يعيش البلد بما يشبه  غيبوبة طويلة تسبب بها زلزال ايلول الاسود بسقوط العاصمة بأيدي مليشيا الحوثي .وما تزال اثار هذه الغيبوبة تقبض على مفاصل حياتنا اليومية وتحركنا في فضاءات غير حقيقية وتبعدنا عن واقع معاش لكننا لاندركه  فبينما الحوثيون يجهزون على ما تبقى من الدولة ويلتهمون كل شيء في طريقهم  بما في ذلك الانسان والجغرافيا .التي تسلم لهم قطعة تلو الاخرى دون ان يتحمل الحوثي ازاء ما  يحدث على العكس من ذلك  يستمر  في تحميل ما بقى من الدولة الهشة التي تغول عليها وفي طريقه للقضاء عليها مسئولية اي حادث مستقبلي .

هناك واقع على الأرض ولا أحد يلتفت اليه ومن يلتفت تكون لفتته تلك لأجل تبرير وتسير استمرارنا كمواطنين أسرى الغيبوبة والذهول الذي لم نفق منه بعد و سندفع ثمنه باهضا ربما عينة من الثمن الباهض ما حدث من جريمة ارهابية مروعة في حق المدنيين قبل ايام في ميدان التحرير بقلب العاصمة حيث شهدنا لأول مرة عملية ارهابية ضد مدنيين في اليمن تجعلنا نجزم ان ما حدث جزء من نتيجة مرعبة لسقوط صنعاء في ايدي مليشيا طائفية تتحرك على الأرض غير عابئة بما يحدثه تحركها هذا من تهديد للسلم الأهلي والمحصلة واضحة وجلية وماثلة للعيان ويجسم حقيقة مفادها ان التطرف يغذي التطرف الحوثي يتغذى من القاعدة والعكس صحيح .والملاحظ ان الحوثي استغل الحادث الإرهابي الجبان في تحقيق عدد من المكاسب على الأرض حيث لم يكد يجف دماء الأبرياء حتى كان هناك خطاب اعلامي حوثي تمحور حول الأمن والإعلام وتجلت نتائج الخطاب في تسلم أمن صنعاء رسميا والتحريض على الاعلاميين الذين يهاجمون مليشيا الحوثي وقناة اليمن بحجة بثها أغاني ا دون الاكتراث للشهداء معا انهم كانوا في نفس ليلة الجريمة  يحتفلون ويبتهجون بإطلاق الرصاص والمفرقعات النارية دونما اكتراث لذوي الضحايا المكلومين .ونتجت تحريضاتهم في وضع ايديهم على تلفزيون صنعاء .

يستمر الحوثي في ابتلاع مدن الشمال الوحدة تلو الاخرى  بالأمس سقطت الحديدة واليوم ذمار وحجة  بدون مقدمات ربما سقوط العاصمة هو المقدمة لكل ذلك .اجابات  كثيرة مطلوبة من الرئاسة ومن الاحزاب السياسية  وتساؤلات باتجاه الحركة الحوثية,  لعل تحالفهم مع  رأس النظام السابق وحصارهم للأمن القومي بغيت اطلاق سجناء ايرانيين بالإضافة الي نهب معسكرات الدول ابرز هذه التساؤلات التي تقودنا غياب اجاباتها الي ان ما يحدث ثورة مضادة بامتياز   يذهب الحوثي متخفف من كل مأزقه الأخلاقية متكأ على قوة الامر الواقع ونشوة الانتصار وتذهب البلد نحو زلزال الانفصال وسقوط مناطق الوسط بأيدي القاعدة و ربما سنصحو على زلزال أكثر كارثية من سابقيه  وعندها يكون الوقت قد فات.