ثورة الجوع في وجه المليشيا

الأربعاء, 28 تشرين1/أكتوير 2015 20:05 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كما اعتادت مليشيا الحوثي على تفجير منازل ومقرات خصومها، وجعلها اثرا بعد عين، في اسوا سلوك انتقامي متوارث،  ستنفجر البلد كليا في وجه تحالف مليشيا الحوافيش،  استكمالا لما شهدته محافظات عديدة من مقاومة وطنية ترفض حربا تشنها مجموعة سلالية تعتبر الحكم حقا مقدسا لها.

لقد اوشكت دائرة الانهيار الاكبر على الاكتمال، بثورة جوع في كل المحافظات وستكون العاصمة صنعاء التي يعدها الحوافيش مركز هم المقدس مجمعا لانتفاضة اخيرة في وجه المليشيا، بانفجار صمت موظفي القطاع العام الذين برزت بوضوح مؤشرات لعدم استلامهم رواتبهم في مرافق حكومية عديدة جراء انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة على يد الحوافيش بحربهم متعددة الجبهات، بما فيها استنزاف ما كان متبقيا من احتياطات مالية وتحويل البلاد الى سوق سوداء للمتاجرة بالمشتقات وبالبشر ايضا.

خلال شهور مضت خسر موظفون في القطاع الخاص وظائفهم ومصدر رزقهم، كما خسر القطاع الخاص نفسه، واضطر موظفون من القطاعين العام والخاص وذوو المهن الحرة  للنزوح من المدن، خاصة من العاصمة صنعاء الى قراهم لتخفيف عبء الحياة المقتولة برصاص الحوافيش، فيما انضم البعض الى المقاومة الوطنية الحرة وصمت كثيرون اما رهبة من الة قتل عبثية مرعبة او في انتظار امل باستعادة الدولة وعودة الحياة اليهم تدريجيا.

اما الان فالموت جوعا ينتظر ملايين كانوا يقتاتون من رواتب شهرية هزيلة، ومما تيسر من اعمال اضافية هنا او هناك، ففقدوها وفقدوا معها اي امل في الحياة.

وفي هذا الحال لن يكون امام هؤلاء الملايين مع من يعولون سوى ثلاثة خيارات، اولها انتظار الموت جوعا في بيوتهم، وهو اختيار حقير، اما الخيار الثاني فيمكن في مشاركة عصابات الفيد التاريخية سلوكها المعتاد في انقضاض غير بعيد على كل شيء في صنعاء المدينة المفتوحة حسب عنوان رواية الاديب اليمني الراحل محمد عبدالولي.

اما الخيار الثالث فهو الانتفاضة والموت في ساحات المقاومة السلمية، للفوز بشرف الحرية، فطعم الموت في امر حقير، كطعم الموت في امر عظيم، كما يقول شاعرنا العظيم المتنبي.

ولعل انطلاق هذه الانتفاضة هو سبيل التحرير الفعلي للعاصمة صنعاء وسواها من محافظات صبغتها المليشيا بصبغة القتل العبثي التدميري.

وامام كل ذلك ليس لدى الحوافيش سوى خيار وحيد، يتمثل باستثمار الفرصة الاخيرة المتمثلة بالمحادثات المحتملة برعاية الامم المتحدة خلال الايام المقبلة، بشان تنفيذ القرار الاممي 2216، فذلك وحده الممكن ان يحافظ على من تبقى من هذه الجماعة، التي لن يجد رؤوسها المتحصنون بالكهوف والانفاق شيئا يقاتلون عليه بعيد انفجار بلد باكمله في وجه الة قتل عبثية.

قراءة 1938 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة