الحركة الدينية في مهمة ايقاظ الوحش الطائفي 1

الأربعاء, 03 كانون1/ديسمبر 2014 18:55
قيم الموضوع
(0 أصوات)

(1)

مع تراجع الحركة الشعبية  الثورية وخفوت وهجها يبزغ في المقابل نجم يبدو اكثر وهجانا وعنفوان  يرتدي وجهان توسعي ومقاوم لعملة دينية واحدة الوجه الاول  متمثل في حركة جماعة الحوثي (انصار الله)  المستمرة في التقدم على الارض  في محاولة  لإحكام  قبضتها على الجغرافيا والمجتمع  والوجه الديني الاخر يتمثل بتنظيم القاعدة او ما بات يعرف بأنصار الشريعة الذي  بدء ومع تخلي الدولة وكثير من القوى الاجتماعية عن دورها  في مواجهة التوسع الحوثي  يتخذ طابع المقاوم او الرافض  لهذا التوسع   ليصبح المجتمع بين يقينين ووجهان  يتغذى احدهما على الاخر  دون حاجتهما لتقديم رشوة ما باتجاه المجتمع لكسبه  وتملق مزاجه  او وعد بحلول اقتصادية ناجعة لمشكلاته  العملة ذات الوجهين تقدم   لليمنيين اليوم وجاه واحدا  للخراب ووجهان يقومان بذلك بنفس الفاعلية التدعيش  والتكفيير  حتى فكرة الجماعات والحركات الدينية   في رشوة المجتمع عن طريق الاحسان وان لم تعد مجديه .وتحت راية الجهاد  تحررت من مؤونة تقديم مثل تلك الرشوة  .ولعلى  ابرز  إشكاليتنا مع أي حركة دينية انها لا ترى مستقبل البشر الافي ماضيها وهي بذلك لا تقدم رؤى او برامج أ وتصورات لحل اشكاليات المجتمع وعوضا عن ذلك تذهب باتجاه تحشيد كل طاقاتها ومؤمنيها لاستنساخ الماضي معتقدة انها   ستحل مشاكله دون ان تعي انها تبعث كل مشاكل وازمات هذا الماضي وتكثفه في حاضر اثقلته اشكالياته المعاصرة ناهيك عن الماضية

وبذلك لا يمكن لهذه القوى التقليدية  ان تقدم حلول لمشكلات المجتمع العميقة التي دفعت الجماهير للخروج بثورة شعبية عارمة في فبراير 2011م ليس لشيء بل لان تجربتنا معها اثبتت انها لا تملك اي رؤية اقتصادية او سياسية او اجتماعية او تصور للحل ناهيك عن انحيازها الواضح والفاضح للنخب على حساب المجتمع .وكل الذي ستقوم به حركة دينية تتطلع للحكم والاستمرار والتخلص من مسؤولياتها تجاه الجماهير هو الذهاب باتجاه الحروب واشعال الحرائق واغراق البلد والمجتمع في الفوضى والعنف بغية احياء الوحش الطائفي واطلاقه في المجتمع لتتيح من خلاله لنفسها الاستمرار بعيدا عن مطالب الجماهير التي مازالت تنتظر نجاح ثورتها وهي بالذهاب في مهمة ايقاظ الوحش الطائفي تنوم الجماهير وتصرفهم عن كونهم مواطنين فقراء الي كونهم شوافع وزيود ومطلع ومنزل ينتمون لجلاديهم ولا ينتمون لطبقتهم اليمنية الفقيرة الممتدة شافعيا  و زيديا  ومطلع ومنزل وشمال وجنوب..

(2)

من يتذكر الصراع على منصة ساحة التغيير في الجامعة بين شباب المسقية (اصلاح)وشباب الصمود (حوثي)لم يكن الصراع آنذاك على بئر بترول موجود اسفل المنصة حد تعبير اوراس الارياني المحاولات الدائمة لاحتكار المنصة لم تكن سوى مؤشر مبكر لمحاولات مازالت مستمرة لأحتكار السلطة هذا من جانب ومن جانب اخر استحالة التعايش بين قوتين دينيتين على قاعدة التساوي والشراكة الشكل الوحيد لاستمرار علاقة ما بين هاتين القوتين ستتخذ شكل التبعية بان تدخل احدها بيت طاعة الاخرى ولن ينتهي الامر بذلك لأنه ان تم سيكون في مستوى فوقي وفي القاعدة سيعتمل صراع مخيف سيدفع بجماهير المنهزم نحو خيار متطرف ومأساوي حتما سيتغذى عليه الوحش الطائفي وسيستمر في نهش ما بقى لنا من وطنية.

قراءة 1431 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة