نقابة موظفي مكافحة الفساد وشاي الجندي

الأحد, 23 آذار/مارس 2014 20:23
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مر عامان منذ تأسيس نقابة لموظفي الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، لم يلمس لها الموظفون أثرا إيجابيا في الهيئة، بل لم نسمع لها صوتا قويا كذلك البيان المدوي الذي صدر عنها بعيد تأسيها دفاعا عن أعضاء الهيئة السابقين.

منذ تأسيس النقابة وهي بلا نظام أساسي، وحين قال أحدهم إنهم اعتمدوا النظام الأساسي مؤخرا في وزارة الشئون الاجتماعية لم يتمكن الموظفون من الحصول على نسخة منه، بل إن معظم أعضاء الهيئة الإدارية لا يعلمون شيئا عن هذا النظام.

استقطعت قيادة النقابة اشتراكات لفترة من رواتب الموظفين لا أحد يعرف مصيرها، ما دفع كثيرا من الموظفين إلى إيقاف اشتراكاتهم، وحصلت قيادة النقابة على منحة مالية من مؤسسة (فريدريتش ايبرت) باسم موظفي الهيئة لا أحد يعرف مقدارها، ولا كيف أنفقت بما في ذلك لجنة الرقابة والتفتيش، ونحن لانشكك بذمة زملائنا، لكن من حقنا أن نعرف ما يحدث بعد مرور عامين دون تقديم أي تقرير مالي.

العمل النقابي يساعد على توجيه خطى المؤسسة التي تتواجد فيها النقابة نحو الطريق الصحيح، كما يساهم في تطوير أداء العاملين، والدفاع عن حقوقهم، لكن قيادة النقابة في الهيئة لا تعرف ما إذا كان لديها نظام أساسي يجب أن يكون هو الموجه لها في أدائها.

حصل أعضاء في الهيئة الإدارية للنقابة على سفريات خارجية في فترة القيادة السابقة لهيئة مكافحة الفساد، حين كانت السفريات محصورة على فئة بعينها من المقربين والموالين، ومنهم من حصل على درجة مدير عام حاليا، فهل يعتبرون ذلك إنجازا نقابيا بامتياز؟. ما هو برنامج النقابة، ماهي خططها، أين هي حساباتها، أين هو اجتماع الجمعية العمومية، لمحاسبة الهيئة الإدارية؟. كل ذلك لا وجود له المهم أن لدينا نقابة!.

يعيش الموظفون أوضاعا مزرية جراء عدم وجود هيكل وظيفي في الهيئة، كثيرون لا يعرفون ماهي مهامهم، وكيف يمكن أن يحصلوا على حقوقهم في الترقي، وقيادة النقابة لا تعرف ما إذا كان مهما أن يكون لديها نظام أساسي لتتبنى قضايا الموظفين، وتتواصل معهم باستمرار، المهم أن لدينا نقابة!.

كنا نقول أن النقابة ستنتقل إلى مربع الفعل، بعد ذهاب أعضاء الهيئة السابقين الذين ساهم بعضهم بقوة في دعم القيادة الحالية للنقابة، لكن يبدو أن حكاية "قلص الشاي" الذي تحدث عنه الأستاذ عبده الجندي ستظل تطاردنا.. يبدو أن "قلص" الشاي لم يبرد بعد.

يحرجنا كثيرا التعامل الراقي من قبل رئيس النقابة الزميل عبدالكريم العنسي، وحرصه على أن يقدم شيئا، إلى جانب حسن التعامل الشخصي من قبل قيادة النقابة، لكن الأداء العام للنقابة غير ذي أثر، لذلك يحتاج موظفو الهيئة إلى أن يخرجوا من صمتهم ومهادنتهم، ووقوفهم ضد مصالحهم، كي تكون لهم نقابة حقيقية، تمثل نموذجا فهي في مؤسسة معنية بمكافحة الفساد، وينبغي أن تنتهج الشفافية بامتياز، يحتاج الموظفون أن يقرأوا جيدا التقرير المميز للجنة الرقابة والتفتيش الذي أبرز بقوة مدى ضعف الهيئة الإدارية وصمتها وتهاونها، وأن يتداعوا لعقد اجتماع لجمعيتهم العمومية، لمحاسبة قيادة النقابة الحالية، وتفعيل دورها.

وإن لم يستطيعوا ذلك فعليهم الضغط بقوة على أعضاء هيئة مكافحة الفساد الحاليين لتعيين قيادة النقابة الحالية بدرجة مدراء عموم بما يساهم في انتخاب قيادة جديدة قادرة على القول: هنا نقابة، فهل من مجيب؟

قراءة 1826 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة