حزب الحركة الوطنية

الخميس, 27 تشرين2/نوفمبر 2014 19:58
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الكتابة عن حزب الحركة الوطنية في  ظروف ازدهار المشاريع الما قبل وطنية  قد يوقع المرء في مأزق النقد السلبي الهدام بتحميل الحزب مسؤولية  ما حدث ويحدث للبلد في الماضي والحاضر  هذا النوع من النقد  الذي تحول الي جلد  يومي للذات  في الندوات والمقيل العامة والجلسات الخاصة التي حكمت جلساتنا  منذ اندلاع الثورة الشعبية   وحتى اليوم حين رأى الكثير من الرفاق ان الفرصة الذهبية لإعادة بناء الحزب اصبحت مواتيه وممانعة البعض الاخر بحجة  ان الزمن زمن ثورة واي عمل حزبي يعتبر خيانة لها  وبين الخيارين  تهنا وتاهت الثورة بقيادة كيانات منظمة اكثر  لكنها لا تملك اي رؤى او تصورات   لطبيعة الثورات  وهذا في سياق سيأتي الحديث عنه في مكان اخر .

 وبفعل شعورنا بالتيه وعدم القدرة على توجيه الثورة  حملنا انفسنا والحزب مسؤولية  ما حدث   وهكذا تحولنا  الي جلادين مياومين  في مهام يومية اعتقدنا اننا من خلالها سنعيد ضخ الحياة للحزب وللثورة التي ترسمت لشهور في الساحات  قبل ان نلتقي بقيادات حزبية تمارس هذا النوع من الطقوس لجلد الحزب وقياداته وكوادره  ولنفسه  ليصبح الامر برمته حالة مرضية اعتقدنا انها صحية وضرورية لشفاء الحزب  من ما يعتوره  من خلل في بنيته التنظيمية   وذهاب بعض قياداته واعضائه للالتحاق بمشاريع عصبوية  لاتمثل الحزب ومحاولات الحاق الحزب وجعله متذيلا  لتلك المشاريع  بالإضافة  الي انفلاش  منظماته . وكان جلدنا للحزب و لذواتنا اشبه بالرقص المحموم لأحياء جثة ميتة حسب الدكتور عبدالله العروي وانا اقصد بالجثة الميتة هذا الشكل من المنظمات القاعدية التي اصيبت بالموات واصبحت غير قادرة على الحركة  والنشاط   وان كان لها الفضل في مرحلة ما بعد حرب صيف 94م على الحفاظ على نوع من التماسك الحزبي  قبل ان تتحول الي عائق تنظيمي  .هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اعتقاد الكثيرين منا ان ممارسة جلدنا للذات والحزب نوع من التطهر  وبرأه من مسؤولية ما يحدث للحزب خصوصا  وللبلد عموما .

ومع ذلك  وللإنصاف  ظل الحزب الاشتراكي  في كل محطة  وعلى مدار تاريخه النضالي الممتد لأكثر من نصف قرن  منحازا لصفوف الجماهير  وواقفا ضد المشاريع الما قبل الوطنية  وبعد تعرضه للحرب والاقصاء ظل يحذر من مالات تلك المشاريع  وتأثيراتها المدمرة على الوطن وبناه الاجتماعية ولكن وفي ظل واقع البلد المتخلف اقتصاد واجتماعيا وسياسيا تأتى رؤى الحزب دائما متقدمة بسنوات  لما يريده البلد وفي هذا الامر من المدح شيء ومن الذم شيء اخر  في الاولى انه يقرأ المستقبل بطريقة صحيحة وفي الثانية نقص الواعي بالحاضر وبالحواضن الاجتماعية الجاهزة والادوات التي يمكن التحرك بها صوب الانتصار لما يعتقده  الحزب صحيحا وتثبت التجارب والايام صحته .بالأمس القريب رفع الحزب الاشتراكي وتحديدا في انتخابات 93م البرلمانية شعارات ماتزال حتى اليوم جوهر النضال  ومطالب شعبية عادلة  تمثل الأول  في شعار من اجل عاصمة خالية من السلاح والثاني ضد الارهاب والثالث الرشوة والمحسوبية وهتك كرامة الانسان  جرائم ينبغي القضاء عليها .

وأتت ثورة فبراير الشعبية في العام 2011م لتنتصر لمشروع الحزب الذي هو بالأساس مشروع بناء الدولة  المدنية الديمقراطية الحديثة  قبل ان يأتي مؤتمر الحوا ويثبت من جديد ان الاشتراكي  اصوت الجماهير  والمعبر عن مصالحها الحقيقية وهو من انتج الفكرة وانتصر لها قبل ان يتم الالتفاف على ثلاث قضايا  وكان ثمن هذا الالتفاف باهضا وقد  تمثلت في العدالة الانتقالية ودولة اتحادية من اقليميين  وحل الحكومة والبرلمان . .واليوم  نحن على اعتاب محطة جديدة في طريق الاشتراكي للعبور نحو بناء الدولة المدنية  تتمثل في المجلس الحزبي الوطني  الحزبي التي اقرت اللجنة المركزية في دورتها  العاشرة موعد انعقاده  في  15 -17 ديسمبر المقبل ما نزال نعتقد ان هذا الحزب وانحيازا ته الاجتماعية  رافعتنا للمستقبل  واملنا في التغيير في ظل سديم من المشاريع الهدامة  التي لم تقدم للوطن سوى فصول من الخراب..

قراءة 1611 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة