازرهم هذا الرعب ممن يعدون أنفسهم من نخبة المجتمع باعتبارهم صحفيين وكتابا وسياسيين وحقوقيين وما إلى ذلك من مسميات هذه القائمة المجني عليها.

اتحدث عن قتلة ومناصرين لهم يتباكون على جريمة في صنعاء، ويفرحون لقتلهم الأطفال والنساء والشيوخ في تعز، تماما كما يبتهجون لتدمير المدينة وريفها وتجويع وتشريد سكانها.

هم يغضبون لقتل في صعدة، ويحتفلون بتدمير عدن ورمي أطفالها جثثا على صفحات البحر والبر.

يحزنون إن علا دخان في صنعاء، ويبتهجون لقتل الأبرياء في الضالع، كما يتغنون بقتل يومي في مأرب، ويسعون لمزيد منه دون قليل من خجل.

يطالبون بوقف القصف على صنعاء، ويحشدون لقتل تظاهرة سلمية فيها تطالب بإ يقاف الموت وإعادة الحياة.

أتحدث هنا عن حزن بغيض وغضب كريه مجزأ لن يحفظ صنعاء وصعدة، ولن يبيد تعز أو مأرب أو عدن، بقدر ما يدمر مجتمعا بكامله.

إنها الحرب لعن الله من أشعل فتيلها، وسمم بها مجتمعا بكامله، وما يزال يرفض حتى اللحظة كل مسعى لإيقاف نزيفها.

إنها الحرب التي نحتاج جميعنا إلى رفض جوهرها كرفض مظاهرها وتداعياتها، لا السعي دون جدوى لإطفائها هنا واستعار أوراها هناك.

إنها الحرب التي نحتاج جميعا إلى إيقافها ومحاسبة باعثيها، وإنهاء كل سبب يمهد طريقها بمسميات طائفية، ومذهبية وسلالية، وسواها من تلك الأدران.

أرفض جريمة صنعاء وأحزن على كل فقيد وكل أسرة فقدت عزيزا عليها، كما أرفض كل جريمة في كل شبر من هذه الأرض التي نسعى منذ عقود إلى أن تكون وطنا لليمنيين جميعا، وليس لعصبة تريد أن تحكمنا باسم الله أو باسم نبي أو باسم وطن ليس وطننا، أو باسم عائلة أو وريث.

هي حرب تقتلنا جميعا ولن تستثني أحدا فلا تبكوا مدينة وحدها أو عائلة بعينها أو بقعة دون سواها أيها المتباكون بدموع بغيضة.

إنها الحرب لاتبقي ولاتذر، فلنعمل معا ضد استمرارها وضد من يكسبون منها على حساب أرواحنا وأرواح أهلينا في صنعاء وصعدة وتعز والحديدة وحضرموت وفي كل بقعة في اليمن.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
aleshterakiNet

 

قراءة 2446 مرات آخر تعديل على الإثنين, 10 تشرين1/أكتوير 2016 16:52

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة