يريدونه أخضر وهو أسود

الأربعاء, 01 تشرين1/أكتوير 2014 00:20
قيم الموضوع
(2 أصوات)

 

لو سقطت عاصمة أي دولة، حتى بيد جمعية مدافعة عن البيئة أو جماعة ليبرالية تجهل استخدام البندقية خارج سياق ثورة شعبية جامعة فهذا بحد ذاته نكسة لفكرة الدولة والنظام العام وتطبيقهما العملي الذي يتجلى في وظائف المؤسسات التنفيذية والقانونية الحكومية.

لكن هذه الحقيقة لا قيمة لها عند ذوي التخريجات ​​الطائفية الفئوية، إذ أن بلوغ مآربهم الصغيرة هو الحقيقة وما دونها مؤامرة ونفعية، ولأنهم قد بلغوا مراميهم فإن سبتمبر / أيلول الذي وصلوا فيه إلى بغيتهم "يقطر اللون الأخضر" في عيونهم ومن يراه أسود فهو في تقييمهم غائظ متعال أو أنه يبكي مصالحه التي سقطت بإزاحة علي محسن الأحمر من الواجهة.

أيلول أخضر في عيون حفنة من المتعصبين والمنتفعين حتى إن ترتب على تحقيق مصالحهم الصغيرة أو "تمكين" طائفتهم التالي:

- ضرب فكرة الدولة في صميمها والإجهاز على ما تبقى من شواهدها العملية بالسيطرة على عاصمة الدولة.

- تدمير الجيش وإذلاله وسرقة عتاده.

- مقتل مئات اليمنيين وإصابة أضعافهم ونزوح الآلاف، فضلا عن تضرر مئات المنازل وعشرات المرافق العامة.

- فتح الباب لأوسع صراع طائفي يمكن للبلاد أن تنجر إليه بفعل الطابع الطائفي الذي كسا الحرب الحوثية داخل صنعاء.

- تعميم فوضى السلاح وإعطائها الضوء الأخضر لاقتحام المدن كما لم يحدث من قبل.

- انتهاك خصوصيات الأفراد واقتحام المنازل والتعدي على الأملاك الخاصة والعامة.

- طمر المشروع الوطني تحت المشاريع الطائفية والجهوية والإعلاء من شأن السلاح والحروب الداخلية على حساب السياسة والوئام الوطني.

كل هذه البوائق التي أنتجتها الحرب الحوثية الأخيرة لا تكفي لأن يكون أيلول أسود في تقدير العصبويين الصغار، أما إسقاط رجلين من رجالات حزب الإصلاح ووراثة دوريهما السيئين فثورة كاملة لا تقبل الجدل.

ومع أنه لا خلاف في أهمية تقويض المشروع الدموي الفاسد والمتطرف لصاحبيه علي محسن وعبدالمجيد الزنداني، إلا أن هذه الميزة فقدت قيمتها بمجرد أن مشروعا دمويا دينيا متطرفا بدأ عهده على أنقاض المشروع الأول.

هذا الإحلال لا يهلل له ويختال فرحا به إلا صاحب ثأر شخصي أو نصير لمشروع الحوثيين الدموي الديني المتزمت، أما أنصار المشروع الوطني المناقض لذينك المشروعين فما من فارق قد حدث ليهتفوا له سوى أن البوائق الست السابقة لحقت بالبلاد ومواطنيها.

قراءة 1713 مرات

1 تعليق

  • تعليق عبدالغني القريضي الأربعاء, 01 تشرين1/أكتوير 2014 23:36 أرفق عبدالغني القريضي

    المقال رائع ومنطقي ويعكس نضج وموضوعية الكاتب فقوى النفوذ الجديدة اكثر ابتزازا فهي تخير الاخرين بين حياتهم اوقبول الواقع اذاكانت قوى النفوذ السابقة ساهمت في نهب ثروات البلد وابقت للاخرين ان يعيشوا في ضل اوضاع سيئة فان الجدد يهددون وجودنا كافراد واسر والبعد الديني والطائفي ادخل البلد ضمن الصراع الاقليني الذي كان سببا في دمار وخراب دول في المنطقة ففي احسن الاحوال سيبقى حالنا مثل لبنان وفي اسوء الحالات كالعراق وسوريا -
    ان تنفيذ مخرجات الحوار كانت كفيلة بتحررالدولة من قوى النفوذ لكن للاسف ماجرى لم يستبدل قوى با خرى بل قضت على حلم الدولة وادخلتنا في اطار صراع اقليمي بمعنى ان مايجري حاليا ليس له بعدا وطنيا

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة